الزواج يطول عمر المرأة ويقصر عمر الرجل: دراسة
واشنطن- الأحد 26 أغسطس 2012 /بان اورينت نيوز/
كشفت دراسة أمريكية أن الزواج قد يطيل عمر المرأة من خلال تقليل المخاطر الصحية التي تواجهها، مقارنة بعمر الرجل الذي قد يتناقص بسبب دخوله المبكر لقفص الزوجية نتيجة الزيادة التصاعدية في المخاطر الصحية ولاسيما عند الرجال المتزوجين مبكراً.
وقال الباحث الاجتماعي في جامعة برينستون مايكل ماكفرلاند لموقع "لايف سيانس LiveScience الأمريكي، إلى أن الزواج المستمر للمرأة دون وقوعٍ لحالات طلاق أو ترمل، يرتبط بالتقليل من عوامل الخطورة القلبية الوعائية، كارتفاع ضغط الدم. وبالمقابل فإن من يتزوج مبكراً من الرجال يكون أكثر عرضة للالتهابات المزمنة في مراحل عمرية متقدمة، حيث أن الالتهابات التي تعتبر جزءا هاماً في عملية الشفاء، تصبح بحد ذاتها ضارة إن كانت مزمنة. وفي معرض حديثه عن الزواج المبكر للرجال، قال ماكفرلاند "إنه نقطة تحول تؤثر على بقية حياتهم أو على جزء كبير من حياتهم بأقل تقدير".
وقد طرحت هذه الدراسة الأولية في الاجتماع السنوي للجمعية الاجتماعية الأمريكية وساهمت في إعطاء الباحثين وجهة نظر معمّقة حول العلاقة بين الصحة والزواج.
الصحة والزواج
وخلُـصت العديد من الأبحاث المتعلقة بالصحة والزواج، إلى أن الزواج يحسن صحة الرجال فيما يكون تأثيره أقل على النساء. وقد يعود السبب إلى حقيقة أن النساء تهتم بالوعي الصحي أكثر من الرجال كما يحرصن على الانتظام في زيارة الطبيب بشكل دوري إضافة إلى قيامهن بتذكير أزواجهن بالحصول على الرعاية الصحية. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة نشرت بمجلة الجمعية الطبية الكندية في شهر تموز/يوليو 2011 ، أن الرجال المتزوجين تعافوا من النوبات قلبية بشكل أسرع من نظرائهم غير المتزوجين، فيما لم يسجل ذلك الفارق بين المتزوجات وغير المتزوجات.
وقال الباحث ماكفرلاند إن معظم الدراسات المتعلقة بالصحة والزواج اعتمدت إما على تقارير الصحة الذاتية التي لا يمكن الوثوق بها، أو على السجلات العامة للوفيات التي تـُـقدم للباحثين القليل حول سؤالهم " لماذا قد يرتبط الزواج والصحة والموت معاً". لذا لجأ القائمون على الدراسة إلى عوامل المخاطر البيولوجية أو مؤشرات العوارض الصحية التي قد يواجهها المرء مستقبلاً. وبالاستعانة ببيانات الصحة المجتمعة الوطنية ومشروع الشيخوخة، تتبع الباحثون تواريخ الحالة الاجتماعية وعوامل المخاطر الصحية لعينة ضمت 528 امرأة و534 رجل ممن تراوحت أعمارهم بين 57 و75 عاماً.
أجراس الزفاف وفواتير الطبيب
ومع توصل الباحثين إلى أنه كلما طال أمد الزواج لدى النساء، قلـّـت إصابتهن بعوامل الخطورة القلبية الوعائية، قال مكفرلاند إن النتيجة كانت مؤثرة لكنها متواضعة، حيث تزامن كل عقد (10 سنوات) من الزواج المتواصل مع انخفاض في الخطورة القلبية الوعائية بنسبة 13%. لكن في حال تعطل المؤسسة الزوجية فإن ذلك سيؤثر سلباً على الصحة. وكشفت الدراسة أن تعرض النساء، ممن ينعمن بزواجٍ مستمر، لمخاطر المتلازمة الأيضية تقل بنسبة 40% ممن تعرضن للطلاق أو الترمل أو كلاهما.
وعلى غير التوقعات، لاحظ الباحثون أن لا يوجد تأثير وقائي للزواج على الرجال خلافاً لنتائج أبحاث سابقة. ومع ذلك، قال مكفرلاند إن الدراسة ركزت على كبار السن، مبيناً أن متوسط عمر الرجال أقل منه لدى النساء.
وكشفت االنتائج أيضاً أن الزواج المبكر قد لا يشكل صفقة جيدة للرجال، فإذا "تزوج المرء في سن 17، قد يحقق تحصيلاً علمياً متواضعاً، الأمر الذي يتزامن مع خطورة بيولوجية مرتفعة". وأكد الباحث مكفرلاند أن الخطورة البيولوجية، تبدو في علم اجتماع الزواج، في مراحلها المبكرة وأن العديد من العوامل المعقدة تعمل على إثارتها.
بان اورينت نيوز