حكايات رمضانية من أجواء الربيع العربي
ربيع عربي يأبى الصيام في رمضان
عمّان - الأحد 12 أغسطس 2012
بقلم إسراء العجوة
خاص لوكالة بان أورينت نيوز
رغم أحداث الشارع العربي التي تدور بغير انتظام في فلك التغيير، يحرص آلاف الصائمين على تناغم النفس مع روحانية رمضان، حيث تستقبل كلا من المدينة المنورة ومكة المكرمة ملايين المسلمين الذين يصطفون بخشوع في حلقات دائرية منتظمة حول الكعبة المشرّفة، فيما تتحد ألسنتهم وقلوبهم بالاتصال مع رب البيت العتيق.
كما تستمر باحات الأقصى المبارك في القدس المحتلة باحتضان آلاف المصلين والصائمين من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم القرار الاسرائيلي الأخير بتحويل تلك الباحات إلى حدائق وساحات عامة. وجاء هذا القرار بعد قيام القوات الاسرائيلية في بداية الشهر الفضيل بالاعتداء على معتكفي المسجد الأقصى واعتقال إمامه وهو "ساجد"، فيما اقتحمت مجموعات يهودية متطرفة ساحات المسجد وأغلقت أبوابه.
وتأبى العائلات الفلسطينية إلا أن تعيش أجواء رمضان الروحانية والاجتماعية رغم اعتداءات سلطات وقوات الاحتلال الاسرائيلي على الفلسطينيين وممتلكاتهم وبناء الحواجز على الطرقات والاعتقالات اليومية من جهة، والغلاء المعيشي من جهة أخرى.
دولٌ عربية أخرى، لم يكن أمام شعوبها الصائمة من بدٍ لبلّ عروقها وارتواء حناجرها غير قطرات الدمع الممزوج بالألم والدم الحار بحرارة ولهيب أجواء شهري تموز وآب الصيفية غير المسبوقة منذ سنوات مضت. فرغم أن ثاني أشهر رمضان الربيع العربي شارفت أيامه على الانتهاء، إلا أن حال مجتمعاتها تبعثر بين جريح وقتيل ولاجئ من جهة، ومستاء ومتخوف ومتفائل من عالم ما بعد الثورة من جهة أخرى. ومع رياح التغييرات العربية، تبقى المصالح الشخصية والاتهامات المتبادلة وإنعدام الثقة، بل الإنتماء والانتصار لأطراف داخلية وخارجية، هي المَعاولُ الأقوى في دق وهدم ساحات الاستقرار، والعائقُ أمام إعادة بناء البيت العربي الآسيوي والافريقي كلٌ بحسب هوية مجتمعه.
ولازالت سخونة الأحداث في الشارع العربي ومنذ عامين، تشهد توالداً وارتفاعا مطرداً يزيد من حدته قرارات أممية واقليمة، ينفخ لهيبُ مصالحها المتوافقة والمتضادة بالمنطقة على عصب الربيع العربي. ففي سوريا قضي الصائمون رمضان وللعام الثاني على التوالي وسط أجواء عنف دامية يشوبها إنعدام للأمن والأمان أدى إلى نزوح داخلي وخارجي. فيما شوّهت الأحداث الدموية ملامح رمضان الروحانية وطقوسه الشامية.
