النظائر المشعة يابانية المصدر المكتشفة في الساحل الغربي الامريكي لا تهدد الصحة
طوكيو – السبت 19 مارس 2011 /بان أورينت نيوز/
اكتشفت محطة الرصد في سكرامنتو، كاليفورنيا، كميات ضئيلة من النظير المشع زينون- 133، وتم تحديد المنشأ منسجماً مع بيان من مفاعلات فوكوشيما المنكوبة في شمال اليابان، طبقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكية في بيان مشترك مع وزارة الطاقة الذي أضاف أنه لا يوجد قلق من مستويات الإشعاع التي وصلت إلى الولايات المتحدة.
وقالت وكالة حماية البيئة التي تساهم في نظام الرصد الشامل الدولي لمنظمة معاهدة حظر التجارب النووية الشامل(IMS) إن المستويات التي اكتشفت تقارب 0.1 من العناصر المشعة في الثانية الواحدة لكل متر مكعب من الهواء (0.1 بيكريل/م3)، الذي يؤدي إلى معدل جرعة تقارب واحد على مليون من معدل الجرعة التي يتلقاها الشخص عادة من الصخور والحجر والشمس والمصادر الطبيعية الأخرى.
وقالت الوكالة إن ذلك يؤكد قراءة مماثلة من 0.1 بيكريل/م3، المسجلة من 16 إلى 17 مارس في ولاية واشنطن.
وطبقاً لوكالة حماية البيئة، فإن زينزن – 133 هو غاز نبيل مشعة يُنتج خلال الانشطار النووي الذي لا يشكل أي قلق عند المستوى المكتشف. وقالت الوكالة إن "هذه الأنواع من القراءات تبقى منسجمة مع توقعاتنا منذ بداية هذه المأساة، وهي متوقع في الأيام المقبلة."
وقد عانت مفاعلات الطاقة النووية في محطة فوكوشيما من انصهارات جزئية وانفجارات هيدروجين منذ وقوع الزلزال القوي في 11 مارس وأمواج تسونامي الناجمة عنه.
ويُذكر أنه بعد انفجار محطة تشيرنوبيل في أوكرانيا في عام 1986 - أسوأ حادث نووي في تاريخ العالم – اكتشف الرصد الجوي في الولايات المتحدة أيضا كميات من المواد المشعة، أقل من واحد بالألف من الجرعة السنوية المقدرة من المصادر الطبيعية للشخص النموذجي.
وقال نظام رادنت (RadNet) لوكالة حماية البيئة الأمريكية، المصمم لحماية الناس بإخطار العلماء، في الوقت المناسب، بمستويات الإشعاع المرتفعة حتى يتمكنوا من تحديد ما الذي مكن اتخاذه من إجراءات وقائية، إنه لم يتم الكشف عن أية مستويات إشعاع مقلقة.
في طوكيو أعلنت وزارة العلوم عن اكتشاف كميات محدودة "غير مضرة بالصحة" في مياه الصنابير في طوكيو وبعض المحافظات المجاورة. كما اكتشفت كميات من الإشعاعات على السبانخ وفي الحليب في محافظات فوكوشيما وإيباراكي. وطلبت السلطات وقف شحن تلك المواد، وأكدت بنفس الوقت بأن كميات الإشعاعات غير خطيرة.
وفي غضون ذلك، قالت السلطات اليابانية يوم السبت إنها تتوقع توفير الكهرباء للفاعلين 1 و2 في محطة فوكوشيما دايتشي في وقت لاحق اليوم، ويوم الأحد بالنسبة للمفاعلين 3 و4 يوم الأحد.
وبربط المفاعلات بشبكة الكهرباء، تأمل الحكومة وشركة طوكيو للطاقة الكهربائية، الشركة المشغلة لمحطة لطاقة النووية، بأن تتمكن أنظمة تبريد المفاعلات وأحواض تخزين الوقود من العمل مرة أخرى.
وتبريد المفاعلات وأحواض التخزين خطوة حاسمة لتحقيق استقرار الوضع في محطة توليد الكهرباء. ونتيجة الأضرار خلال الزلزال والتسونامي، كان الوقود النووي في المحطة عرضة لخطر الانصهار وانبعاث مواد مشعة.
وفى وقت سابق اليوم، انضم قسم الإطفاء في طوكيو إلى عملية تبريد المفاعل رقم 3 بصب 90 طن من المياه. وتأتي مهمة "فريق الإنقاذ الضخم" الخاص التابع لقسم الإطفاء بعد مهمة قوات الدفاع اليابانية، الذين رشوا أطناناً من المياه على بناء المفاعل رقم 3 منذ الخميس.
وفي هذه الأثناء، قالت وزارة الدفاع إن طائرة هليكوبتر تابعة لقوات الدفاع البرية حلقت صباح السبت فوق محطة داييتشي المنكوبة لدراسة التغير في درجات الحرارة في مفاعلاتها باستخدام مقياس حراري.
والارتفاع في درجة حرارة المياه، عادة إلى 40 درجة مئوية، يؤدي إلى انخفاض منسوب المياه، ما يعرض قضبان الوقود النووي، التي يمكن أن ترتفع حرارتها أكثر بعد ذلك، إلى الانصهار وتسرب مواد مشعة بمستويات مرتفعة في السيناريو الأسوأ، كما يقول الخبراء.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن رفعت وكالة الأمن النووي والصناعي رفع مستوى الخطورة في المفاعلات التي ضربتها الأزمة من 4 إلى 5 على المقياس الدولي يوم الجمعة، نفس مستوى حادث جزيرة ثري مايل في الولايات المتحدة في عام 1979.
ومن بين المفاعلات الست في محطة فوكشيما داييتشي النووية، فإن المفاعلات 1 و2 و3، الوحيدة التي كانت تعمل عند وقوع الزلزال بقوة 9 درجات على مقياس ريختر، توقفت تلقائياً، ولكن يُعتقد أن قلب المفاعلات انصهر جزئياً بسبب تعطل نظام التبريد بعد الزلزال.
ولحقت أضرار بالغة بالمباني التي تضم المفاعلات 1 و3 و4، وما جعل الوقود النووي فيها مكشوفاً، وتعرض وعاء الاحتواء في المفاعل رقم 2 من أضراراً في حجرة تخفض الضغط.
وقد حددت الحكومة اليابانية منطقة حظر تشمل مناطق داخل دائرة نصف قطرها 20 كيلومترا من المصنع، وحثت الناس داخل منطقة بقطر 20 حتى 30 كيلومتر إلى البقاء في منازلهم. ولكن السفارة الأمريكية في طوكيو، نصحت، كإجراء احترازي، المواطنين الأمريكيين الذين يعيشون ضمن منطقة بقطر 80 كم من المحطة النووية فوكوشيما داييتشي إخلاء المنطقة أو اتخاذ مأوى داخلي إذا لم يكن الإخلاء الآمن عملي.
بان أورينت نيوز