الوضع السوري ``في غاية التعقيد`` والشعب يجب أن يقرر مصيره: نائبة الرئيس الايراني
"الرئيس روحاني يضع أولوية على تحسين العلاقات مع الدول العربية"
طوكيو- الأحد 5 أبريل 2014 /بان اورينت نيوز/
وصفت السيدة معصومة ابتكار نائبة الرئيس الايراني الوضع السوري الحالي بأنه وصل إلى مرحلة "في غاية التعقيد" كان من الممكن تفاديه لو أن الحكومة السورية في بداية الأزمة "قد تصرفت بشكل مناسب".
وقال السيدة ابتكار خلال زيارتها العاصمة اليابانية طوكيو، ورداً على سؤال من وكالة بان أورينت نيوز في مقابلة حصرية، "أي حكومة ودولة في هذا العالم يجب أن تستجيب لتوقعات شعوبها. وهذا مهم جداً. في سوريا حصل إنتقاد للحكومة من مواطنين من الشعب، لكنه شعب يحب بلده سوريا، ويريدها مزدهرة ولايؤيد الإرهاب. ويجب على كل حكومة في أي بلد أن تتجاوب مع شعبها سواءً أكان ينتقدها أو يؤيدها. فهو شعب الدولة. وكان هذا الموقف يجب أن يحدث في سوريا منذ البداية، ولو حدثَ، لكانت الأمور حُلتْ ولم تكن ستصل إلى هذا الوضع المعقد جداً وانتشار مجموعات ارهابية.
وتابعت السيدة ابتكار نائبة الرئيس الايراني، "الآن هذا الوضع المعقد يتطلب حلاً من المجتمع الدولي لدعم حكومة وشعب سوريا للعمل معا واستعادة السلام والأمن في البلد، وقيام شعوب المنطقة بالمساعدة على تحقيق ذلك. إن مبادرة الرئيس الايراني الدكتور حسن روحاني لتحقيق عالم بدون تطرف وعنف هي أساسية وعلينا جميعاً العمل لتأكيد أن السلام والإستقرار في غاية الأهمية، ولوضع حد للعنف بما يفيد الشعب السوري ويساعدة على أن يتخذ بنفسه قراراته المصيرية".
وكانت السيدة معصومة ابتكار نائبة الرئيس الايراني والمسؤولة عن قضايا البيئة الايرانية التقت في طوكيو رئيس الوزراء شينزو آبي، ووزير البيئة نوبيتيرو إيشيهارا حيث جرى التوقيع على اتفاقية في مجال التعاون البيئي وترشيد الطاقة.
وقالت السيدة ابتكار في المقابلة أن زيارتها لطوكيو تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية في مجال البيئة حيث ترغب ايران بالحصول على تكنولوجيا يابانية في مجال الطاقة الجديدة والبديلة وخاصة البتروكيماويات لتحسين مستوى المشتقات البترولية، ومساعدات فنية علمية تساهم في تخفيف التلوث الهوائي في العاصمة طهران، ومعاجلة مشاكل الاراضي الرطبة (wet lands) في بعض المناطق، إضافة إلى تعاون في مجال التدريب وحماية البيئة.
وكانت نائبة الرئيس الإيراني معصومة ابتكار قد ألقت محاضرة في مؤسسة ساساكاوا للسلام ردت فيها على سؤال يتعلق بمايمكن أن تقدمه ايران من أجل سوريا. وأجابت، "نشهد حالة يرثى لها في سوريا. القضية معقدة جداً. والتدخل الخارجي في شؤون الشعب السوري والتحديات الداخلية وعدم استجابة الحكومة السورية بشكل مناسب للأحداث في بدايتها جعل الوضع معقداً للغاية. وقد بذل الرئيس روحاني قصارى جهده لحل القضية على أساس خروج المجموعات الإرهابية وعلى أساس إرادة الشعب السوري. وسوف تستمر إيران في هذا الطريق في محاولة للمساعدة في إيجاد الحل مع الدول المجاورة.
وأضافت بأن الاتجاه الذي اتخذه المجتمع الدولي والذي اتخذته دول المنطقة والدول المجاورة لسوريا ينبغي أن يسير في الاتجاه الصحيح لحل هذا الوضع، بما يشمل القضاء على الإرهابيين. وإيران مستعدة للقيام بدورها، ولدى الحكومة دور دبلوماسي فعال ليس فقط من خلال العلاقات مع الجيران بل أيضاً على مستوى عالمي أكبر".
وبرأي الدكتورة ابتكار فإن البشرية لم تتقدم بعد في مجال تحقيق السلام حيث وقعت حوالي 30 حرب ونزاعات في العقود الثلاثة الماضية. وهناك قضية فلسطين وأفغانستان والعراق وسوريا ... والآن أوكرانيا. ويبدو التوتر مستمر، ولم نتمكن من تطوير المواهب اللازمة للتعامل مع قضية صنع السلام - يبدو أنه هدف بعيد المنال، يتطلب منا أن نبذل الكثير من الجهد لتحقيق ذلك في الواقع".
