فريق السلام الأخضر يكتشف مدى أعلى من مستوى الإشعاع في إيتاتي فوكوشيما

فوكوشيما- الاثنين 28 مارس 2011 /بان اورينت نيوز/

قال خبراء الإشعاع في منظمة السلام الأخضر إنهم أكدوا مستويات إشعاع بحدود 10 مايكروسيفيرت بالساعة في قرية إيتاتي، على بعد 40 كم شمال غرب محطة فوكوشيما داييتشي النووية المتضررة، وعلى بعد 20 كم من منطقة الإخلاء الرسمية، "وهذه المستويات عالية بما فيه الكفاية لتستوجب الإخلاء".

وقال خبير أمن الإشعاع في جماعة السلام الأخضر جان فان دي بوتي إن "السلطات اليابانية مدركة تماماً أن المستويات العالية من الإشعاع من محطة فوكوشيما النووية المنكوبة انتشرت أبعد بكثير من منطقة الإخلاء الرسمية إلى أماكن مثل إيتاتي، ورغم ذلك لم يتم اتخاذ إجراء لحماية الناس بشكل صحيح أو إبقائهم على إطلاع بالأخطار على صحتهم."

وقاس فريق الخبراء إشعاعاً بين 7 و10 مايكروسيفيرت بالساعة في بلدة إيتاتي يوم الأحد في 27 مارس. وتشير المستويات المكتشفة إلى وجود إشعاع خارجي، ولم تأخذ في الحسبان الأخطار الأخرى مثل الابتلاع أو الاستنشاق. والحد السنوي للجرعة المتراكمة هو ألف مايكروسيفيرت، طبقا للبيان.

ومنطقة الإخلاء الرسمية الحالية هي 20 كم حول فوكوشما، بينما المنطقة حيث يُنصح بالبقاء داخل المنازل أو مغادرتها هي بين 20 و30 كم.

وقال جان فان دي بوتي "من الواضح أنه ليس آمنا بقاء الناس في إيتاتي، خصوصا الأطفال والنساء الحبالى، عندما يمكن أن يتعرضوا للحد الأعلى لجرعة الإشعاع السنوية المسموح بها في بضعة أيام فقط. وعندما يتحلل التلوث من ابتلاع أو استنشاق الجزيئات المشعة، تكون الأخطار أعلى."

و"يجب على السلطات أن تتوقف عن تفضيل السياسة على العلم وتحدد مناطق الإخلاء حول محطة فوكوشيما النووية التي تعكس مستويات الإشعاع المكتشفة في البيئة. وبالإضافة إلى ذلك الاعتراف بالأخطار الحقيقية للأزمة النووية الحالية، والتحرك الأذكى لليابان والحكومات حول العالم هي الاستثمار بشدة في كفاءة الطاقة، وكثيف جهودهم لتسخير مصادر الطاقة المتجددة الآمنة والمضمونة."

وقال فريق السلام الأخضر إنهم قضوا عدة أيام لتوثيق التلوث ومستويات الجرعة المشعة في مناطق شمال غرب منطقة إخلاء فوكوشيما (بنصف قطر20 كم من المحطة النووية) التي كانت الأكثر تأثراً بالمواد المشعة.

من جهتها ذكرت وزارة العلوم يوم الأحد إنه تم اكتشاف مستويات إشعاع أعلى بنسبة 40% من الحد السنوي للإنسان على بعد أكثر من 30 كم فقط من المحطة الطاقة النووية فوكوشيما داييتشي. وصباح يوم الأربعاء سُجلت قراءة 1.4 ميلليسيفيرت في بلدة نامي شمال غرب المحطة النووية.

ولم تطلب الحكومة الإخلاء من السكان خارج نصف قطر 30 كم من المحطة، أو حتى البقاء في داخل المنازل. والشخص الذي يبقى في الخارج لمدة 24 ساعة في ذلك الموقع يتجاوز الحد السنوي المحدد بواحد ميلليسيفيرت. ويستند هذا الحد إلى توصية من قبل اللجنة الدولية للحماية الإشعاعية، طبقاً لتقرير تلفزيون إن إتش كي.

وحصلت وزارة العلوم على هذه القراءة بعد مراقبة 10 مواقع خارج منطقة 30 كم، بعد تقارير باكتشاف مستويات عالية نسبيا من الإشعاع خارج تلك المنطقة.

ويقول الخبراء الآن إن كمية الإشعاع المكتشفة لا تشكل خطراً على الصحة. لكنهم ينصحون السكان في المنطقة بالبقاء يقظين لأي ارتفاع محتمل في مستويات الإشعاع، لأنه من المستبعد أن تتوقف المحطة النووية عن إصدار الإشعاع في وقت قريب، طبقاً لوسائل إعلام يابانية.
وبعد زلزال وتسونامي 11 مارس، فشل نظام التبريد في المفاعلات وأحواض الوقود النووي المستنفد في المفاعلات 1, 2 و3 في محطة فوكوشيما النووية. وانصهر لب هذا المفاعلات جزئيا، الأمر الذي من المحتمل أنه أدى إلى إصدار مواد مشعة. وفي هذه الأثناء، كانت كافة قضبان وقود المفاعل 4 مخزنة في خزان الوقود المستنفد بغرض أعمال الصيانة، وكذلك فشل نظام التبريد.

ولتبريد قلب المفاعل أو خزانات الوقود المستنفد، تم حقن كميات هائلة من ماء البحر أو الماء العذب من خارج الجزء المتضرر للهيكل الخارجي لمبنى المفاعل.

ويبدو أن حقن الماء ساعد بعض الشيء في منع الأزمة من التفاقم، لكن الجهود لإعادة الطاقة وتحسين كفاءة التبريد في محطة الطاقة النووية المنكوبة تظهر تقدماً بطيئاً والسبب جزئياً أحواض الماء المشعة الموجودة المفاعلات 1, 2, 3 و4، وتسرب إشعاعات إلى خارج المحطة ومياه البحر.


الصورة: دمار وأضرار في محطة فوكوشيماالنووية- مصدر الصورة: شركة تيبكو للطاقة الكهربائية التي تشغل المفاعل
بان أورينت نيوز



البيئة والمجتمع