خبير نفطي عراقي : اليابان مساهم كبير في تطوير قطاع النفط العراقي

الشمري يتحدث إلى بان اورينت

طوكيو- الاثنين 3 ديسمبر 2018 / بان أورينت نيوز/
أجرى المقابلة: خلدون الازهري

"لا شك أن العراق سوف يكون لاعباً مهماً في تغطية احتياجات آسيا وجنوب شرق آسيا وشرق آسيا من النفط والغاز في المستقبل القريب، ودور اليابان هام جداً في تحقيق ذلك"، والقول للمهندس العراقي صباح عبد الله الشمري خلال مشاركته في مؤتمر النفط والغاز السنوي برعاية شركة اليابان الوطنية للنفط والغاز والمعادن (جوغميكJOGMEC). وأضاف في مقابلة مع وكالة بان أورينت نيوز،"أشارك في هذا المؤتمر منذ خمس سنوات، أي منذ المؤتمر الأول. وكنت ألقي في المؤتمرات السابقة مداخلات عن النفط والغاز في العراق. وهذا العام اقتصرت مشاركتي على حضور المؤتمر، إضافة إلى لقاءات مع بعض الجهات اليابانية المهتمة بالنفط والغاز في العراق وكذلك في المنطقة العربية. وإعطاء لمحة عن المتغيرات الإيجابية في العراق وأسعار النفط وتطور الصناعة النفطية ومساهمة العراق الكبيرة في المستقبل في تغطية احتياجات الدول المستهلكة للطاقة والنفط والغاز".

وركز المؤتمر على التقنيات الحديثة في قطاع النفط والغاز في المنبع والمصب وما يسمى بالصناعات الملحقة بالصناعات النفطية، من مصاف وغاز وماشابه. كما تناول المؤتمر التحديات الجديدة لقطاع النفط والغاز المتمثل في التحول العالمي الآن من استعمال النفط إلى استعمال الغاز والغاز الطبيعي المسيل، وتوجهات اليابان بهذا الموضوع، إضافة إلى أسعار النفط في العالم وانخفاضها الحالي وتقلبات الأسعار ما يؤثر على نمو الاقتصاد العالمي والبدائل الأخرى القائمة.

ورداً على سؤال حول دور العراق المستقبلي في اليابان وشرق آسيا من ناحية موارد الطاقة، قال الشمري، وهو رجل أعمال في مجال الطاقة مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، إن "90% من مساحة العراق غير مستكشفة. ومعظم إنتاج العراق الحالي، الذي يتراوح بين 4.5- 5 ملايين برميل يومياً، يأتي من مجموعة حقول عملاقة. ولكن هناك أيضاً حقول نفط وغاز عملاقة أخرى. ولا شك أن العراق سوف يكون لاعباً مهماً في تغطية احتياجات آسيا وجنوب شرق آسيا وشرق آسيا أيضاً من النفط الخام وأيضاً الغاز في المستقبل القريب، رغم أن الغاز يحتاج إلى تقنيات واستثمارات كبيرة".

ويرى الخبير النفطي العراقي الشمري أن العراق "سوف يكون السوق الأساسية لدول جنوب آسيا وشرق آسيا حتي مثل اليابان كوريا الصين الهند إندونيسيا ماليزيا بنغلادش باكستان، التي سوف تكون السوق الأساسية لنفط العراق. وهذا في إطار سياسة ‘النظر نحو الشرق’، وهو شعار رفعناه منذ سنوات طويلة لأنه ما من شك في أن هذه المنطقة من آسيا تمثل أكثر من نصف سكان العالم. فإذا نظرنا إلى كوريا واليابان والهند الصين، نجد أنها تشكل أكثر من نصف سكان العالم، وهناك نمو سكاني وحضري. وهذا طبعاً يحتاج إلى طاقة سواء للغاز أو النفط ومشتقاته من أجل التنمية".

