عالمة آثار يابانية تقدم نظرة دقيقة عن القتال في حلب
"لحظة أن نزلت من الطائرة في سوريا لأول مرة، شعرتُ بنسيم عليل"
طوكيو – الجمعة 7 ديسمبر 2012 / بان أورينت نيوز/
مع وصول القتال في سوريا إلى مدينة حلب الشمالية، المدينة التي أقامتْ فيها كثر من عشرين سنة، كرست عالمة الآثار اليابانية يايوي يامازاكي جهدها لإنشاء صفحة لها الإنترنت لنقل وقائع الصراع استناداً إلى التفاصيل المباشرة على حسابات أصدقائها المحليين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت يامازاكي، البالغة من العمر 54 سنة، لوكالة كيودو نيوز بينما هي على اتصال عبر الإنترنت مع أصدقائها في سوريا للتحقق من مكان وجودهم، "أريد أن أكتب ما رأيت وما سمعت".
وكانت يامازاكي، التي توفي زوجها السوري في فبراير، عادت إلى اليابان هذا العام. وعلى صفحتها على الإنترنت باللغة اليابانية، قالت إن أن أحد الأصدقاء أقنعها بالمغادرة، قائلاً "نحن الآن في حالة الطوارئ". وقالت إنها منذ ذلك الحين لم تتمكن من العودة إلى حلب.
ومنذ مارس العام الماضي، تدور اشتباكات واسعة النطاق بين المتمردين والقوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتصاعدت حدة القتال في حلب في يوليو هذا العام وانقطع الاتصال مع صديق كان يعيش قرب يامازاكي مع رسالة تقول: "قد أموت". وبعد ذلك بيومين، اكتشفت أن صديقها قد فر دون أن يصاب بأذى. ونقلت عن صديقها على صفحتها قوله إن "الشيء الوحيد الذي تمكنت من القيام به هو الهرب".
وتصدر الصراع في سوريا عناوين الصحف في اليابان بعد مقتل ياماموتو ميكا، وهي صحفية ياباني حائزة على جائزة كانت تغطي الحرب الأهلية هناك، في أغسطس بينما كانت ترافق الجيش السوري الحر المتمرد. وقُتلت ياماموتو، 45 سنة، في حلب خلال اشتباك بين المتمردين والقوات الحكومية.
وقالت يامازاكي التي تستقر الآن في طوكيو بشكل مؤقت، "أتواصل مع أصدقائي بشكل أساسي عبر الهاتف والإنترنت، وأعرف تفاصيل لا ترد في التغطية الإخبارية اليومية للصراع السوري وأريد أن أسمع مشاعر أصدقائها".
وقالت ميازاكي، وهي من مدينة ميازو MIYAZU بمحافظة كيوتو، إنها تشعر "بالارتياح" في كل مرة ترى أصدقاءها عبر الإنترنت.
وقبل وقت طويل من غرق سوريا في القتال، كانت سوريا دولة مشهورة بأنها تقع على مفترق الطرق بين الشرق والغرب. وتفخر بالكثير من مواقع التراث العالمي مثل آثار تدمر، مدينة طريق الحرير القديمة التي تقع وسط سوريا.
وعن ذهابها إلى سوريا لأول مرة في يونيو 1989، قالت يامازاكي "لحظة نزلت من الطائرة، شعرت بنسيم عليل".
وبينما كانت تدرس في قسم الدراسات العليا في جامعة هيروشيما، أجرت يامازاكي بحوثاً عن آثار بلاد ما بين النهرين. وفي وقت لاحق، أصبحت باحثة في متحف حلب الوطني.
وبعد حوالي ثماني سنوات ونصف السنة قضتها كباحثة، واصلت أبحاثها في المنطقة ودرّست في جامعة محلية. وتوفي زوجها في 8 فبراير بعد أن أصابه المرض في أواخر يناير ودخل في غيبوبة.
وبعد يومين من وفاته، بينما كانت تعد طعام الإفطار، سمعت يامازاكي صوت انفجار ضخم، وشعرت بهزة عنيفو ورأت سحابة كبيرة من الدخان الأبيض من نافذة منزلها.
وكتب أحد أصدقائها رسالة تقول إن "الوضع سيء جداً...لماذا يحدث هذا؟" ونقلت يامازاكي عن أصدقائها حزنهم على التدمير الذي وقع في أعقاب هجوم الحكومة على قوات الجيش الحر المتمردين الذين كانوا يختبئون في قلعة حلب، وهو موقع من التراث العالمي.
وقال صديقها السوري "إننا ندمر رمزنا بأيدينا"، وفقاً لموقع يامازاكي على الإنترنت.
بان أورينت نيوز