حكايات شامية
الحمصي أبو عامر نزح وعائلته إلى الأردن قبل نحو شهر بعد أن بات منزله خراباً نتيجة القصف، في حين لجأت ابنته الكبرى وزوجها إلى الشام لعلهما ورضيعهما يجدون ملاذا آمنا. يقول أبو عامر وهو يستذكر كيف تنقل وعائلته داخل سوريا لمدة شهرين ونصف قبل أن يهربوا إلى الحدود الأردنية بمساعدة عناصر الجيش الحر، قاطعين كيلومترات وسط الصحراء سيراً على الأقدام، "إن رمضان الحالي هو الأول لنا خارج سوريا" سعياً للأمان الذي افتقدوه في رمضان الماضي، حيث تعرضت حمص في حينها لحملات عسكرية مكثفة تزامنت مع نقص وارتفاع حاد بأسعار السلع. وإن "العديد من الأحياء الحمصية المنكوبة مثل حي باب السباع وجب الجندلي وباب الدريب، كانت تصلهم (معونات رمضانية مهربة) بضعة أرغفة من الخبز أوخضرة منوعة أو مبالغ مالية وصلت في حدها الأعلى إلى 50 و 70$ لتعينهم على حوائجهم الأكثر من أساسية". وأوضح أن "المعونات كانت ترد من ريف حمص ومن التجار أو الميسورين، إضافة إلى تشارك الجيران وأبناء الحي الواحد في مخزون مونتهم الموسمية". ومع توزيع "المونة المهربة" على الأسر الصائمة، كان القناصة يوزعون "مونة رصاصهم" على كل من يتطوع لتوزيع مؤن الصائمين. وفيما يحاول أبو عامر جاهدً أن يستعيد رباطة جأشه وهو يفكر بحال ابنته في الشام وبأهله وشقيقاته ممن قطعت اخبارهم بالكامل، استدرك كيف قام المصلون وبعد أدئهم لصلاة التراويح بالزحف على أيدهم وبطونهم وهم في طريق عودتهم إلى المنزل خوفاً ممن قال إنهم "قناصة القوات الموالية للنظام".
أم همام فقدت شقيقيها وعمها وأبنائهم بعد أن "داهم الشبيحة منزلهم واقتادوهم مع العشرات من أبناء الحي إلى الأحراش ونكلوا بهم قبل ذبحهم وحرق جثثهم " وقالت "إن أحد أشقائها تعرض دون غيره لتعذيب شديد على أيدي الشبيحة ، بحسب شهادة أحد أبناء الحي والناجي الوحيد من المذبحة". وأضافت أن الشاهد والناجي الوحيد أبلغهم أن " الشبيحة وبحماية الجيش النظامي دخلوا إلى الحيّ واقتادوه مع عشرات الشباب والرجال بعد أن دققوا بهوياتهم الشخصية". حدث ذلك مع بداية فصل الربيع قبل نحو أربعةأشهر، فيما أبت والدتها السبعينية اللجوء إلى الأردن على أمل أن يعود إليها أبنائها وأحفادها. وتستذكر أجواء رمضان العام الماضي عندما أُجبرت وعائلتها على قضائه ضمن رقعة حدود مطبخ المنزل وحمّامه بعد أن هجروا باقي غرفه لمواجهتها فوهة بنادق القناصة. وأضافت وهي تكفكف دموعها أنها نجت من قنبلة مسمارية ألقيت عندما كانت تتجمهر مع بعض النسوة أمام أحد المحال بغية شراء بعض الحاجيات.
قصي ذو التسعة أعوام يشتاق للعودة إلى مقاعد الدراسة "المنتظمة" بعد أن داوم فقط ليوم واحد، تسلم خلاله كتب السنة الدراسية الجديدة، فيما تعرضت المدرسة باليوم التالي لرصاص القناصة قبل أن تـُـغلق كلياً. ورغم ذلك حصل قصى على شهادته المدرسية الجديدة قائلاً " لازالت كتبي على حالها منذ ان تسلمتها، لكن في نهاية العام وعبر معارف والدي ذهبت لإحدى مدارس الأرياف لأقدم "شكلياً" امتحان أربع مواد متفرقة حصلت بموجبها على شهادة اتمام السنة الدراسية بنجاح". شقيقة قصى الكبرى وصفت كيف كانوا يسارعون لإنجاز احتياجاتهم اليومية والعودة إلى منازلهم قبل الثانية ظهراً، حيث تبدأ معارك القناصة بين الجيشين النظامي والحر فيما لا تخلو الشوارع طيلة اليوم من الاطلاق العشوائي للنار. أم سامر أوصلها زوجها مع ولديهما وشقيقته إلى الحدود الأردنية قبل أن يعود أدراجه إلى ريف دمشق لمساندة الثوار، و فيما ينتابها الرعب عليه لا يكف لسانها عن الدعاء له بالسلامة أو بالموت شهيداً وألا يُعتقل أبداً لأنه "سيتعرض حينها لأسوء تنكيل".