وفيما يتعلق بالأرقام أو البيانات المتوقعة عن إنتاج النفط العراقي في المستقبل القريب أو المتوسط أو البعيد، قال الشمري إن العراق، ممثلاً بوزارة الطاقة والنفط الخام، مساهم كبير في استقرار السوق العاليمة من ناحية إمدادات الطاقة وأيضاً المحافظة على أسعار مناسبة للمنتجين والمستهلكين في نفس الوقت"، حيث ينتج العراق حالياً، بحدود 4.5-5 ملايين برميل باليوم. و"هناك خطط لزيادة الإنتاج من الحقول العملاقة في العراق، مثل حقل الرميلة الذي ينتج الآن 1.6 مليون برميل يومياً، ويمكن أن يصل إلى حوالي 2.1 مليون برميل يومياً في غضون اثنتين إلى ثلاث سنوات، وممكن أن يصل في المستقبل إلى 3 ملايين برميل يومياً. وحقل الرميلة واحد من أكبر حقول النفط في العالم. وهناك حقول أخرى، ومنها حقل غرب القرنة الذي ينتج الآن بحدود 400 ألف برميل يومياً ويمكن أن يصل إلى 800 ألف برميل، وحقل الزبير الذي ينتج 480 ألف برميل ويمكن أن يصل إلى 800 ألف برميل باليوم. هذا فضلاً عن حقول أخرى يمكن أن تزيد الإنتاج". ويتوقع الشمري أن يصل إنتاج النفط في العراق إلى 6.5 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2020.

وعن رأيه بدور اليابان في التعاون التكنولوجي والطاقي مع العراق بشكل خاص، وصف الشمري اليابان بالمساهم الفاعل. وقال "منذ سنوات بعيدة، تطور شركات يابانية، سواء في تقنيات المنبع أو المصب أو غيرها، حقول نفط عراقية، حيث تطور شركة جابكس بالشراكة مع شركة بيتروناس حقل الغراف الذي ينتج حوالي 270 ألف برميل يومياً، وتطور شركة إنبكس اليابانية بالشراكة مع شركة لوك أويل الحقل رقم 10 في جنوب العراق. واشترت شركة إتوتشو حصة 10% من حقل غرب القرنة 1 الذي تديره شركة إكسون موبيل". وأضاف "يمكنا القول إن اليابان بدأت تكون لاعباً نشطاً ومساهماً بشكل كبير. كما أنها مساهم هام في صناعة الغاز حيث هناك شركات يابانية مثل ميتسوبيشي إندستريرز وتويو إينجنيرنغ اللتان كان لهما دور كبير في هذا الموضوع". وقال "لدينا الآن مشروع لتحسين إنتاج النفط في مصفاة البصرة ممول بقرض ياباني وقطعاً سوف تشارك فيه شركات يابانية. وهو مشروع متطور جداً لتحسين نوعية المنتجات النفطية وصولاً إلى ما يسمى باليورو 5 التي تعتبر أعلى المعايير في المنتجات النفطية, إضافة إلى أن اليابان تساهم في مشاريع الكهرباء وصيانة المشاريع التي أنشأتها شركات يابانية". وقال،"نتوقع مساهمة أكبر من اليابان في كل ما له علاقة بصناعة المنبع والمصافي وصناعة الغاز.

وحذر الشمري من كارثة كبرى في العراق هي حرق حوالي 950 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز، الغاز المصاحب، في البصرة فقط. وهذا يسبب تلوث بيئي كبير، وقال، "ندعو اليابان وكل دول العالم إلى المساهمة ومساعدة العراق في منع هذا الحرق حماية للبيئة وفي النفس الوقت الاستفادة من هذه الطاقة لخدمة العراق والعراقيين من خلال استغلاله لإنتاج الكهرباء ومنتجات نفطية ثانوية وإقامة صناعات بتروكيماوية".
بان اورينت نيوز



طاقة