مهاتير محمد: على القوى العظمى عدم التدخل في سوريا

مهاتير محمد مع الزميل خلدون الأزهري

لايمكن للدول العربية اعتماد الديمقراطية "بشكل مفاجئ"

طوكيو من خلدون الأزهري
بان اورينت نيوز

قال رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد بأن تحقيق الديمقراطية سهل قولاً وصعب فعلاً لأن الخاسرين لايقبلون بالنتيجة وخاصة في الدول العربية التي، رغم ذلك لن تحقق الاستقرار والازدهار بدون التخلص من الأنظمة الإستبدادية. وأضاف في مقابلة مع بان اورينت نيوز جرت في طوكيو خلال مشاركته في مؤتمر "مستقبل آسيا" أنه على الدول العظمى التوقف عن التدخل في شؤون سوريا داعياً إلى منع تجارة الأسلحة وتدفقها إلى تلك الدولة. وقال بأن ماليزيا رحبت بقدوم لاجئين من سوريا.

وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها خلدون الأزهري رئيس تحرير وكالة بان اورينت نيوز:

سؤال/ أصبح إسمه الربيع والخريف والشتاء العربي وربما الصيف. كيف ترى الأوضاع الحالية في الدول العربية؟

جواب (مهاتير محمد): على مدى قرون لم تعرف الدول العربية الديمقراطية. وكانت دائماً ترزح تحت حكم استبدادي، وبعض هؤلاء الحكام يشعرون أنهم تحت الضغط الآن بسبب المقارنة مع الحكومات الديمقراطية في أوروبا. والكثير من العرب هاجروا وعاشوا في الدول الغربية، وهي دول ديمقراطية، وشاهدوا ما تنعم به هذه الدول من استقرار وازدهار. واعتقدوا أنه إذا تخلصت الدول العربية من الحكومات الاستبداية وانتقلت إلى الحكم الديمقراطي، عندئذ سيحققون نفس النمط من الاستقرار والسلام الازدهار. ولكن الديمقراطية ليست الوسيلة الأسهل لتحقق النجاح. وثقافة الشعوب مختلفة تماماً. في الأنظمة الديمقراطية، يتم اختيار القادة عبر الانتخابات، عبر التصويت، ولكن نلاحظ... أنه في عملية التصويت لا بد من فائز ولا بد من خاسر. ،، ولكن في الدول العريبة، التي تتبنى الديمقراطية، لا أحد يريد أن يخسر، بل يريد أن يفوز، الجميع يريد أن يفوز. والمهزوم يسارع إلى اتهام الطرف الآخر بالغش ويتمردون ...إلخ. وبالتالي تصبح البلاد غير مستقرة. وبالكاد يتمكن الحزب الفائز من حكم البلاد، وهذا هو سبب فشل الديمقراطية في معظم الدول العربية. ولكي تنجح، يجب أن تكون عملية التغيير أبطأ قليلاً، يجب أن لا يتم اعتماد الليبراللية الديمقراطية بشكل مفاجئ. هذا ليس ممكناً. ولذلك ما نراه اليوم هو فشل للديمقراطية لأن الجميع يريد أن يكون في السلطة، وإذا لم يكونو في السلطة يحتجون وينظمون إضرابات أو يتمردون على الحكومة. ولذلك ترى مثل هذه الأمور في سورية واليمن. وبالطبع الوضع في سورية يتعلق بمحاولة الإطاحة بنظام بشار الأسد، ولكن في الأساس فكرة أنه عندما تكون ديمقراطياً، كل شيء سيكون على ما يرام. هي فكرة غير واقعية.

سؤال: كيف تتوقع أن ينتهي الوضع مع هذه الحروب العنيفة بمشاركة روسيا والعمليات العسكرية التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومايسمى بالتحالف.

مهاتير محمد: أعتقد أن القوتين العظميتيتن، الولايات المتحدة وروسيا، يجب أن لا يتدخلا في المقام الأول. ثانياً، هناك تجارة كبيرة في السلاح. ونرى استخدام أسلحة متقدمة في القتال بين المتمردين والحكومة. ويجب أن تكون هناك قيود صارمة على جميع الأسلحة، بحيث لا يتمكن أحد من الوصول إلى هذه الأنواع من الأسلحة, هذه الأسلحة فتاكة للغاية، قوية للغاية وتدمر هذه البلدان. وبدون هذه الأسلحة، سيستمرون في الاقتتال، ولكن حجم الدمار سيكون أقل، وعدد القتلي سيكون أقل، وسيضطرون إلى التوصل إلى صيغة تصالحية وسيدركون أن الاقتتال فيما بينهم لن يحقق أي منفعة لأي منهم. ولذلك يجب أن يجلسوا إلى طاولة الحوار ويحاولوا تسوية خلافاتهم. وأعتقد بالنسبة للدول العربية التي تشهد عنفاً وحروباً، أن التدخل الخارجي والوقوف إلى جانب أحد طرفي النزاع لا يساعد في الحل.

سؤال: تلك الحروب والأزمات انتجت الكثير من اللاجئين، ومعظمهم يتوجهون إلى الدول الغربية، أوروبا وأمريكا. هل يمكن أن تستقطب آسيا اللاجئين؟

مهاتير محمد: عرضت الحكومة الماليزية فعلاً قبول حوالي 3 ألاف (لاجيء) سوري، ولكن يبدو أن هؤلاء لا يرون مستقبلاً لهم في ماليزيا على غرار أوروبا المزدهرة التي استقبلت مهاجرين في الماضي وكان أداءهم جيداً للغاية هناك. ولذلك إذا أرادوا الاستقرار والسلام والمسقبل، فإنهم يرون أوربا أكثر جاذبية من دول الشرق الآسيوية.

بان اورينت نيوز



رأي