ضباط منشقون وآخرون ممن تقاعدوا قبل انطلاق شرارة الأحداث السورية، كانوا ينقلون أمتعتهم استعداداً للانتقال من عمّان إلى مدينة المفرق بعد أن قام "بعض المعارف من أولاد الحلال بتأمينهم بسكن مجاني". أحدهم وهو منشق برتبة "مساعد أول" قال إن عائلته بقيت في سوريا، فيما لجأ هو إلى الأردن بعد اتهامه بنقل الثوار في سيارته الخاصة. ضابط متقاعد ممن تركوا عائلاتهم في سوريا قبل عدة أشهر، كان للتو واصلاً من قطر محملاً بمساعدات وأكياس أرز حصل عليها من أقاربه، قال إن الفضائيات العربية تنقل الشيء القليل مما يحدث على أرض الواقع، فيما تقوم محطات سورية ببث مقابلات "جاهزة ومجهزة" لمسؤولين ومواطنين لإعطاء صورة مغايرة لحقيقة ما يحصل. وفي ردهم على سؤال فيما إذا كانوا يتوقعون قضاء رمضان المقبل في بلادهم، قالوا إنهم "يأملون بقضاء العيد الحالي بين أفراد عائلاتهم الصغرى والكبرى".
ويبقى لسان حالهم جميعاً، مدنيين وضباط منشقين، يشكو من الطائفية والتميز المجحف بحقهم منذ عقود مضت. كما تذبذب بين صفهوفهم التفاؤل بالمستقبل والخوف منه، وتحديداً من "ماكينة الطائفية الطاحنة" في حال سقوط النظام. متوقعين العودة إلى منازلهم "بعد سنتين أو ثلاث، لكن بأقل مستوىً متوقع من الأمن والأمان".
هذا ويقيم اللاجئون السوريون بشكل أساسي في مخيم الزعتري بمدينة المفرق الشمالية، وآخرون لازالوا بمراكز إيواء في مدينة الرمثا المتاخمة للحدود الأردنية السورية، وسط تسهيلات وحرية بحركة تنقلهم الشخصية داخل المملكة. فيما انتقلت مجموعات إلى خارج المخيم لتتشارك السكن مع الأقارب أو لتقطن منازل قدمها لهم محسنون أو جهات خيرية خاصة. فيما باتت المعونات المحلية والدولية عصب حياتهم اليومية، وسط تذمر البعض من سوء توزيعها بسبب تزايد أعداد اللاجئين، حيث ينضم إليهم يومياً نحو 1500 لاجئ جديد ممن عبروا الحدود الأردنية. من جهة أخرى استطاعت جهات خيرية تأمين فرص عمل لعدد منهم، في حين أمّنت بعض الأسر مصروفها وحاجياتها من خلال أقارب ومعارف لهم في الخليج وبالأردن.
وفي ذات السياق، تسعى منظمة اليونيسيف إلى مساعدة الحكومة الأردنية لإدراج نحو 7 آلاف طالب سوري بمدارس المفرق الحكومية، إضافة إلى تأمين قاطرات صفية متنقلة داخل مخيم الزعتري بسبب اكتظاظ تلك المدارس بالطلبة المنتظمين، كما ستقوم وزارة التربية والتعليم بتأمين الكوادر التدرسية والمرشدين النفسيين والاجتماعيين.
وبحسب تقديرات غير رسمية فإن أكثر من 100 ألف لاجئ سوري وصلوا إلى الأردن منذ شهر أذار/مارس 2011، تلقوا خلالها رعاية صحية مجانية. وبحسب الهلال الأحمر العربي السوري ومنظمة الأمم المتحدة فإن هناك نحو 1.5 مليون نازح سوري يحتاجون إلى مساعدة دولية عاجلة، فيما أظهرت احصائيات للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا ارتفع إلى 150 ألف لاجئ.
رمضان.. بأي حال عدت
رغم سقوط الأنظمة السابقة في الدول العربية الافريقية، إلا أن شعوبها لازالت تعاني من أعراض مخاض عسير بانتظار ولادة أنظمة سليمة ومتجانسة تمثل إفرازات مختلف أطياف المجتمع الواحد، وبترقب لأن تكون الأنظمة الوليدة مخلصة لشعوبها وعالمة بحقيقة معاناتهم.
