عماد خانكان مدرب الأولمبي السوري: أحرجنا المنتخبَ الياباني وكدنا نفوز

فوز صعب لمنتخب اليابان الأولمبي على سورية بهدفين لهدف

طوكيو- الأحد 27 نوفمبر 2011 /بان اورينت نيوز/

أمام ثلاثين ألف متفرج تقريباً في استاد طوكيو الوطني خسر منتخب سورية الأولمبي لكرة القدم أمام نظيره الياباني بهدفين مقابل هدف ضمن الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية القادمة فى لندن 2012.

وفي مؤتمر صحفي بعد المبارة أعرب مدرب المنتخب السوري عماد الدين خانكان عن تهنئته للفريق الياباني بالفوز وارتياحه لأداء فريقه قائلاً "لعبنا بشكل هجومي على أساس أن فرصة فوزنا على اليابان كانت قائمة. لاعبونا نفذوا واجبهم في مباراة جيدة لكن لسوء الحظ لم نتمكن سوى من التسجيل مرة واحدة ضمن الفرص العديدة التي أتيحت لنا في الشوط الثاني."

وجاء أول أهداف المباراة لصالح اليابان في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول عبر رأسية من المدافع ميزوكي هامادا. وبدأ الفريقان الشوط الثاني بقوة وسجل المهاجم السوري عمر السومة هدف التعادل في الدقيقة 75 بمهارة فردية جميلة بعد أن راوغ عدد من مدافعي الياباني وتخطاهم مودعاً في المرمى عن يمين الحارس. ولكن المنتخب الياباني تقدم بهدف مفاجئ في الدقيقة 86 من رأسية من المهاجم أوتسو ، لاعب نادي بروسيا مونشنبلادباغ الالماني، بعد أن وجد نفسه وحيداً أمام المرمى، منهياً اللقاء بفوز ثمين لمنتخب بلده.

وحضرت المباراة الأميرة تاكامادو من الأسرة الإمبراطورية اليابانية، وكبار مسؤولي اللجنة الأولمبية اليابانية. كما حضرها السفير السوري في اليابان السيد محمد غسان الحبش ومجموعة من المواطنين السوريين والعرب.

وقال الكابتن خانكان بأن فوز الفريق الياباني "ليس مستغرباً" فاليابان على صعيد آسيا "من الفرق المتميزة وندرك أهمية هذا الفريق وأهمية الكادر والتحضير الجيد الذي يتمتع به.. ورغم ذلك كنا بصراحة نسعى للفوز بدليل أن التبديل الثاني الذي أجريتُه كان هجومياً. لقد كنا نعتبر أن الفوز في عقر اليابان يعني الوصول مباشرة إلى اولمبياد لندن لكن مازال أمامنا طريق الأن."

ورداً على سؤال "لماذا لم يتبع أسلوب الدفاع على أساس أن التعادل كان جيداً للفريق السوري الذي كان يهاجم حتى النهاية وماذا يعني فوز الفريق الياباني،" أجاب الكابتن خانكان "ندرك أن فوز اليابان في طوكيو هو أمر طبيعي. لقد كان لنا تكتيك معين لتحصيل النقاط وقد حددنا هدفنا قبل المباراة بالحصول على نقاط من المبارة، سواء نقطة (بالتعادل) أو ثلاث نقاط (بالفوز.) ولكن مع مرور الوقت في المباراة اكتشفنا بعض الثغرات في الفريق الياباني وعندها لاحظنا ان الفوز قريب لنا فسعينا له بكل مانملك. لكن تعرضنا لهدف كان نتيجة خطأ من أحد اللاعبين حيث لم يتم التصدي لكرة عرضية مرفوعة ولم تكن هناك مراقبة جيدة (للمهاجم الياباني الذي استغلها) كما لم يخرج حارس مرمانا لمواجهتها. ودخل في مرمانا الهدف الثاني لكنا نحن راضين عن أداءنا وراضين عن فريقنا في اليابان حيث لعبنا في طوكيو مع فريق جيد ومقتدر. وكان هناك فارق كبير جداً في التحضير. فهذه هي ثاني مباراة لنا بعد لقاء البحرين ولم تتسن لنا استعدادات كافية حيث كان فريقنا يستعد حتى خلال التصفيات."

