يابانيون ينهون إضراباً عن الطعام استمر 240 ساعة احتجاجاً على بناء محطة نووية

طوكيو- الثلاثاء 1 فبراير 2011 /بان أورينت نيوز/

أنهى خمسة شباب يابانيين محتجين على أعمال استصلاح تحضيرية بحرية لبناء محطة طاقة نووية، إضرابهم عن الطعام بعد 240 ساعة قضوها أمام بلدية مدينة ياماغوتشي، بمحافظة ياماغوتشي اليابانية.

وقد أنهى الخمسة إضرابهم عن الطعام مساء يوم الاثنين في الأول من فبراير وعانوا ظروفاً جوية قاسية من البرد الشديد وهطول الثلج.

وتم إنهاء الإضراب في مراسم أمام مقر حكومة المحافظة بحضور أكثر من 40 ناشط من المؤيدين لهم، بمن فيهم سياسيون وأعضاء في مجلس المحافظة.

وانضم إلى المحتجين عضو البرلمان عن الحزب الاجتماعي الديمقراطي راويتشي هاتوري في لفتة تأييد يوم الأحد، جنباً إلى جنب مع عضوة مجلس المحافظة أكيمي ساساكي.

وقال المؤيدون إن الوضع الصحي للمضربين عن الطعام جيد، ولكن مقاومتهم للبرد تراجعت بشكل كبير في اليومين الأخيرين.

ونشر المضربون بياناً جاء فيه "بعد أن انتهينا من إضرابنا عن الطعام، سنعمل على توسيع المعارضة لمحطات الطاقة النووية الجديدة وتصدير التكنولوجيات النووية، وهدفنا التخلص التدريجي من الطاقة النووية."

ونددوا بخطة لبناء محطة الطاقة النووية، التي، كما يقولون، سوف تشكل خطراً على النظام البيئي والأحياء البحرية في منطقتهم. وأشاروا أن محطات الطاقة النووية نتج نفس المواد المشعة التي نتجت عن القنابل النووية التي ألقيت على المدن اليابانية هيروشيما وناغازاكي.

وأضاف البيان "عاشت اليابان رعب الأسلحة النووية، ولهذا السبب بالضبط ينبغي أن تتخلي عن الطاقة النووية التي تنتج نفايات مشعة لا يمكن التخلص منها، وتسرب الإشعاع إلى البيئة ينطوي على مخاطر كبيرة من الحوادث النووية."

ويطالب المحتجون الحكومة اليابانية وشركات الطاقة النووية بإلغاء الآثار السلبية للطاقة النووية. وقال ناويا أوكاموتو، واحد من المضربين عن الطعام، لوكالة بان أورينت نيوز إن مجموعته "لا تريد أن تكون جزءا من مجتمع مبني على فرضية التضحية ببعض أفراده، مجتمع ينتج، من خلال إعطاء الأولوية للمال، الحروب والفقر والنفايات النووية."

ويريد المحتجون من اليابان وقف بناء محطات الطاقة النووية في اليابان وعدم تصديرها إلى الشرق الأوسط وأماكن أخرى في العالم. وتسعى اليابان إلى إبرام عقود مع بعض الدول العربية مثل الأردن والكويت والمملكة العربية السعودية لإنشاء محطات طاقة نووية.

وتعتزم شركة تشوغوكو للطاقة الكهربائية بناء محطتين للطاقة النووية على ساحل بحر سيتو في مدينة كامينوسيكي، محافظة ياماغوتشى. وتضم المدينة شبه جزيرة وعدة جزر ويبلغ عدد سكانها 3600 نسمة. وموقع البناء المقترح يقع في جزيرة ناغاشيما المتصلة بالبر الرئيسي بواسطة جسر. وتبعد جزيرة إيواشيما، التي يبلغ عدد سكانها 500 شخص "جميعهم تقريبا يعارضون محطة الطاقة النووية"، مسافة 3.5 كم فقط عبر البحر عن موقع البناء.

وحسب الدراسات التمهيدية فيستغرق تحضير الموقع خمس سنوات، وأعمال استصلاح الأرض ثلاث سنوات. ومن المقرر أن تبدأ أول محطة عملياتها في عام 2015، في حين من المقرر أن تبدأ المحطة الثانية العمل في عام 2020.


وفيما يلي ترجمة غير رسمية باللغة العربية للبيان الذي أصدره المضربون عن الطعام باللغة اليابانية:

"تنتج محطات الطاقة النووية نفس المواد المشعة التي نتجت عن القنابل النووية التي ألقيت على المدن اليابانية هيروشيما وناغازاكي.

عاشت اليابان رعب الأسلحة النووية، ولهذا السبب بالضبط ينبغي أن تتخلي عن الطاقة النووية التي تنتج النفايات المشعة التي لا يمكن التخلص منها، وتسريبات الإشعاع في البيئة تنطوي على مخاطر كبيرة من الحوادث النووية.

وحتى لو أنها تعمل من دون حوادث، فإن ما تخلفه محطات الطاقة النووية للأجيال القادمة ليست سوى مياه محيطات ملوثة، مفاعلات نووية خارج الخدمة ونفايات نووية.

الأجيال الشابة لا تريد مثل هذه الأمور. والأشياء التي يمكن أن تهدد الحياة على هذا النحو لا يمكن أن تعطى تسمية "الاستخدام السلمي".

نشعر بحزن شديد أن اليابان تسعى لتصدير هذه الأشياء.

الناس الذين لديهم محطات طاقة نووية لا بد أنهم سيعانون نتيجة لذلك. ولكن في اليابان، الحكومة وشركات الطاقة تخفي حقائق الطاقة النووية، ونشك أن هذا هو سبب أن الشخص العادي لا يولي اهتماماً كبيراً في الصادرات النووية.

ولهذا السبب، بعد اكتشاف هذه الأمور، وبعد أن انتهينا من إضرابنا عن الطعام سنعمل على توسيع نطاق المعارضة لمحطات طاقة نووية جديدة والصادرات النووية بهدف التوصل إلى تخلص تدريجي من الطاقة النووية.

نريد توسيع الحركة بين الشباب من أمثالنا، لا سيما الذين هم عرضة لتأثيرات الطاقة النووية."

بان أورينت نيوز



البيئة والمجتمع