مقتل القذافي يوسم إنتهاء عصر الحكام ``الأبطال`` في الدول العربية
الربيع العربي في الصحف اليابانية
طوكيو- الثلاثاء 26 اكتوبر 2011 /بان أورينت نيوز/
يقع قبر القائد الفرنسي نابليون بونابرت (1769-1821) في باريس. وقبل نحو 40 عاماً، عندما كان البريطانيون يشكلون أكبر مجموعة من الأجانب الذين يزورون قبره، قال حارس القبر لي "ذلك لأن البريطانيين يرغبون في التأكد من أن عدوهم المخيف قد مات حقاً."
ويتابع الكاتب في صحيفة أساهي شيمبون، وفقاً للتقارير، فإن اختبار الحمض النووي سبق دفن الزعيم الليبي معمر القذافي الذي قتل في الأسبوع الماضي بعد ملاحقة الثوار له في مدينة سرت. وقيل إن الديكتاتور القتيل كان لديه شبيه، لهذا نظراً لعقود مرعبة من الطغيان في ليبيا، أتخيل أن الكثير من الليبيين لا يشعرون بالأمان بشكل كامل حتى يتم تأكيد وفاته بما لا يدع مجالاً للشك. وخوفهم حقيقي تماما لأن القذافي، خلافاً لنابليون، لم يصبح بعد اسماً في التاريخ البعيد.
وكمايقال، بأن شريراً قد يخرج من عِقَال بطل، ظهر القذافي في البداية بطلاً أطاح بنظام ملكي. ولكن مثاليته، التي ظهرت في البداية نقية وتجلت في التزامه بالقضية العربية، أصبحت في نهاية المطاف موصومة بهوس السلطة وجنون العظمة. لقد انتهج القذافي طريق العديدين من قبله الذين بدؤوا "أبطالاً" ثم أصبحوا موضع كراهية ومصدراً للرعب من قبل شعوبهم.
ويبدو أن القذافي قد سعى (في بداية الثورة الليبية) للقتال حتى الموت بدلا من الاستسلام (أو التنحي عن السلطة)، ما أدى إلى سقوط الكثير من الضحايا في مسار الأحداث التي انتهت بقتله. وكانت مفارقة مريرة أن عبارة "لا تطلقوا النار علي" كانت كلماته الأخيرة لهذا الطاغية الذي كان دائماً يوجه الأسلحة إلى شعبه.
ومع زوال القذافي، يُقال إن عصر "الأبطال" الذي يحكمون الشعوب العربية قد انتهى.
وبالتفكير في الأمر، يمكن القول إن الأبطال والديمقراطية شيئان لا يتوافقان ولايجتمعان. فالديمقراطية ليست بحاجة للأبطال، لهذا فإن مقتل القذافي يمثل نقطة علام في "الربيع العربي، " المرحلة التي تهيئ لمرحلة بعدها يكون الحكم فيها بيد الشعب.
وقد سمعت عن مثل عربي يقول بمامعناه أن الصمود هو ثلثي الشجاعة. ويبدو أن المقصود من الشجاعة هنا هي الصمود أمام الحاكم ومواجهته وطرح الأسئلة، وأيضاً تشجيع النفس على البذل والكفاح.
ويختم كاتب هذه المقالة في صحيفة أساهي شيمبون اليابانية بسؤال إلى من يصفهم "بقية الديكتاتوريين العرب: "هل تدركون كم يمكن أن يكون الشعب عظيماً وقادراً عندما يستجمع شجاعته لينهض أمامكم؟"
بان أورينت نيوز