الجهود الدولية لمكافحة الفساد يجب أن تركز على مناطق الخطر الأكبر

جون ماكلين

طوكيو – الأحد في 22 أغسطس 2010
الكاتب: جون ماكلين– حصرياً لوكالة بان أورينت نيوز

فيما يلي مقارنة بين مستوى الفساد في دولتين آسيويتين.

تخطط السلطات الأمريكية والأفغانية لوضع حد لهروب الأموال من أفغانستان، التي يُعتقد أنها تشمل إيرادات المخدرات والمساعدات الخارجية المسروقة التي تتجاوز مليار دولار سنويا.

وتركز الخطة على استعمال عدادات عملة أمريكية الصنع في مطار كابول، الممر الرئيسي لنزح المال من أفغانستان.

وتنوي السلطات أيضا إلغاء نظام يسمح لكبار المسؤولين الحكوميين والأفغان الذين لديهم اتصالات قوية تمكنهم من نقل حقائب مليئة بالمال على متن الطائرات. ورغم أن هذه الممارسة لاتتعارض مع القانون فتوجد شكوك متزايدة بأن معظم المال يسرق من مشاريع المساعدات المدعومة من قبل الولايات المتحدة وتنتهي في حسابات سرية للنخبة الأفغانية في بنوك دول الخليج وبلدان أخرى.

وبالإضافة إلى تزايد نفوذ طالبان السياسي والعسكري في أفغانستان وعدم قدرة قوات الناتو والقوات الأمريكية على فرض سيطرتهم على الأراضي هناك برغم تفوق قواتهم المسلحة بشكل هائل والكلفة المتزايدة للحرب على دافعي الضرائب الأمريكيين، فإن الفساد المستشري بمئات ملايين الدولارات شهرياً يغذي إحباط واشنطن المتزايد من الحرب هناك.

وفي هذه الأثناء، وانتقالاً بعيدا إلى الشرق، أعلن مسؤولون أمريكيون مؤخراً عزمهم على تشديد العقوبات ضد كوريا الشمالية، والسبب جزئياً منع حكامها من ممارسة نشاطات مالية محظورة مزعومة.

ولسنوات، اتهمت الحكومة الأمريكية كوريا الشمالية بغسل الأموال وتزييف العملة الأمريكية، لكن وزارة المالية الأمريكية والهيئات الحكومية الأخرى التي تدعي امتلاكها دليل على مخالفات مالية لم تعلن عن الدليل أبداً. وفي تقرير أرسل إلى الكونغرس الأمريكي قبل بضعة سنوات، يقدر أن كوريا الشمالية أنتجت عملة أمريكية مزورة بمقدار 50 مليون دولار.

والأموال التي يُزعم أن كوريا الشمالية تجمعها بطريقة غير شرعية تبدو مبالغ تافهة مقارنة بمليارات الدولارات الذي اختفت من أفغانستان، والعراق في وقت سابق.

إن الجهود الدولية لمكافحة الفساد يجب أن تركز على الدول حيث التداعيات أكثر مأساوية. وهذا ينبغي أن يكون قضية هامة مشتركة.

جون ماكلين: محلل سياسي مستقل في طوكيو

- بان اورينت نيوز



أعمال واقتصاد