ردود الفعل العربية على الهجمات الإيرانية على إسرائيل
(العالم)
طوكيو - الاثنين 16 أبريل / بان اورينت نيوز / فدوى غارسيا/ أعربت الدول العربية عن بالغ قلقها جراء الهجمات الإيرانية الصاروخية على إسرائيل واعتبرتها تصعيداً عسكرياً في المنطقة له انعكاسات خطيرة، ودعت كافة الأطراف للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب. كما دعى بعضها إلى ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين.
وبينما نوهت الكويت إلى ضرورة معالجة مسببات هذا التوتر وتكريس النهج الدبلوماسي في تسوية النزاعات، اعتبرت مصر أن التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإيرانية-الإسرائيلية حاليا، ما هو إلا نتاج مباشر للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
من ناحيتها، أعلنت وزارة الخارجية السورية، كما هو متوقع، عن تضامنها مع الهجوم الإيراني ضد إسرائيل، واصفةً إياه "بالمحق" حيث يأتي ضمن إطار الدفاع عن النفس. كذلك اعتبرت حماس العملية العسكرية الإيرانية ضد إسرائيل "حق طبيعي مستحق" يندرج ضمن حقوق دول وشعوب المنطقة في الدفاع عن نفسها. ودعت "الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم وقوى المقاومة في المنطقة لمواصلة مساندتهم "لطوفان الأقصى".
وشدد مجلس الوزراء الأردني على "ضرورة أن تتوخى وسائل الإعلام المختلفة والمنصات أقصى درجات الدقة في تحري المعلومة واستقائها من مصادرها الرسمية المعتمدة وعدم تناقل الشائعات والأخبار غير الدقيقة ولا تلك التي تتقصد التضليل لخلق أجواء من القلق والخوف والشك". وحذر من أنه "سيتم التعامل بشكل حازم وبكل الوسائل القانونية مع هذا الأمر". وأكد وزير الخارجية أيمن الصفدي، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، أن الأردن سيستمر في اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية أمنه وسيادته، ولن يسمح لأي كان بتعريض أمنه وسلامة شعبه لأي خطر.
وكانت عدة صحف إسرائيلية وعربية بينها صحيفة الشرق الأوسط قد تحدثت عن تصدي قوات أمريكية وبريطانية وفرنسية وأردنية لمعظم المسيَّرات الإيرانية ما ساعد إسرائيل في اعتراضها قبل سقوطها. وقد وصفت القناة 12 الإسرائيلية تدخل الأردن تحديداً "بالمفاجئ". وزعمت أن الأردن "أظهر تعاوناً استراتيجيا، واعترض بشكل مثير للإعجاب الطائرات من دون طيار التي تم إطلاقها". وأضافت القناة أنه "على الرغم من أن العلاقات بين إسرائيل والأردن فاترة، فإنه في هذه الليلة (بين السبت والأحد) أثبتت المملكة الهاشمية شراكة استراتيجية حقيقية ومثيرة للدهشة" وذلك نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط في مقالها المعنون "التنسيق مع الحلفاء كيف أفاد تل أبيب؟"
وكتب موقع العربي الجديد تحت عنوان "إيران تحذر الأردن من التعاون مع الإحتلال الإسرائيلي" أن وكالة فارس، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، نقلت عن مصدر مطلع في القوات المسلحة الإيرانية تهديده الأردن إذا ما تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي ضد إيران." وأن "القوات المسلحة للبلاد ترصد بدقة تحركات الأردن خلال هجمات معاقبة الكيان الصهيوني، وإذا شارك في تصرف محتمل فسيكون هو هدفاً مقبلاً".
كذلك نقل نفس الموقع عن وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، أن وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني حذر من أن طهران سترد بحزم على أي دولة "تفتح مجالها الجوي أو أراضيها لهجمات إسرائيلية على إيران".
ونفت المملكة العربية السعودية مزاعم صحيفة جورزاليم بوست الإسرائيلية بأن المملكة ساهمت في اعتراض الصواريخ الإيرانية التي مرت في أجوائها.
الجدير بالذكر أن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة كانت قد صرحت، وفقاً لموقع "سي إن إن العربية" أن العمل العسكري الإيراني كان "ردا على عدوان النظام الصهيوني على مقرنا الدبلوماسي في دمشق. ويمكن اعتبار الأمر منتهيا." وأن البعثة أضافت في بيان عبر منصة إكس "مع ذلك، إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأً آخر، فإن رد إيران سيكون أكثر حدة بكثير. إنه صراع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، والذي يجب على الولايات المتحدة أن تظل بعيدة عنه".
