اليابان تنتقل من ``القوة الناعمة`` إلى ``قوة هستريا``
آكيو كاواتا، دبلوماسي ياباني متقاعد
وسفير سابق في أوزبكستان
طوكيو - الإثنين في 2 أغسطس 2010 – بان أورينت نيوز
الكاتب: آكيو كاواتا، دبلوماسي ياباني متقاعد وسفير سابق في أوزبكستان
بعد انتهاء الحرب الباردة أصبحنا نطلع على أوصاف جديدة للدول - دولة مارقة، دولة فاشلة وحتى دولة منبوذة. وقبل ذلك الوقت، كان من الأسهل كثيراً تفسير كل هذه الأصناف من الدول، حيث من المفترض أنها كانت تحت لواء الاتحاد السوفيتي الذي كان يرمز إلى "الخطأ" في النظام الدولي.
والآن، على أية حال، نحن مضطرون لدراسة كل نوع مزعج من الدول بشكل منفصل. ولجعل علم السياسة أكثر تعقيداً، قد تمثل اليابان نوعاً آخر من الدول حتى الآن – دولة هستريا، تمارس ما قد يدعوه (المسؤول الأمريكي) جوزيف ناي "قوة الهستيريا."
ما هي قوة الهستيريا؟ حسناً، لندرس هذه الحالة...
عندما يصبح زوجك المحبوب لاعقلانياً وعاطفياً فجأة، ماذا يمكن أن تفعل حياله؟ هل ستلجأ فوراً إلى الطلاق وتنفصل عن شريك حياتك؟ على الأرجح لن تستطع بل ستفعل كل مابوسعك لإعادة زوجك إلى جادة الصواب، ربما كمايقولون بتقديم الحلويات والسكاكر، أليس كذلك؟
وهذا يعني أن الهستيريا يمكن أن تولد طاقة، بجذب الانتباه وحتى العناية. لهذا فإن السلوك اللاعقلاني يمكن أن يخدم أحيانا لرفع موقع شخص أو جهة ما في العالم.
وتريد اليابان أن تُعامل بصفتها ند للولايات المتحدة، لا لأنها تساهم كثيراً في صون الاستقرار العالمي، بل ببساطة لأن اليابان هي اليابان.
واليابان لا تريد رؤية قوات أجنبية بشكل دائم على أراضيها، لكنها مقتنعة جداً أنه في حالة الطوارئ، ستسرع الولايات المتحدة ذات القوة الجبارة لإنقاذ اليابانيين من أي خطر.
والسياسة اليابانية شعبية جداً. زعماؤها لا يقودون، بل يقادون. هذه ديمقراطية على شكل متطرف جداً. المواطنون لا يريدون دفع ضرائب أكثر، لكنهم يريدون استلام إعانات اجتماعية أكثر.
ولذلك، بينما لا تستطيع النخبة اليابانية (كلمة "نخبة" بحد ذاتها ممقوتة في المجتمع الياباني العادل) إقناع الناس، فإن الخيار الوحيد المتبقي هو استعمال لاعقلانيتنا الخاصة كسلاح دبلوماسي.
واليابان ما زالت مهمة في العالم، ولا يمكن لشركائها أن ينبذوها بسهولة. ولذلك، لم لا تحول نقطة ضعف الآخر إلى سلاح منيع وتشق طريقك الخاص في العالم؟
انتبهوا إلى قوة الهستيريا!
-بان أورينت نيوز