هيروشيما في شعور العرب

فدوى عيون السود

السبت 6 أغسطس 2022 / بان اورينت نيوز/ كان لإلقاء الولايات المتحدة أول قنبلة ذرية في العالم على هيروشيما وقتل حوالي 140 ألف شخص وتدمير المدينة بالكامل وقع صادم على صحفيين وكتّاب عرب وحتى بعض الشعراء.

كتبت الإخبارية السورية تحت عنوان "قنبلة هيروشيما في الذكرى السابعة والسبعين لإلقائها مازالت تمثل الوجه الإجرامي الحقيقي لواشنطن"، "في السادس من أغسطس آب عام 1945 كانت اليابان والعالم بأسره على موعد مع افتضاح الوجه الحقيقي الإجرامي للولايات المتحدة التي ألقت دون تردد أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما وأتبعتها بعد ثلاثة أيام بقنبلة أخرى على ناغازاكي لتكون بذلك المسؤول الرئيسي عن أكبر كارثة إنسانية وبيئية شهدها القرن العشرين وخلفت ضحايا ومصابين تتجاوز أعدادهم 200 ألف نسمة وأضراراً مادية وبيئية ما زالت آثارها ماثلة حتى يومنا هذا."


كما كتب ناصر الجندي من موقع الرؤية على الإنترنت في أغسطس 2020 يقول "لستَ مضطراً لأن تكونَ يابانياً أو تتذكر الحرب العالمية الثانية حتى تصاب بالصدمة". أتى ذلك في سياق حديثه عن توثيق الزوجان اليابانيان توشيكو وإري ماروكي مأساة القنبلة الذرية بعمل يحمل اسم Rescue الذي يجسد فظائع الجحيم الأمريكي في لوحات ولفائف ورق أرز تحمل شهادات الناجين من الجحيم الأمريكي وتحمل أسماء متعددة مثل الأشباح والنار والماء.


ضحية القنبلة الذرية

أما مأساة انفجار مرفأ بيروت فذكّرت اللبنانيين بكارثة هيروشيما، من وجهة نظر موقع آر تي العربي، في مقاربة عنوانها "دموع بيروت وحزن هيروشيما الأبدي". حيث أعادت مشاهد الانفجار الهائل الذي عصف بمرفأ بيروت إلى الأذهان كارثة إلقاء القنبلة النووية الأولى في التاريخ على مدينة هيروشيما في اليابان بنهاية الحرب العالمية الثانية، والمفارقة في ذلك أن الانفجار المروع في مرفأ بيروت، حصل قبل وقت قصير جدا من الذكرى الخامسة والسبعين لإلقاء الولايات المتحدة قنبلتها النووية على هيروشيما عام 1945.


تأثير قنبلة هيروشيما

ورأت الصحفية السورية باسمة كنون أنه بعد مرور خمسة وسبعين عاماً على "جريمة" الولايات المتحدة المروعة لا تزال الجريمة مؤلمة وحاضرة في أذهان العالم بأسره وقد فاقت ببشاعتها كل التصورات بعد أن حصدت أرواح عشرات آلاف اليابانيين وحولت المدينة إلى كومة رماد في غضون لحظات. واستنكرت أنه بعد مرور عشرات السنين لا تزال واشنطن "ترفض الاعتراف بجريمتها وبالضحايا الذين سقطوا جراء الإنفجار في جريمة تضاف إلى سجل الجرائم الأمريكية التي تمر دون عقاب ولا حتى اعتذار."

من ناحيته يطالب الكاتب والصحفي العراقي كاظم الموسوي العالم بتذكر مأساة هيروشيما وناغازاكي التي تحاول جهات كثيرة، وظيفتها التقليل من الجريمة او التغاضي عنها، بتقسيمها. ويقول .. "لا الجريمة واحدة والمجزرة واحدة، ولم يتعظ المجرمون بعد ". ورأى أن ما حصل في اليابان ماضيا يتكرر بصور وبوسائل أخرى من قبل الدولة التي ارتكبتها، ولم تتوقف الحرب العدوانية والمصطلحات التي استخدمها المعتدون على الشعوب التي تحاربهم أو تدافع عن أراضيها أمام غزوهم وهيمنتهم.


ولم ينسى الشاعر الفلسطيني محمود درويش في قصيدته "مديح الظل العالي" من المقاربة بين مأساة هيروشيما وحصار بيروت وقصف الطائرات حين يقول: "هيروشيما هيروشيما، وحدنا نصغي إلى رعد الحجارة هيروشيما، وحدنا نصغي لما في الروح من عبث ومن جدوى، وأمريكا على الأسوار تهدي كل طفلٍ لعبة للموت عنقودية، يا هيروشيما العاشق العربي، أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا، نعسنا أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا، وأمريكا لأمريكا، وهذا الأفق اسمنتٌ لوحش الجو،"

كذلك مرّ الشاعر السوري رياض الصالح الحسين في إحدى قصائده بمناسبة حلول إحدى السنوات الميلادية على ذكر كارثة هيروشيما. استهل الشاعر القصيدة قائلاً "في رأس السنة الجديدة، وكإبن بار، سأجمع البحار والأشواق والأفكار الطارئة، وأرسلها بالبريد المضمون إلى أمي، أمي التي ما زالت تتنفس أوكسجين العبودية، وتلتهم فطائر الإرهاب، منذ أن امتدت يد الإنسان إلى الإنسان،"، وصولا إلى مقطع يقول فيه "أيها الهولنديون والدانمركيون والأمريكيون، تعالوا لنشرب القهوة ونتبادل الأنخاب، تعالوا لنحتفل بسقوط القنبلة الذرية الثانية بين عيني هيروشيما، في رأس السنة الجديدة. سأجمع أسماء الطغاة كما يجمعون الطوابع التذكارية، في ألبوم ضخم من ورق الأيام."

بان اورينت نيوز



جيوش ودفاع وارهاب

اوقفوا الحرب: يوليو. 03