السفير الإيراني لدى اليابان يحذر من عملية عسكرية غربية ضد سوريا
بقلم مايا شيباتا
طوكيو - الجمعة 30 أغسطس 2013 /بان أورينت نيوز/
وجّه السفير الإيراني لدى اليابان الدكتور رضا نزار أهاري تحذيراً قوياً بأن أي تدخل عسكري غربي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا قبل اكتمال التحقيق الدولي بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية لن يؤدي إلا إلى تفاقم "الكارثة" في ذلك البلد.
وقال السفير أهاري في محاضرة في 29 أغسطس في طوكيو نظمها صندوق إسلام الشرق الأوسط ساساكاوا إن "إيران تعارض أي عمل أجنبي أحادي الجانب بشأن سوريا. والتدخل العسكري في حد ذاته لا يمكن أن يكون حلاً للصراع. ولدى منطقة الشرق الأوسط الكثير من المكونات والقضايا. وفي هذه الظروف، التدخل العسكري لا يساعد على الإطلاق".
وكان السفير يرد على سؤال طرح خلال المحاضرة على مايشاع من تقارير بأن الوليات المتحدة قد تلجأ لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا على خليفة اتهامات للحكومة باستخدام أسلحة كيماوية ضد مدنيين.
ولكنه ذكر أيضاً أن إيران لا تتسامح مع استخدام الأسلحة الكيميائية على الإطلاق لأن إيران هي أول ضحية لهجمات كيماوية خلال الحرب التي استمرت ثماني سنوات مع العراق. وقال "ينبغي على الغرب الانتظار حتى يعود فريق التفتيش الأممي بأدلة ملموسة تثبت أن الحكومة استخدمت فعلاً أسلحة كيميائية. وينبغي أن يكون لدى المجتمع الدولي دليل قاطع قبل استخدام أي قوة ضد سوريا"، مركزاً بشكل كبير على أن حل النزاع السوري يجب أن يكون عن طريق التفاوض وليس من خلال التدخل العسكري.
وأوضح السفير أن إيران تدرك حقيقة أن نوعاً من الإصلاح الحكومي تم تنفيذه في سوريا منذ بداية اندلاع الحرب الأهلية، بغض النظر عن علاقاتها الوثيقة مع إدارة الأسد. ولكن إيران شككت دائماً ما إذا كان التدخل الأجنبي وسيلة لإحداث تغييرات في البلاد. وقال "الإصلاح الحكومي يجب أن يتم من خلال التفاوض و الحوار".
وفيما يتعلق في مسألة التطوير النووي الإيراني المثير للجدل، أشار السفير أهاري أن إيران احترمت دائما الاتفاقيات الدولية. وقال "وقعنا على معاهدة حظر الانتشار النووي وقبلنا تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منشأتنا مرات عديدة لإثبات أن تطوير الطاقة النووية لدينا يركز فقط على الاستخدام السلمي، ونريد أن نثبت ذلك للعالم، ونحن مستعدون. وإذا كان من الصعب جداً على الغرب بقيادة الولايات المتحدة تصديق ذلك، يجب على الولايات المتحدة نفسها إرسال مبعوث تفتيش ليطلع على منشأتنا بأم عينيه".
ثم أشار أن اليابان يمكن أن تستخدم علاقتها مع الولايات المتحدة للعب دور الوساطة لتخفيف حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بشأن القضايا النووية. وقال "في الواقع، اليابان صديق مقرب للولايات المتحدة. وإذا تمكنت اليابان أن تسهم بطريقة أو بأخرى لإثبات سلامة منشآتنا النووية وأنه للاستخدام السلمي فقط، فإنها قد تحقق مصداقية معينة مع الولايات المتحدة، فضلاً عن الدول الغربية الأخرى التي تنتقد إيران بسبب برنامجها النووي".
وعن الرئيس الإيراني الدكتور حسن روحاني، قال السفير نزار أهاري بأن الحكومة الجديدة في طهران على استعداد لتسوية على "موقف نهائي" مع مدة زمنية محددة لحل القضايا النووية من خلال السعي لبناء الثقة المتبادلة مع المجتمع الدولي.
وتم تعيين الدكتور نزار أهاري كسفير لجمهورية إيران الإسلامية في طوكيو في عام 2012. وقبل ذلك، شغل أيضاً منصب سفير لدى فنلندا وجمهورية استونيا من عام 2006 لغاية عام 2009.
بان أورينت نيوز