رضا من مصر قال إن "حالنا في الصعيد بعد الثورة العظيمة مقبول نوعا ما"، وتابع مبتسماً وهو يعبث بهاتفه الجوال "أنا متفائل بمستقبل مصر. أي نعم نحن مستعجلون جداً على أن نلمس الأفضل مما كنا عليه إبان النظام المخلوع، لكنّ لازم نعطي الريـّـس مرسي فرصة حتى تترتب الأمور، مش كفاية العسكر مِحـَـوطينه". وأضاف أن على المسؤولين أن يهتموا بالبلد "مش بحالهم وبمصالحهم"، وأن معرفة حقيقة هوية مرتكبي "مجزرة" رفح الأخيرة التي راح ضحيتها 16 جندياً من حرس الحدود المصري، تشكل تحدياً أمام السلطات والعسكر، وامتحاناً لمدى جديتهم ووعودهم بإخراج البلاد من حالة الفوضى.
ورغم تناوله طعام الإفطار مع زملائه من الشباب المصري العامل في الأردن، إلا أن الإفطار "من تحت إيدين الحجة" ومع أشقائه لا يعوض. ويفتقد رضا وزملائه أجواء مصر الرمضانية التي "تتفوق على الأجواء الرمضانية في كل البلاد العربية". ورغم الغلاء المعيشي وعدم استتتاب الأمن بالصورة الحقيقية إضافة إلى استمرار انقطاع التيار الكهربائي في الأجواء الحارة، إلا أن ذلك لم يمنع أبناء "أم الدنيا" من إحياء رمضان خصوصاً مع اقتراب العيد وبدء الاستعداد له.
كوثر التونسية، تفطر وحيدة في شقتها على طبق من الأرز والشوربة دون أن تستسيغ مذاقهما، بينما ترقد ابنتها على سرير الشفاء في مركز الحسين للسرطان حيث تكفل العاهل الأردني بمعالجتها واقامتهم. تحدثت بمرارة وهي تشاهد التلفاز حول الوضع في تونس "الوضع هناك من سيء إلى أسوء، لدينا أحزاب كثيرة لا تفعل شيء والأوضاع المعيشية صعبة خصوصاً في رمضان" وأكملت وهي تقلب القنوات الفضائية " قد تبدوا تونس مستقرة ظاهريا لكن الشعب الداخلي غير مستقر، لا حرية ولا كرامة.. ما عاد شي يعجب في تونس". كما انتقدت كثرة وعود المسؤولين و"كلامهم الفارغ" أمام استفحال سوء وضع الشباب الذين قاموا بالثورة توقاً للتغير ولإيجاد فرص عمل "بعض الذين أصيبوا بالثورة أخذوا تعويض 5000 دينار وبعضهم لم يأخذ شيء". وختمت بتنهيدة حملت فيها أعباءً تثقل كاهلها الأربعيني " الشباب لا مستقبل لهم هناك، لقد تفاجأت عندما شاهدت تقريراً عن قيام شباب تونسيين صغار بالذهاب إلى سوريا للمشاركة في الثورة".
"هو صيف عربي أكل الأخضر واليابس، وليس ربيعاً عربياً" هكذا وصف الليبي طاهر حال بلاده، وقال وهو يتهيأ للذهاب لشراء طعام الإفطار فيما تحتضن يده بحنو أنامل ابنته الصغرى " لا يوجد أمان في ليبيا مع تزايد الأسلحة بيد المواطنين ووجود المليشيات المسلحة، ثم أن غلاء الأسعار خنقنا". وفي ذات المجلس الذي يضم عدداً من الليبين ممن يتعالجون في الأردن، توقف إبراهيم عن قراءة القرآن ليعقب قائلاً " بعد آذان المغرب لا يوجد أمان، ربما تكون طرابلس العاصمة مستقرة نسبياً، لكن الجنوب الذي أنتمي إلى إحدى قبائله غير مستقر". وقاطعهم ثلاثيني منفعلاً عرّف نفسه " أنا أيضاً من قبائل الجنوب"، قال " إذا فقد الليبيون طاغية واحد هو القذافي، فإن البلد بها الآن 1000 طاغية. جـلّ ما قاموا به بعد الثورة هو تغيير العلم والنشيد الوطني لا أكثر.. بلدٌ طاغية" وبعد أن تجاذب طاهر والثلاثيني نقاشا شبه حاد حول الثوار والقبائل الموالية للقذافي، قال إبراهيم إن أطياف الشعب المحتلفة فقدت مع الثورة ثقتها وترابطها مع بعضها، وبات التخوين عدو كل الصداقات العميقة.
