انفجار بيروت يهدد اقامة كارلوس غصن في لبنان

طوكيو- الخميس 6 أغسطس 2020/ بان اورينت نيوز/ من خلدون الازهري

قال رئيس مركز الدراسات الإسلامية المعاصرة الياباني ريتسو مياتا إن انفجار الميناء الهائل الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت يوم الثلاثاء (4 أغسطس) قد يعني أن المدينة لن تكون بعد الآن ملاذاً آمنا لمدير شركة نيسان السابق كارلوس غصن الذي فرّ من اليابان إلى لبنان. وفي مقال نُشرته صحيفة نيكان غينداي، كتب مياتا أن لبنان في حالة فوضى متزايدة وأن الانفجار يمكن أن يؤجج الاضطراب السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، ومن المحتمل أن ينهار المجتمع الطائفي اللبناني الذي يحافظ على توازن دقيق وسط الفوضى التي شهدها العام الماضي، والتي خلالها أدى التضخم إلى تآكل القوة الشرائية بنسبة 85%.

وكثيرون في لبنان يرون أن سبب معاناتهم يرجع إلى فساد النخبة السياسية والاقتصادية، مثل غصن، وقد أدى وباء فيروس كورونا إلى تفاقم المشاكل، حسب الكاتب الياباني. ويضيف مياتا ارتفعت بدلات إيجار الشقق وأسعار المواد الغذائية بنسبة 169% في العام الماضي، ونصف المواطنين يقولون إنهم لا يأكلون ما يكفي. "وهذه الظروف تذكرنا بتلك التي أدت إلى الثورة الإيرانية."

ويتوقع مياتا حدوث تغيرات سياسية واسعة النطاق وانقسامات دينية في لبنان، حيث تتعايش فسيفساء من الطوائف (18 طائفة). وقد شهد لبنان حرباً أهلية ذات طابع طائفي انتهت قبل 30 عاماً.

وتضيف المقالة إن حدة المأزق ازدادت بسبب انفجار ميناء بيروت الناتج عن سوء تخزين مواد متفجرة وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 135 شخصاً وجرح الآلاف.

وتحدثت المقالة عن منطقة الأشرفية السكنية الراقية التي يعيش فيها غصن حيث أفادت التقارير إن منزل غصن، الذي يقع على بعد حوالي كيلومترين من الميناء أصيب بأضرار في الانفجار. ويرى الكاتب أنه لا يمكن إستبعاد أن تشتعل الصراعات الطائفية مجدداً بسبب تفجيرات الميناء، لافتاً إلى أن المجتمع الطائفي في لبنان، الذي يحافظ على توازن دقيق منذ 30 عاماً، مرشح للانهيار بسبب الارتباك منذ العام الماضي.

وإذا اشتدت المواجهة الطائفية مرة أخرى في لبنان، فإن منطقة الأشرفية، حيث يعيش غصن، يمكن أن تصبح مرة ثانية ساحة للصراع حسب الكاتب مياتا. "لقد هرب غصن إلى بلد غير آمن وغير مستقر وخطير. كما أنه من الأغنياء الفاسدين بالنسبة للعديد من الناس الذين يعانون من الفقر. والضاحية الجنوبية في بيروت هي موطن حزب الله الشيعي، ولكن من الناحية الاقتصادية يعيش الفقراء في حشد من الناس. لقد تشكلت بذرة الثورة الإيرانية بعد أن انفجر غضب الفقراء في جنوب طهران، مما أجبر بعض الأثرياء الذين عاشوا في مناطق سكنية راقية في شمال طهران على الفرار من البلاد. يبدو أن لبنان يسير على هذا الطريق، لكن غصن المطلوب دولياً ليس لديه خيار للفرار".

والتغييرات السياسية الكبيرة في لبنان سوف تعرض ظروف غصن للخطر برأي المقالة التي خلصت إلى القول، "قد لايجد غصن مكانًا بديلاً للهروب وإذا تدهورت الظروف فليس من المستبعد أن تسترده اليابان حيث سيُحاكم باتهامات مختلفة." (بان اورينت نيوز)



اليابان والدول العربية