تنبؤات 2017: بوتين مستنسخ، تركيا مسيحية، إرهاب ضد العطور... وكائناتٍ فضائية

طوكيو - الأربعاء 11 يناير 2017
بقلم فدوى عيون السود

إقتربت الساعة واستعرت حمى التنبؤات من أحمد شاهين الملقَب بنوستراداموس العرب إلى ميشيل حايك متنبئء "قناة إم تي في" اللبنانية إلى مايك فغالي عرَّاف "أو تي في" اللبنانية وقناة "سما" السورية (إستعارة مرة بالسنة)، فسوريا ليس لديها عرافوها وإلا لربما كانوا حذروا من قدوم "الربيع العربي" إليها. أما ليلى عبد اللطيف فقد غابت ليلة رأس السنة لتوقف برنامجها على قناة إل بس سي، ويبدو أن وراء الأكْمَة ما وراءَها، حسب متنبئين من الصف الثاني ظهروا على قناة الجديد (نيو تي في) اللبنانية متنبئين وغامزين على زملاء لهم في المهنة!

أحمد شاهين لوَّح بربيعٍ عربيٍ لبلدانٍ لم يزُرها بعد وحدد المغرب والجزائر، وميشيل حايك توقع "نفضة وإنتفاضة تعم مجالس عربية تبدأ من الجامعة العربية وتصل لمجلس التعاون الخليجي". وفغالي كشف عن قرارٍ في مطرحٍ ما لإشعال البحرين، ورأى حروباً ضارية تعم العالم. لكن بُشراكم، سيشهد 2017 نهاية 100 عام من حكم الشيطان على الأرض! وفي شهر سبتمبر سيبدأ عهد السلام. وأيّ سلام! العراق سيُقسَم لكنه يستعيد الكويت، والكلام لا زال لفغالي، كذلك مصرلكن لفترة، وسوريا "يتقسم منها جزء وتأخذ مكاناً في مطرح آخر وكذلك لبنان" فيرى بيروت واصلة لشط تركيا في المستقبل البعيد. أما تركيا فتُقسم (دون جائزة ترضية) وتستعيد أرمينيا أراضيها وكذلك الأكراد.. وتعود مسيحية بين 24-30 من شهر سبتمبر!

عالميا الوضع لا يدعو للتفاؤل، إذ يرى ميشيل حايك صراعات عسكرية ونزاعات عنصرية طائفية في أوروبا وأستراليا، وعملياتٍ إرهابية على معالم دينية إسلامية ومسيحية في فرنسا و"كنيسة نوتردام في الصورة". الإرهاب يركز على دور الأزياء والعطور من الماركات المشهورة عالميا. وعلم داعش المحظور يدخل عالم الموضة. تتعرض ألمانيا لإضطراب مالي وإقتصادي، وتتلخبط بلحظة الكثير من الأنظمة الحياتية في اليابان. أما ليلى عبد اللطيف اللبنانية فتوقعت زلزالاً يدمر أمريكا قريباً وغرقُ مدينةٍ بين الصين واليابان. كل هذا، يقول ميشيل، وبابا الفاتيكان منشغل في حربٍ مع جيش من الشياطين، لكن المعركة ليست في صالحه.

من قناة "سما" السورية أطل فغالي وبدأ يُطرب آذان متابعيه بكل ما يدعو للتفائل... والدعاء ألا يستيقظوا من هذا الحلم. تحدّثَ عن إستعادة الجيش سلطته على كل الأراضي السورية وأنظار العالم على النفط السوري. تحدث عن إعادة إعمار سوريا وإرتفاع أسعار العقارات و"الحرب الكبرى" على الفساد من الداخل؟ وإستقرار سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار عند حوالي 300 وكسور، كما عبَّر عنها، وهنا وجه تحية لحاكم مصرف سورية المركزي ووزارة المالية "لسياستهما الرائعة والحكيمة"، لدرجة تجعل المتابع يتساءل إن كانت قد أُسنِدَت إليه إحدى الحقائب الوزارية في سوريا.

في تلاوة سريعة، ومحاورةٍ تبدو أكثرَ إستعجالاً، للائحَتِهِ الطويلة والتي بالكاد أبعد نظرهُ عنها لأخذ رشفة ماء، وتحت عنوان "بين الواقع والخيال بين اليوم وبكرة" حلَّ ميشيل حايك مشاكلَ لبنان كلَّها بل وأصبح البلدُ واحةً يعود إليها شبابها بأعدادٍ كبيرة. فرصُ عمل وثروات تتدفق عليه، مشاريع بُنى تحتية ومؤسسات تحترم نفسها والناس، وأمن وإستقرار والأهم "شهرة واسعة حول العالم للتبولة اللبنانية"! أما ما توقعنا أن نراه في ختام لوحة ميشيل حايك، وربما سقط سهواً "وعاش اللبنانيون في تباتٍ ونبات وخلفوا صبياناً وبنات".