وبعد أن يتناول بعضهم طعام الإفطار مع عائلته حيث التمر والحليب والشوربة، وهو ثالوث مائدة الرمضان الليبية، يجتمع الرجال في مجلس لتناول "الشاي الليبي" وتجاذب أطراف الحديث. ورغم تواصلهم عبر الهاتف مع عائلاتهم الصغرى والكبرى في ليبيا، إلا أنهم يفتقدون إلى الزيارات العائلية والتئامها على الموائد والولائم الرمضانية إلى جانب أجواء السمر.
ومع ارتفاع درجات الحرارة، يقضى الجزائريون شهر رمضان دون حكومة و كهرباء. وارتفعت وتيرة الاحتجاجات في عدة ولايات بسبب الاستمرار في انقطاع التيار الكهربائي منذ أيام ما أدى إلى إغرق أحياءها في ظلام دامس وإغلاق محال غذائية قدرت خسائرها بنحو مليوني دولار، فيما أنارت الشموع موائد الصائمين ومساجد المتعبدين.
وفي الخليج العربي، أشارت د. هدى (مدرسة في إحدى الجامعات الخليجية) إلى قيام عدد من العائلات الخليجية بقطع إجازتها الصيفية بغية قضاء رمضان بين الأهل لما له من مظاهر مرتبطة بالمكان والعادات، فيما ارتأت بعض الأسر قضائه في تركيا لتنوع الطقس وجمال الطبيعة وتجلي مظاهر رمضان بوضوح في بلدٍ هو حلقة الوصل بين الشرق والغرب. ورغم أن مصر باتت أكثر مما سبق، وجهة محببة للخليجين ممن نشأ لديهم فضول عام لاكتشاف دول الربيع العربي وزيارتها بعد أن تستقر أوضاعها العامة، إلا أنهم لم يرغبوا عموماً بقضاء رمضان في إحدى هذه الدول، خصوصاً بالوقت الراهن. وأوضحت أن قيام تلك الأسر بقضاء رمضان خارج بلادهم " لا علاقة له بتفادي طول ساعات الصيام، بل الأمر ببساطة متعلق بقضاء عطلة الصيف التي تزامنت مع حلول الشهر الفضيل".
أما جُل الصغار والشباب في بلدها، وكما هو الحال في عموم دول الخليج العربي، يقضون النهار نياماً. فبعد انتهاء ساعات الدوام الرسمي ونظراً للحر الشديد وسهرهم حتى الساعات الأولى من الفجر في التعبد وقيام الليل من جهة أو السمر من جهة أخرى، يغلب عليهم الارهاق الذي يهادنهم بغفوة رمضانية. وعلى الصعيد الشخصي "أتحول في رمضان إلى عنصر خامل بسبب إدماني على القهوة. وأقضي وقتاً في القراءة والجلوس أمام الحاسوب والزيارات العائلية الليلية".
وتأمل الشعوب العربية أن تعطي التغييرات الربيعية ثماراً صيفية، توقف دوامة معاناتها وعدم استقرارهم وتفاقم أوضاعهم المعيشية والاقتصادية الصعبة التي أثرت سلباً على النسيج الاجتماعي والانتاج القومي.
الصورة: طفل لاجئ، يصور على ورقة ممزقة وبقلم الرصاص جانب من مشاهدات مؤلمة اقتحمت عالم طفولته البريء. منزل "مدمر" بعد قصفه بدبابة تحمل العلم السوري، وفي الأعلى منها دبابة أكبر بانتظار استبدال علمها بعلم الاستقلال "الستقلل" ليستخدمها الثوار في الدفاع عنهم، بحسب ما قاله استناداً لما رأه في حيّهم من قصف للمنازل .
بان اورينت نيوز