وعن أسباب عدم إحلال السلام، قالت إنه "يكمن في نوعية القيادة في عالم اليوم: يعتقد الكثيرون أنه يوجد سوء إدارة جدي في هذا العالم، وآلية الأمم المتحدة ليست كافية.
وعن الانتخابات الرئاسية الإيرانية العام الماضي قالت إن الإصلاحيين قرروا تشكيل تحالف مع قوى الاعتدال في ايران وأن جميع المرشحين الإصلاحيين دعموا الدكتور روحاني الذي وعد بإجراء تغييرات ليس فقط في الأبعاد السياسية في إيران بل أيضاً في الاقتصاد. و"شدد روحاني أيضاً على تحسين العلاقة مع العالم إضافة إلى قضايا الصحة والبيئة ... وهذه العملية أدت إلى تشكيل حكومة على أساس الاعتدال، الفكرة الأساسية لحملة روحاني الانتخابية".
وقالت إن الرئيس روحاني مصمم على تغيير الحكومة الحالية عن الحكومة السابقة. وهناك العديد من الإشارات التي تشير إلى أن الحكومة تتحرك في مسار الاعتدال برغم أن العديد من العقبات لا تزال قائمة. و"تحسين علاقاتنا مع جيراننا هو أولويتنا: زيارة الدول المجاورة لتعزيز العلاقات، والعراق مثال على ذلك. فقد زار الرئيس أفغانستان وسلطنة عمان أيضاً... وبالإضافة إلى ذلك، اقترح روحاني على الجمعية العامة للأمم المتحدة تشجيع العالم ضد العنف والتطرف، وتم اعتماد الاقتراح. وهذه المبادرة توازي مبادرة الرئيس خاتمي السابق التي تشدد على الاعتدال كسبيل لحل الكثير من القضايا العالقة من حيث التطرف والراديكالية، كما أن فهم السبب الجذري لهذه الأيديولوجيات يعود إلى الصراعات والعدوان والاحتلال ذلك أنه عندما يشعر المجتمع بشكل جدي أنه تم النيل من حقوقهم يلجؤون إلى العنف والتطرف.
وقالت ابتكار أن حكومة الرئيس روحاني ترحب بالتعاون الثلاثي بين ايران واليابان ودول مجلس التعاون الخليجي في حماية البيئة البحرية وتحسينها، وبأن لدى طهران علاقات جيدة مع المنظمات الإقليمية في إطار اتفاقية الكويت لحماية البيئة البحرية. كما أن الرئيس روحاني وضع أولوية على تحسين العلاقات مع دول الخليج، وتبادل الزيارات مع سلطنة عمان، وكان على اتصال مع قادة من العالم العربي. وهناك آمال لتحسين العلاقات للعمل معاً من أجل السلام المشترك. وأضافت، نرغب في التعاون مع اليابان في جميع المجالات بما في ذلك التكنولوجيا النووية، وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية وغيرها ويمكن لهذه المجالات أن تعزز السلام كونها تكنولوجيا السلمية. ومن حق أي أمة تطوير هذه التكنولوجيا السلمية.
ووصفت ابتكار الظروف في غرب آسيا بأنها "مضطربة" نتيجة تاريخ طويل من الصراعات واحتلال فلسطين المستمر، إضافة إلى هيمنة العسكرتاريا في بعض الحالات على العملية السياسية، إضافة إلى اللوبي العالمي للصناعات عسكرية الذي يحتاج إلى إثارة نزاعات لترويج مبيعات الأسلحة في أسواق جديدة. وقالت، "طالما أن الهيئات الدولية وكذلك السياسيين يخضعون لهذه الاتجاهات، سوف نستمر في رؤية الصراعات والإرهاب والحروب. ومن هنا فيجب علينا إعادة نظر جدية وتغير في الاتجاه الذي نسلكه في السياسة الدولية.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد عيّن معصومة ابتكار نائبة للرئيس مكلفة بشؤون البيئة. وسبق أن شغلت ابتكار هذا المنصب إبان ولايتي الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي بين 1997 و2005، قبل أن تنتخب كعضوة في مجلس بلدية طهران حتى حزيران 2013.
وابتكار من مواليد 1960، وكانت أول امراة تنضم إلى حكومة في ايران. وكانت أيضاً المتحدثة باسم الطلاب الإيرانيين خلال أزمة الرهائن في السفارة الأميركية العام 1979، وقد روت هذه المرحلة في كتاب نشر في كندا وهي متخصصة في البيئة وحقوق المرأة.
© بان أورينت نيوز