اليابان تدخل عصر ``الزواج للبقاء على قيد الحياة``
طوكيو – الإثنين 3 يناير 2011 /بان أورينت نيوز/
أثرت الأزمة المالية العالمية وتداعياتها في اليابان على طريقة رؤية المرأة اليابانية للزواج حيث تزداد التسريحات والتخفيضات في الرواتب والمكافآت وبالتالي تباين الدخل وصعوبة العثور على "العريس الثري المدهن".
وحسب دراسة إجتماعية أجرتها مؤسسة الماينيتشي فقد اضطرت الفتيات اليابانيات إلى التخلي عن شروط الزوج الناجح وهو الذي يملك تقليدياً ثلاثة خواص "عالية". وهي الدخل والشهادة وطول الجسم، وهي امتيازات أصبحت شائعة لدى اليابانيات عندما استمتعت البلاد بالإزدهار الإقتصادي في الثمانينيات من القرن الماضي.
ولكن أصبحن في بداية القرن الواحد والعشرين يقبلن بتسوية "الثلاث الأدنى" التي فرضتها الأوضاع المالية العالمية. وهي "سيرة ذاتية متواضعة" أي رجال يحترمون المرأة وليسوا متعجرفين، و"إتكال أقل" أي لايثقل الزوج كاهل المرأة بالواجبات والأعمال المنزلية, و"مُخاطر أقل" أي الموظف.
وتحديداً "الزوج الذي يساعد المرأة على البقاء على الحياة" حسب الدراسة بمايعني "امتلاك الزوج لوظيفة دائمة مستقرة تؤمن له راتباً شهرياً بغض النظر عن طول الزوج و مستوى راتبه ومركزه".
وقالت موظفة عمرها 33 عاماً في شركة مسؤولة عن حراسة الشخصيات الكبيرة بطوكيو "زبائننا خسروا في سوق الأسهم ولم يعد هناك من يفكر بالزواج بينهم لهذا نظرًا للوضع الراهن سأضطر للزواج وفق الطريقة التقليدية." وغالبية عملاء شركة تلك الموظفة من الشركات العاملة بالتصدير وبعضهم قد أوقفوا عقود عملهم إلى جانب انتشار إشاعات تفيد بتخفيض المدفوعات. وأضافت الموظفة التي يزداد تخوفها إزاء المستقبل "لاأعلم إلى متى سأبقى قادرة على الإستمرار وراتبي الحالي بدون تغيير".
فيما بعثت موظفة أخرى تعمل في شركة ترجمة في طوكيو تبلغ من العمر 29 عامًا رسالة الكترونية إلى صديقتها كتبت فيها "قد تتعرض شركتنا للإفلاس. ينبغي علي البحث عن موظف حكومي لايخشى التسريح بسبب الإفلاس لأن الحكومة لاتفلس". وأضافت "أعمالنا تتراجع مع الشركات الأجنبية وتمر أيام تخلو من العمل كليًا."
عن ذلك ذكرت الخبيرة الإجتماعية النفسانية تشيكاكو أوغورا في كتاب بعنوان مؤهلات الزواج بأن مطالب المرأة اليابانية تبدلت من إيجاد شريك الحياة "المتميز ثقافياً وعلمياً ومادياً وشكلياً" إلى "شريك الحياة القابل للإعتماد ويساعد على الحماية والبقاء". أي تأمين الطعام والإنفاق على المنزل.
واستنتجت " الأمور تغيرت كليًا في الوقت الراهن وبصرف النظر عن الخلفية العلمية، فقد دخلنا عصر "الزواج للبقاء على الحياة".
بان أورينت نيوز