ناشطون أمريكيون ينددون بشركة صناعية يابانية تلوث منطقتهم

طوكيو- الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 / بان اورينت نيوز/
بقلم أليسون بسيتنوك
ندد ناشطون أميركيون بتجاهل السلطات الأمريكية واليابانية والشركات المعنية بمعاناة سكان منطقة في ولاية لويزانا الأمريكية من انبعاثات مواد كيميائية من معمل بتروكيماويات ياباني سبب ارتفاعاً كبيراً في الوفيات نتيجة أمراض ناجمة التلوث الصناعي بين السكان لدرجة وصف الشارع المؤدي لهذه المنطقة الصناعية على طول نهر المسيسيبي بين باتون روج ونيو أورليانز بأنه "طريق السرطان".
وتساءل روبرت تايلور، متحدثاً نيابة عن مجموعة من المواطنين المعنيين، "في القرن الحادي والعشرين، ما الذي يتطلبه الأمر لمعاملة المواطنين على أنهم بشر؟". ويعيش تايلور بالقرب من معمل الكيماويات دينكا بيرفورمنس إلاستومر (Denka Performance Elastomer) كانت تملكه في الأصل شركة دوبونت (DuPont) ولكن الآن تعود ملكيته بنسبة 70% لشركة دينكا (Denka Co.) و30% لشركة ميتسوي (Mitsui Co.) اليابانيتين.

وقال تايلور في مؤتمر صحفي استضافه نادي اليابان للمراسلين الأجانب بطوكيو يوم الثلاثاء، أن خطر الإصابة بالسرطان من تلوث الهواء في المنطقة المجاورة مباشرة للمعمل أعلى من أي مكان آخر في الولايات المتحدة، وبأن ابنته قد ماتت بتأثير الأمراض الناجمة عن التلوث في "طريق السرطان"، أرض ممتدة على طول نهر المسيسيبي في ولاية لويزيانا تضم أكثر من 150 معمل كيميائي ومصافي لتكرير النفط.

وقال تايلور حاولنا الإتصال بالشركات اليابانية في طوكيو في اجتماع المساهمين السنوي لشركة دينكا لإثارة الوعي ضد المعمل، الذي بدأ تشغيله في عام 1969، وتدعمنا شبكة الجامعة لحقوق الإنسان، لكن منعونا من الدخول.

وقبل اجتماع المساهمين، أصدرت شركة دينكا بياناً على الإنترنت قالت فيه إن خطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالكلوروبرين، أحد المواد الكيميائية المنبعثة من المعمل، "مُبالغ في تقديره". ومع ذلك، تصنّف وكالة حماية البيئة الأمريكية الكلوروبرين بأنه "مسرطن بشري محتمل" ودعت إلى خفض كبير في الانبعاثات من معمل دينكا.

وقالت ليديا جيرارد، ناشطة أمريكية رافقت تايلور مع مسؤولة من شبكة حقوق الإنسان، "من غير المعقول أن يقول لنا إنه يجب ألا نشعر بالقلق". وقالت إنه يمكن للمرء أن يسير في الشارع في مدينتها ويشير إلى منزل تلو الآخر حيث القاطنين مصابين بالسرطان. وتأكيدات السكان بأن التلوث الناجم عن المعمل يتسبب في الإصابة بالسرطان تتفق مع نتائج مسح أجرته شبكة الجامعة لحقوق الإنسان قبل شهرين، التي وجدت أن معدل الإصابة بالسرطان في حدود 1.5 كيلو متر من المعمل أعلى بنحو 44% عن المعدل الوطني، رقم من غير المرجح أن يكون بسبب الصدفة.

وبالإضافة إلى السرطان، يؤكد الناشطون أن المواد الكيميائية تسبب أيضاً مشاكل صحية أخرى، بما في ذلك الصداع، الرُعاف، ألم في الصدر، صفير عند التنفس، سيلان الدمع، تهيّج الجلد، وعدم انتظام دقات القلب، أو تسرّع في نبض القلب بشكل غير عادي. وما اكتشفه المسح من معدلات مرتفعة لعدم انتظام دقات القلب التي تم تشخيصها بالقرب من المعمل من المستحيل عملياً أن تكون بسبب الصدفة.

وقالت جيرارد، "عندما كبرت، بالكاد سمعت عن أطفال يعانون من هذه الأنواع من المشاكل"، في إشارة إلى تقارير الإصابة بالربو والقضايا الصحية الأخرى عند الأطفال. ولكن شركة دينكا شككت في النتائج، وأصدرت بياناً تنقد فيه التقرير في أغسطس. وأكدت في بيانها أن شبكة الجامعة لحقوق الإنسان اتبعت أساليب خاطئة في جمع البيانات، وبالتالي فإن نتائجها غير صالحة من الناحية العلمية.

وإحدى أكبر نقاط الخلاف مدرسة ابتدائية في الحي الخامس، التي تقع بالقرب من المعمل. وبينما صرحت إدارة المدرسة مؤخراً بأنها تدرس الخروج من المنطقة، ذكر موقع حكومي على الإنترنت أن مسؤولي وزارة الصحة في لويزيانا "أشاروا أنهم لم يجدوا أي سبب يمنع الأطفال من الذهاب إلى المدرسة". وأفاد الموقع الإلكتروني الحكومي أيضاً أن شركة دينكا اتخذت تدابير لخفض الانبعاثات خلال العامين الماضيين وأنه تم تسجيل انخفاض في الانبعاث نتيجة لذلك.

ولكن الناشطين ليسوا مقتنعين، فقد قال تايلور إنه يعتبر الأمر تماماً مثل إجبار الأطفال على الدخول في غرفة غاز وأنه لا يعتقد أن مجلس إدارة المدرسة قرر الآن فقط التفكير في الانتقال خارج المنطقة. وقال "هؤلاء الأطفال لا يزالون هناك. ومستويات الانبعاث لم تنخفض". وشعر بالإهانة أيضاً من اقتراح البعض بأن الابتعاد هو الحل ببساطة. وقال "لقد بنينا منازلنا هناك. وامتلكنا هذه المنازل، وحلّ مصنع قديم كبير (ضيفاً ثقيلاً) علينا ولديه الجرأة لإخبارنا،" لماذا لا تنتقلون؟" ووفقاً لتايلور وجيرارد، فإن جزءا كبيراً من المشكلة هو أن المجتمع المتضرر هو في الغالب أمريكيون من أصول أفريقية وفقراء. ولهذه الأسباب، يعتبرون أن مجتمعهم يحظى برعاية أقل في الولايات المتحدة.

وبينما تنتشر شكوك فيما إذا كانت مخاوفهم ستلقى آذاناً أكثر تعاطفاً في جميع أنحاء العالم، يأمل الناشطون أن يكونوا قادرين وأثناء تواجدهم في اليابان على اللقاء مرة أخرى مع المساهمين في شركة دينكا. ولديهم رسالة بسيطة للشركة على لسان تايلور: "احترموا حقوقنا الإنسانية، يا دينكا!. على الأقل تحدثوا معنا!". (بان اورينت نيوز)



البيئة والمجتمع