وللرؤساء نصيبهم طبعاً، فالرئيس اللبناني ميشيل عون، الذي لم يكد يجلس على كرسي الرئاسة، بشروه بالرحيل قبل إنتهاء ولايته وكذلك الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب أما الرئيس السوري بشار الأسد "فلن يسقط"، ورؤساء آخرون "يتلقون الشحاطة" على نسق جورج بوش. أما الرئيس بوتين فهو قصة القصص، حيث طلع علينا أحمد شاهين ليقول لنا أنه مستنسخ وأن بوتين الحقيقي قد تم تسميمه منذ دخوله الكرملين!!

أما الكائنات الفضائية وما أدراك ما الكائنات الفضائية، آلاف منها تصول على أرضنا وتجول ولها علاقاتٌ مع العديدِ من حكام العرب والعالم ولها فضائياتها، والمسؤول هو الرئيس الأمريكي الأسبق آيزنهاور فهو من سمح لها بالدخول إلى المنطقة، والكلام لأحمد شاهين من إحدى الفضائيات المصرية. إذ تخاطَبَ معهم عن بُعد فيما يُعرف بالتيليباسي (telepathy)، وبالتحديد مع "الأنوناكي" في صحراء سيناء! وطلبوا منه إيصال رسالة للرئيس السيسي بأنهم قادمون لمحاربة قوى الشر في العالم وهم "الإخوان". أحس محاوره بالشطط فعرض تنبؤاتٍ سابقة له لم تتحقق، فرد شاهين بما تحقق.

وهنا يلتقي ميشيل حايك مع شاهين في تنبؤاته الفضائية فيرى هيلاري كلينتون تتحدث عن الكائنات الفضائية وعن علاقتهم بالأرض وبعض المسؤولين يسألون الناس هناك إذا كانوا مستعدين للتواصل مع سكان كوكب آخر. وكأن سكان الأرض وبخاصةٍ الدول العربية لا يكفيهم ما يمرون به الآن من أهوال وكوارث تضاهي أفلام الخيال العلمي، ليُبَشروا بكائناتٍ فضائية.

أما قناة الجديد اللبنانية فقد إنفردت بإستضافة متنبئَيْن من الصف الثاني وصحفي وعرضت ريبورتاجاً يفنِّد فشلَ توقعات أشهر المنجمين اللبنانيين على مدى السنوات الماضية (حايك وفغالي وليلى عبد اللطيف) وأقنيتهم أيضاً! بقصد نقد موضوع التنبؤات بأسره وعلاقة المتنبئين مع السياسيين. ومع ذلك طلبت المحاورة من زياد الخالدي و وداد جابر إعطاءها توقعاً واحداً لتراقبه خلال العام فتوقع زياد ظهور فصيلٍ أشد فتكاً من داعش وجهته أوروبا.

وعند سؤال الصحفي وسام كنعان عن رأيه في موضوع التوقعات، شن هجوما لاذعاً وإنتقد الموضوع برمته. فتاريخياً، حسب قوله، إرتبط المنجمون بأنظمة وأجهزة إستخبارات وقادة على مستوى عالٍ، فالقذافي مثلاً سُربت معلومات أنه كان يعتمد على منجمة فرنسية إليزابث تيسيل لتلمح ببعض المسائل التي تخصه، أما الرئيس الفرنسي الأسبق ميتيران فقيل أنه كان يعيّن منجِّم بمثابة إستشاري. وأضاف، عندما يذهب شخصٌ لعاصمة محددة ويقول توقعات تفيد السلطات في تلك العاصمة فهناك إشارة إستفهامٍ كبيرة! وذكّر بأن القانون اللبناني يُغرم ويعتبر جريمة من يتعامل بالغيبيات والورق تصل إلى 6 أشهر سجن لكنه لا يُطبق.

حمَّل وسام الإعلام مسؤولية كبيرة وقال .... كفى إستغلالاً لطيبة الناس.

فدوى عيون السود: محررة في بان اورينت نيوز
بان اورينت نيوز
جميع الحقوق محفوظة



منوعة