رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد يدعو إلى ربيع عربي سلمي

"على الدول العربية الخليجية توجيه استثماراتها إلى الدول الإسلامية"

طوكيو- الأربعاء 6 يونيو 2012 / بان اورينت نيوز/
أجرى المقابلة/ خلدون الازهري

قال رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد بأن على شعوب الدول التي تجري فيها حركات الربيع العربي أن تقرر مصيرها بالوسائل السلمية وبأن على قادتها أن يقبلوا إرادة شعوبهم ونتيجة الإنتخابات حتى لو تضمنت هزيمتهم.

وقال مهاتير محمد في مقابلة حصرية مع بان أورينت نيوز بأن انتفاضة الشعوب ضد الديكتاتورية، كما حصل في اندونيسيا ثم في مصر، قد نجحت عندما قررت جيوش تلك الدول دعم الإنتفاضة الشعبية وبالتالي انهزم الديكتاتور بسرعة "ولكن في حالة ليبيا وسوريا فيبدو أنه يوجد بعض الإنقسام رغم وجود مشاعر قوية لدى الشعب وبما يبدو ثورة للتخلص من الحكومة. إن قسماً من شعوب تلك الدول، وليس الشعب بأجمله، قد تحرك والأوضاع أصبحت معقدة، وتزداد تعقيداً عندما تتدخل قوى خارجية مثل الناتو وتبدأ بتزويد السلاح للشعب وتشجعه على الإطاحة بالحكومات".

وأضاف مهاتير "أنا لاأؤيد الديكتاتورية بل يجب أن يذكر من يريد الإطاحة بالحكومة أن هناك ثمن لذلك. إذا أردت مواجهة الحكومة بالسلاح فربما تحصل حرب أهلية وسيموت فيها الناس".

وأعرب مهاتير عن حزنه مما يحصل في سوريا قائلاً "نشعر بالحزن لأن سوريين يقتلون سوريين، ونشعر أيضاً بالحزن عندما نسمع الآخرين يدعون سوريين لقتال السوريين. ونأمل بأن يجري نوع من الحوار يجري بين الجانبين. وفي النهاية فإن على الشعب أن يقرر حكامه من خلال وسائل سلمية".

وأشار رئيس الوزراء الماليزي السابق إلى أنه من حيث الأساس لاتوجد خبرة كبيرة لدى شعوب المنطقة بالعملية الديمقراطية التي تفرض على من يخوضها أن يتقبل الخسارة، وإلا فلن تكون هناك ديمقراطية.

وقال "عندما يخسر طرف فإنه يتهم منافسه بالغش وعندها تحصل اضطرابات واضرابات ومظاهرات وفي النهاية لايتم تشكيل حكومة مقبولة من الجميع. لكن القبول بالخسارة والإعتراف بها يعني فوز الديمقراطية. وفي جميع الديمقراطيات الغربية يقبلون بالخسارة".

وحدد مهاتير مفهومة للديمقراطية بأن أهم ماتعنيه هو حق الإنتخاب والتصويت ضد أو مع الحكومة "ولكن أضافوا الآن للديمقراطية قضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير والنشر وغيرها ورغم أهمية تلك القضايا فإنها تصبح مصدر تشويش أحياناً عندما تحاول أن تنفذ القوانين الديمقراطية في مجال اختيار الحكومة".

وعن النموذج الماليزي قال مهاتير بأن الأولوية القصوى هي الإنتخاب لتحديد من يشكل الحكومة لكن لايمكن للنظام في ماليزيا أن يكون مثل النظام الأمريكي حيث لدينا سكان متعددي العروق وقد تكون هناك عملية تقييد لكن هذا لايمنع أن الشعب يختار من يريده لتشكيل الحكومة. وفي انتخابات 2008 خسرتْ الحكومة في 5 ولايات من أصل 8 وفقدت الأغلبية وأصبحت حكومة ضعيفة وهي نتيجة قَبلَ الجميع بها. ولدينا الآن حكومة ضعيفة والأمور غير مستقرة لأن الشعب يشعر أن بإمكانه مهاجمة الحكومة لكونها ضعيفة.

ورحب مهاتير بالخطوات التي نفذتها بعض الحكومات العربية ولاسيما الخليجية لتمويل مشاريع وتوزيع الثروة بما أعطى استقراراً وارتياحاً لدى الأوساط الشعبية. وقال بأن مسؤولية أي حكومة هي رفع مستوى المعيشة لدى شعوبها وتلبية طموحات تلك الشعوب.

ودعا مهاتير في المقابلة الدول العربية الغنية إلى استخدام ثروتها بطريقة بناءة. وقال "لم يحصل في تاريخ الإسلام أن يكون بعض المسلمين أغنياء جداً وبعضهم الآخر يعيش في فقر مدقع. هذا غير مقبول. إن الدين الإسلامي يدعو إلى مشاركة الجميع في الثروة وبأن الثروة هي في نهاية الأمر تعود إلى الله بينما أن البشر هم الذين يديرون هذه الثروة".

وأضاف مهاتير منتقداً بشكل غير مباشر إيداع الأموال العربية في المصارف الغربية والأمريكية "عندما تشتري الدول العربية سندات الخزينة الأمريكية فكيف تتأكد هذه الدول أن أموالها المودعة في أمريكا مثلاً لاتُستَخدم لشراء أسلحة لقتل العرب؟ لايمكن لأحد التأكد. لهذا نقول هناك طرق أخرى لاستثمار الأموال. كما أن شراء السندات الأمريكية قد يؤدي لخسارات إذا انخفضت قيمة الدولار. وأدعو الدول العربية الغنية للإستثمار في الدول الإسلامية الفقيرة، وهذا إنطلاقاً من مبدأ الصدقة والزكاة التي يدعو لها ديننا.

وقد شارك الدكتور مهاتير في مؤتمر مستقبل آسيا الذي نظمته مؤسسة نيكاي في طوكيو.

ومهاتير محمد أو محاضر محمد (ولد في 20 يونيو 1925) هو رابع رئيس وزراء في ماليزيا حيث استمر في مركزه خلال فترة 1981 - 2003، مما يجعلها أطول فترة لرئيس وزراء في ماليزيا وآسيا. وامتد نشاط مهاتير السياسي لما يقرب من 40 عاما، منذ انتخابه عضواً في البرلمان الإتحادي الماليزي عام 1964، حتى استقالته من منصب رئيس الوزراء في عام 2003. وكان لمهاتير محمد دور رئيسي في تقدم ماليزيا بشكل كبير إذ تحولت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة.

وكان مهاتير خلال فترة حكمه من أكثر القادة تأثيراً في آسيا، كما يعتبر من أكثر المعارضين للعولمة والمضاربات المالية الغربية.

بان اورينت نيوز



رأي