الروبوت العاشق يهدد بانقراض أقدم مهنة في العالم

وجه روبوت أنثوي للخدمات الجنسية

طوكيو- الاثنين 18 يوليو 2016 / بان أورينت نيوز /
بقلم أحمد العلي

إنه لخبر سيئ للقوادين وممتهني الدعارة: الروبوتات قد تحل بديلاً عن الشريك في ممارسة الجنس، والتقدم التقني الهائل يكاد يلغي الفارق بين البشر والروبوتات.

وتحديداً فقد بدأ الروبوت يتفاعل مع البشر بشكل وثيق أكثر من أي وقت مضى، وبأساليب مختلفة، من العنف إلى الجنس إلى الخصوصية.

وبهدف إثبات مدى تطورها في صناعة الروبوت، نشرت شركة بوستون دايناميكس على موقع اليوتيوب مؤخراً مقطع فيديو يظهر قدرة روبوت على الانتصاب واقفاً بعد طرحه أرضاً بركلة أو بعصا، وفقاً لصحيفة نيهون كيزاي.

إلا أن مقاطع الفيديو أثارت جدلاً، لدرجة أن بعض المشاهدين أعربوا عن التعاطف مع الروبوت: "شعرت ببعض الحزن على الروبوت". وكتب آخر "أوقفوا تعنيف الروبوتات!". وقال آخر "لقد بكيت". فإذا كان هذا هو الحال مع روبوت لأغراض خدمية معروفة، فكيف سيكون الحال مع روبوت مصنّع لممارسة الجنس حسب تساؤل أحد الباحثين رداً على مسح أجراه مركز بيو الأمركي للأبحاث في عام 2014 بشأن ما سيكون عليه الذكاء الاصطناعي والروبوتات في عام 2025. وخلص إلى أن "ممارسة الجنس مع شريك آلي (روبوت) قد تصبح شائعة". وهذا التوقع ليس من نسج خياله.

وفي الواقع، هذه التقنية موجودة بالفعل. وفي الخريف الماضي، تصدرت روبوتات الجنس من إنتاج شركة ترو كومبانيون (النديم الحقيقي) عناوين الصحف. وما تدعي الشركة أنه "أول روبوت جنس في العالم" هو روبوت على هيئة أنثى بالحجم الطبيعي، ويباع على موقعها على الانترنت بسعر 6995 دولار. ويمكن للعملاء الاختيار من بين شخصيات مختلفة، مثل "المنفتح" و"المحتشم". وسيكون هناك نسخة من الروبوت الذكر متاحة قريبا بنفس السعر، وفقا لموقع الشركة على الإنترنت.

وأثار طرح هذا المنتج الجنسي معارضة كبيرة عبر الحدود. فقد حذرت كاتلين ريتشاردسون، باحثة بجامعة دي مونتفورت في المملكة المتحدة، متخصصة في مجال أخلاق الروبوتات، من أن روبوت الجنس سيثير رغبات جنسية أكثر. وأطلقت ريتشاردسون حملة على شبكة الإنترنت ودعت الناس في جميع أنحاء العالم للانضمام إليها في معارضة تطوير روبوتات الجنس. وقالت إن "تطوير روبوتات الجنس يؤدي إلى تقليل التعاطف الإنساني الذي لا يمكن تطويره إلا من خلال تجربة العلاقة المتبادلة".

ومع ذلك، قال رئيس الشركة إن روبوتات الجنس يمكن أن تحل مشاكل أولئك الذين فقدوا أزواجهم، على سبيل المثال.

وفيما يتعلق بأخلاقيات الروبوت، وبعد ظهور انتقادات تتعلق بالتمييز بين الجنسين على خلفية نشر صورة روبوت تنظيف على هيئة امرأة على غلاف أحدى الصحف اليابانية، شكلت الجمعية اليابانية للذكاء الاصطناعي لجنة أخلاق لتنظيم مهام هذا القطاع بدون تجاوزات أو إنتهاكات. وتعتبر الجمعية أنه من الضروري دراسة العلاقة بين الروبوتات والأخلاق الاجتماعية على محمل الجد. وتدعو إلى إجراء بحث علمي حول كيفية الوصول إلى مجتمع سليم والمحافظة عليه، وإجراء دراسات ضمن المعايير الاجتماعية المقبولة.

وتنطوي فكرة تطوير روبوتات قادرة على العمل بشكل وثيق مع البشر على مخاطر محتملة، برأي ماساهيرو كوباياشي، محام في مكتب هاناميزوكي للمحاماة، حيث حذر من أن "جمع وإدارة المعلومات المتعلقة بالخصوصية ستكون حاسمة".

وأحد الأمثلة هو بيبر، روبوت طورته مجموعة سوفت بنك، شركة يابانية رئيسية في مجال الاتصالات. والروبوت بيبر مزود بذكاء اصطناعي يدرك مؤشرات العواطف البشرية ويحللها لتحسين مهارات التواصل. ويأمل رئيس الشركة التنفيذي ماسايوشي سَن في رؤية الروبوت بيبر، الذي يصفه بأنه "الروبوت العاشق"، في كل بيت في جميع أنحاء اليابان.

بان اورينت نيوز



البيئة والمجتمع