ورداً على سؤال من صحفي ياباني عن رأيه بالفريق الياباني قال المدرب خانكان "طبعاً هناك فرق كبير في الإمكانيات، وهناك فارق في خبرة اللاعبين، كما أن الدوري الياباني طويل وقوي وتوجد فرص احتكاك كثيرة جداً لهم. وتاريخ الفريق الياباني في السنوات الاخيرة توحي بأن الكرة اليابانية في تطور كبير جداً لكن نحن في الفترات الأخيرة بدأنا نتلمس الطريق الصحيح ونعمل بشكل جيد من خلال الاهتمام بالقواعد ومن خلال الاهتمام بالكوادر الفنية. وقد واجهتنا بعض الصعوبات مثل التأخر بانطلاق الدوري، ولم يتسن لنا إقامة إي مباراة تحضيرية قبل لقاء ماليزيا واليابان. كما حصلت اصابات للاعبين مهمين في الفريق السوري حيث ابتعدوا عن الفريق وكانت فترة تعويضهم قليلة جداً. لكن عموماً نحن راضون كل الرضى عن أداءنا في طوكيو حيث تمكنا من إحراج الفريق الياباني وكنا قريبين من الفوز ولعبنا مباراة مفتوحة الاحتمالات. وقياسا على فترة التحضير أقول نحن مرتاحون وان شاء الله يكون الوضع أفضل في لقاء الإياب.

وعن هذا اللقاء واستعداد المنتخب السوري له أجاب المدرب عماد الدين خانكان "نحضر ونستعد للفريق الياباني. طبعاً بالتأكيد ندرك ونحترم قدرات اللاعبين اليابانيين وجهازهم الفني ولكن أصبحنا أكثر إلماماً بهذا الفريق ومستعدين أكثر لمواجهته.

وتساءل صحفي ياباني عن "تصرف اللاعب السوري محمود مواس خلال مجريات المباراة عندما كان من المفترض أن يعطي الكرة إلى حارس المرمى الياباني لكنه ألقى بها بعيداً، بماأثار استهجان الجمهور الياباني." وأجاب المدرب خانكان "لقد أعاد لاعبنا الكرة بمعنى أنها عادت للفريق الياباني من حيث المبدأ ولكن إلى المنطقة البعيدة وبما يشكل خطورة على الفريق الياباني. إن شعارنا هو اللعب النظيف ونؤكد على لاعبينا الإلتزام به ولنا وقفة مع هذا اللاعب وإذا أخطأ فنحن نقدم اعتذارنا." وتابع خانكان "نقدر اليابانيين ونقدر العلاقة المحترمة معهم ونقدر احترامهم للكرة الحديثة وشعار اللعب النظيف وهذا مالمسناه في أرض الميدان من خلال اللاعبين والجمهور المتابع ومن خلال الاهتمام الذي حصل للفريق السوري منذ قدومه لطوكيو. هذا الأمر نقدره جداً جداً لهذا لانرضى عن الأمر وكما قلت شعارنا قبل أي شيء آخر هو اللعب النظيف."

من جهته، أشاد المدرب الياباني تاكاشي سيكيزوكا في مؤتمر صحفي مماثل بعد المباراة بالفريق السوري قائلاً "برهن الفريق السوري على أنه خصم قوي وعنيد لكن لاعبينا لم يتهاونوا عندما سادت في المباراة خشونة." وأضاف "كانت نقاطنا متساوية قبل المباراة لهذا أردنا الفوز بأي ثمن في هذه المباراة في عقر دارنا. لقد شعرنا بضغط كبير في الشوط الثاني لكن لاعبينا قدموا مجهوداً كبيراً حيث أدركوا أهمية هذه المباراة وضرورة الحصول على نقاطها الثلاث."

وخلال مجريات المبارة حاول بعض الأشخاص يُعتَقَد بأن معظمهم من العرب وعددهم يقل عن خمسة عشر يرتدي بعضهم طاقيات على الرأس وكمامات على الوجه، رفع علم الإستقلال السوري وإطلاق هتافات ضد الحكومة السورية. كما هتف بعضهم مشجعين الفريق الياباني ضد الفريق السوري وصفق عندما سجل اليابانيون أهدافهم في مرمى المنتخب السوري، وغادروا قبل انتهاء المباراة. وحصل بين هؤلاء وبين عناصر الشرطة اليابانية على المدرجات وبعض المشجعين السوريين الذين كانوا في نفس المكان بعض الإحتكاك الشفهي. وطلبت الشرطة من تلك المجموعة سحب علم الإستقلال السوري من على المدرجات على أساس أن هذا الجزء من المدرجات مخصص للمشجعين السوريين وعلمهم الرسمي.

وبهذه الخسارة فَقَدَ منتخب سورية صدارته لفرق المجموعة لمصلحة المنتخب الياباني الذي أصبح في رصيده 9 نقاط بينما تجمد رصيد منتخب سورية عند النقطة السادسة. ويذكر أن منتخب سورية تأهل مرة واحدة إلى دورة الألعاب الأولمبية في موسكو عام 1980 وخرج من الدور الأول إثر تعادله مع إسبانيا وخسارتين من المنتخبين الألماني والجزائري فيما تأهل المنتخب الياباني أربع مرات.

الصورة: مدرب المنتخب السوري عماد الدين خانكان في المؤتمر الصحفي

بان اورينت نيوز



اليابان والدول العربية