وكان موقع سويس إنفو، إحدى الوحدات التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، قد نقل عن وكالة رويترز في أنقرة أن مصدراً دبلوماسياً تركياً ذكر أن "إيران أبلغت تركيا مسبقا بعمليتها المخطط لها ضد إسرائيل" وأن المصدر، "الذي لم تكشف الوكالة عن هويته، أضاف "أن واشنطن نقلت لطهران عبر أنقرة بأن عملياتها يجب أن تكون ضمن حدود معينة، وأن طهران أبلغت واشنطن عبر الجانب التركي بأن عمليتها رد فقط على هجوم السفارة ولن يتجاوز نطاقها ذلك."
من ناحيته أورد موقع صحافة العرب رأي بعض المفكرين والكتاب العرب في الهجوم الإيراني على إسرائيل تحت عنوان "كيف أنقذ هجوم إيران حكومة نتنياهو التي كانت على شفير السقوط؟" حين اعتبر الدكتور عبد الله النفيسي، سياسي وأكاديمي كويتي، بأن هجوم إيران على إسرائيل يصرف نظر العالم عن غزة، وينقذ حكومة نتنياهو التي كانت على شفير السقوط. كما نقل الموقع عن الكاتب المصري جمال سلطان، مشاركته النفيسي ذات الرأي وتغريدته عبر حسابه الرسمي على منصة إكس قائلا: "لا أعتقد أن عاقلا واحدا لا يلاحظ أن إيران أنقذت نتانياهو سياسياً، وأعادت حشد الرأي العام الدولي مع إسرائيل". أما الدكتور إبراهيم حمامي فعلّق قائلاً أن "أنصار إيران في المنطقة وبدلا من تفسير ما جرى من مسرحية بائسة هزيلة وجهوا سهامهم ضد كل من يفضح هذه المسرحية… ربما هي الصدمة والذهول والافلاس".
وفي نفس السياق، نقل موقع فرانس24 تساؤل أحمد سيد أحمد، الخبير في العلاقات الدولية، "لماذا غاب عنصر المفاجأة في الهجوم غير المسبوق لإيران على إسرائيل؟" معتبراً أن الهجوم لا يعدو كونه "إخراجاً محبوكاً وتصعيداً محسوباً حذراً يحقق أهداف كل طرف. رد إيران هو رمزي لا يهدف لإيقاع خسائر قد تدفع إسرائيل للتصعيد". ولفت سيد أحمد إلى غياب "عنصر المفاجأة حيث إن الاستخبارات الأمريكية حذرت قبل 48 ساعة من مسيرات وصواريخ إيرانية" ما سمح لإسرائيل بالاستعداد. مضيفا بأن إيران تعمدت "تسريب البيانات"، وبأن هدف الهجوم هو فقط "إظهار قدرتها على الردع وحفظ ماء الوجه أمام الرأي العام المحلي الإيراني والعالمي بعد ضرب قنصليتها" في دمشق.
لكن محمد مختار الشنقيطي، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر أعرب عن رأي مختلف حيث كتب في موقع حزب العدالة والتنمية المغربي تحت عنوان "رسائل النيران بين إيران وإسرائيل" أنه "ومن زاوية القضية الفلسطينية بشكل عام، يمكن القول؛ إنه لا يوجد سلاح ضد الاستعمار الإسرائيلي الاستيطاني في فلسطين أمْضَى وأقوى من سلاح الخوف والهلع، وإن بثَّ الهلع في المجتمع الإسرائيلي هو أهمُّ ثمرات الهجوم الإيراني على إسرائيل مساء أمس. وكل من يقلِّل من قيمة هذا الهجوم للقضية الفلسطينية، فهو إما أن يكون ممن لا يفقهون الشِّق النفسي من الحروب، أو ممن لا يفهمون هشاشة المجتمع الصهيوني، وهو مجتمع مُلفَّق من أشتات بشرية قادمة من جميع أرجاء العالم، وأغلب أفراده يحملون جنسية مزدوجة. وأي شعور بعدم الأمان والاطمئنان سوف يدفع عدداً كبيراً من الإسرائيليين في مجتمعهم المصطنَع إلى الهروب، وبذلك يتآكل المشروع الصهيوني ويبدأ في الاندثار.". (بان اورينت نيوز)