``بوذا والسيد المسيح يتجولان سراً`` في شوارع طوكيو
طوكيو – الأحد 28 مارس 2011 /بان أورينت نيوز/
يخرج بوذا والسيد المسيح كل يوم في جولة "سرية" في شوارع العاصمة اليابانية طوكيو حيث يواجهان العديد من المواقف والقصص. والنبيان اللذان يقيمان "سرا " في العاصمة اليابانية، يحاولان التعامل مع قضايا الحياة اليومية بحكمة تعكس فلسفتهما الدينية وتقدم مواعظ على نحو غير مباشر في كيفية مواجهة الواقع الحالي.
وقد وقع اختيار مجلة " سينن مانغا" الشهرية على هذا الموضوع لنشره في سلسلة قصص مصورة عنوانها "شبان قديسون (سينتو أونييسان باليابانية)"، تُباع حالياً في المكتبات اليابانية. القصص رسمها هيكارو ناكامورا وطبعتها شركة كودانشا في عدة أجزاء.
وتبدأ القصة بعودة السيد المسيح والسيد بوذا الى الأرض في إجازة ، حيث يقررا السكن معا في شقة في طوكيو. وتصور القصة يسوع المسيح كشاب مرح، كريم وذو حس فكاهي فيما تقدم كشاب رصين، هادئ ولطيف.
وتنطوي هذه الكوميديا غالبا على دعابات حول الديانتين المسيحية والبوذية وكل ما يتعلق بهما، كما تشرح محاولاتهما لفهم المجتمع الحديث.
وصدرت من تلك السلسلة ستة أجزاء حتى اليوم، ويبرز كل فصل فيها كيفية تعامل يسوع وبوذا مع شجون الحياة اليومية المعاصرة وردود أفعالهما حيال أمور بسيطة مثل الإيجار، التسوق، حضور المهرجانات والذهاب إلى المسبح، وغيرها كما يحاول كلاهما جاهدين ألا يظهرا حقيقتيهما للعلن حتى لا يتعرف أحد على شخصيتهما الحقيقية. وبالرغم من ذلك يواجهان مشاكل صغيرة تنتهي بحصول معجزات وأمور خارقة للطبيعة البشرية من قبلهما ولكن عن غير قصد.
وعلى سبيل المثال "كلما شعر المسيح بالسعادة وأطلق ضحكة بصوت عالن يتحول الماء في زجاجة يحملها بيده إلى نبيذ،" حسب الرواية. ثم في مرة يذهب الاثنان إلى المسبح ويكتشف بوذا أن المسيح لا يعرف السباحة. وبعد نقاش طويل يجرب المسيح النزول إلى حوض السباحة ولكن الماء ينشق متيحاً له المشي، في إشارة إلى ما ورد في الكتب المقدسة.
أما بوذا "فيضيء رأسه بالنور عندما يواجه المشاكل،" حسب الرواية، وهذا ماحصل مع صاحبة الشقة التي يستأجرانها بسبب أعداد الحيوانات والطيور الكبيرة التي تدفقت على الشقة بدافع من جاذبية مقدسة لساكنيها.
وفي أحد الأيام يبوح بوذا للمسيح باستيائه من حقيقة أن كل التماثيل والصور تظهره سميناً، ويعبر عن أمنيته في أن يصوره الناس بصورة أرشق، فيرد السيد المسيح معبراً عن حزن مشابه لهذه الاختيارات الرديئة على أساس أن كل صورة له بلا استثناء تظهره متعبا ومعذباً ويعاني الكثير، وبأنه يتمنى أن يصوره الناس ضاحكا سعيداً.
و حصل هذا العمل على جائزة أوسامو تيزوكا الثقافية للقصص المصورة القصيرة في العام 2009، واحتل المركز العاشر في سلسلة القصص المصورة الأكثر مبيعا في اليابان في نفس العام، حيث تجاوزت مبيعات الأجزاء الأربعة الأولى 2.6 مليون نسخة.
وقد يجد هذا الإنتشار الواسع للقصص المصورة ذات الخلفية الدينية تفسيرا في كون اليابان بلدا تضم كثيرا من الأديان المختلفة، وتشتهر بحرية الاعتقاد الدينية، وبنظرة لاتتسم بالتعقيد أو بتبني التشدد في التحريم مثل بقية الأديان.
الصورة: غلاف كتاب "شبان قديسون"
بان اورينت نيوز
حقوق النشر محفوظة