إشعاعات فوكوشيما النووية تفرق بين أم وعائلتها
فوكوشيما- الجمعة 19 أغسطس 2011 /بان اورينت نيوز/
مازالت تأثيرات الإشعاعات المتسربة من محطة فوكوشيما النووية المنكوبة بزلزال وتسونامي 11 مارس تؤثر على سكان هذه المحافظة وجوارها ولاسيما من الناحية العائلية وتفرق بين بعض العائلات. وفي بلدة "داتي" التي اكتُشفت فيها مستويات عالية من الأشعة، تشعر إحدى الأمهات بقلق وحيرة هل تغادر المنطقة والبيت لأجل حماية إبنتها الرضيعة، أم تبقى لمساعدة بقية أفراد الأسرة.
وتفاصيل هذه القصة الإنسانية التي أوردتها صحيفة الماينيتشي أن السيدة كوري سايتو، وعمرها 24 سنة، تسكن مع وزوجها توشياكي، 28 سنة، وإبنتهم الرضيعة، وأبويها، وجدتها طريحة الفراش، 84 سنة، وشقيتها الصغرى، 21 سنة، التي تعاني من شلل دماغي وتذهب للمعالجة إلى مركز رعاية ولكنها تقضي عطلة نهاية الأسبوع في المنزل. كما يوجد في منزلهم 4 حيوانات أليفة.
ويقع هذا المنزل في منطقة تسميها الحكومة اليابانية "بقعة ساخنة" حيث تكون مستويات الأشعة فيها مرتفعة نسبياً ولهذا نصحت الحكومة المواطنين بالجلاء عنها.
ورغم أنها طلبت من الحكومة تأمين منزل مؤلف من طابق واحد أو شقة أرضية تسع جميع أفراد العائلة خارج "البقعة الساخنة"، فقد عرضت البلدية على السيدة سايتو شقة لاتتسع لجميع أفراد عائلتها. وتقول سايتو بأن جميع أفراد عائلتها بحاجة إلى مكان ليسكنوا فيه بجوار بعضهم البعض ولتسهيل عملية الاعتناء بجدتها وأختها غير القادرتين على التحرك بسهولة، لكن جميع الأمكنة التي عرضتها البلدية صغيرة وتمنع السكان من الإحتفاظ بالحيوانات الأليفة في المنزل
وعندها حث والدا السيدة سايتو إبنتهم على المغادرة مع طفلتها الحديثة الولادة وزوجها، غير أن سايتو ماتزال ترفض المغادرة.
وتتساءل سايتو "هل من الصحيح أن نغادر بمفردنا ونترك بقية العائلة خلفنا؟" وتتابع "يعمل والدي خلال النهار ووقتهم محدد للاعتناء بالجدة. ورغم أخذ الجدة إلى مركز عناية بين يوم وآخر فإن والدي الذي يعمل سائق أجرة يبقى في عمله إلى وقت متأخر من الليل. وإذا غادرتُ مع زوجي سيكون هنالك أوقات تبقى فيها الجدة بمفردها وأشعر بالقلق ماالذي يمكن أن يحصل في حالة الطورائ."
وتنظر سايتو إلى ابنتها الرضيعة وتقول "أرغب بتربيتها في مكان بعيد عن الإشعاعات وبنفس الوقت نبقى جميعاً وتترعرع صغيرتي مع بقية أفراد العائلة... ولكن إذا غادرتُ وحدي سيكون مصير عائلتي التشتت... ولاأعرف هل سيلئم شملنا بعد ذلك؟"
الصورة: الأم سايتو مع طفلتها الرضيعة- مصدر الصورة صحيفة الماينيتشي
بان اورينت نيوز