``حضور سمو الامير الشيخ تميم مراسم تنصيب الامبراطور تأكيد لقوة علاقاتنا``
مقابلة مع سفير قطر في اليابان السيد حسن بن محمد رفيع العمادي
طوكيو- الاثنين 21 اكتوبر 2019 / بان اورينت نيوز/ أكد السيد حسن بن محمد رفيع العمادي سفير دولة قطر في طوكيو على قوة علاقات بلاده مع اليابان ولاسيما اقتصادياً وتجارياً حيث تتصدر اليابان شركاء قطر في الطاقة. وقال في مقابلة مع وكالة بان اورينت نيوز في طوكيو بمناسبة زيارة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى اليابان للمشاركة في مراسم تنصيب الإمبراطور الياباني الجديد ناروهيتو، بأن حضور الامير يكتسب أهمية كبيرة من حيث التوقيت والمضمون على صعيد روابط البلدين ومشاركة الشعب الياباني احتفالاته ببداية العصر الإمبراطوري الجديد (ريوا ). واستعرض السفير العمادي في المقابلة جوانب علاقات البلدين "التي حققت نقلة نوعية من مرحلة التعاون إلى ترسيخ أسس الشراكة الاستراتيجية الشاملة المبنية على اتفاقيات ثنائية عدة في مجالات الدفاع والتعليم والصحة والرياضة والسياحة والعلوم التكنولوجيا وغيرها". وقال السفير العمادي بأن قطر تقدر عالياً موقف اليابان المحايد منذ نشوب الأزمة الخليجية "المفتعلة" الذي "ينسجم مع الموقف القطري الداعي للحوار مع دول الحصار". وأشاد السفير القطري العمادي باستراتيجية رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للقيام بدور سياسي مهم "كوسيط محايد"، لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
س / بان اورينت نيوز/: يحضر سمو الأمير تميم مراسم تنصيب الإمبراطور ناروهيتو بما يعكس قوة وعراقة العلاقات الأميرية الإمبراطورية ودخولها مرحلة جديدة (ريوا). .هل من المتوقع التوصل لاتفاقيات سياسية واقتصادية خلال الزيارة؟
السفير العمادي ورئيس الوزراء آبي
ج/ السفير حسن العمادي/: تكتسب زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ/تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله) إلى اليابان للمشاركة في مراسم تنصيب الإمبراطور الياباني الجديد ناروهيتو، أهمية كبيرة من حيث التوقيت والمضمون، لأنها أولاً تجدد التأكيد على روابط التعاون والصداقة القوية القائمة بين البلدين والشعبين الصديقين، ولأنها مبادرة سامية تحمل كل معاني الود والتقدير والوفاء للأصدقاء اليابانيين ومشاركتهم اللحظات التاريخية بتنصيب الإمبراطور الجديد الذي يمثل رمزاً للدولة ولوحدة الشعب، ومشاركتهم أيضا احتفالاتهم ببداية العصر الإمبراطوري الجديد (ريوا ).
وتأتي الزيارة أيضا تدعيما لعلاقات الثقة والاحترام المتبادل بين القيادة في البلدين وتعزيزا لروابط الصداقة القوية القائمة بين سموه (حفظه الله) والإمبراطور ناروهيتو، والتي امتدت منذ عقــود مضــت، وقد زار الإمبراطور ناروهيتو دولة قطر في عام 1994م، مع زوجته الإمبراطورة ماساكو، إبان توليه ولاية العرش. وينظر اليابانيون إلى زيارة سموه المرتقبة ومشاركته في هذه المراسم التاريخية بدرجة عالية من الاهتمام والتقدير لأنها تشكل رمزاً عظيم الدلالة للصداقة القوية بين دولة قطر واليابان.
وهذه الزيارة هي الثانية لسموه (حفظه الله) إلى اليابان خلال هذا العام، حيث قام بزيارة رسمية في شهر يناير الماضي تم خلالها إطلاق آلية الحوار الاستراتيجي الثنائي على مستوى وزراء الخارجية، وتوصلنا خلالها إلى عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم في مجالات شملت التعاون الاقتصادي والتجاري، الشؤون القانونية والعدلية، الثقافة والشباب والرياضة، النقل ومعالجة النفايات.. ولدينا أيضا كما أسلفت اتفاقيات في مجالات أخرى تشمل الدفاع والتعليم والصحة والرياضة والسياحة والعلوم التكنولوجيا، التجارة والاستثمار وغيرها من المجالات..
ومما لا شك فيه، فإن زيارة سموه سوف تساهم في تعزيز الصداقة والثقة المتبادلة على أرفع المستويات، وستزيد الزخم نحو دفع عجلة التعاون وتوسيع آفاقه المستقبلية نحو هدف استكمال مسيرة الشراكة الشاملة بين البلدين الصديقين.
س/ كيف تصفون العلاقات اليابانية القطرية في هذه المرحلة؟
ج/ تتسم العلاقات القطرية-اليابانية بالقوة والمتانة، وكما أسلفت فهي تقوم على أسس التعاون والصداقة والمصلحة المتبادلة، ويوطدها الاحترام والثقة المتبادلة بين قيادتي البلدين، ولدينا عزيمة مشتركة لبناء شراكة استراتيجية شاملة
وحققت علاقات قطر مع اليابان نقلة نوعية خلال السنوات القليلة الماضية بفضل التوجيهات السامية والرؤية السديدة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، وتمكنا من الانتقال من مرحلة التعاون إلى ترسيخ أسس الشراكة الاستراتيجية الشاملة. كما نجحنا في بناء علاقات قوية متعددة الجوانب، حيث توصلنا إلى العديد من الاتفاقيات الثنائية في مجالات الدفاع والتعليم والصحة والرياضة والسياحة والعلوم التكنولوجيا، التجارة والاستثمار وغيرها من المجالات، ولا تزال لدينا رغبة أكيدة في المزيد من التعاون الثنائي في مجالات أخرى حيوية.
وقد شكلت المصالح التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين دولة قطر واليابان عموداً فقرياً للعلاقات القوية بين البلدين.. وظلت اليابان سوقا رئيسية للنفط والغاز القطري لفترة طويلة امتدت منذ عقد التسعينات، وكانت الشركات اليابانية هي أول زبائننا في تصدير الغاز الطبيعي المسال، ولا زالت اليابان هي واحدة من أهم وأكبر شركائنا في هذا المجال. وشهدت العلاقات الاقتصادية تطوراً مطرداً في السنوات الأخيرة، وأصبحت دولة قطر حالياً واحدة من أكبر مزودي الطاقة لليابان، وظل حجم التبادل التجاري بين البلدين يزداد بوتيرة ثابتة.
وتحتل دولة قطر حالياً المرتبة الرابعة عالميا كأكبر مزودي اليابان بموارد الطاقة، وفي العام الماضي 2018م، جاءت قطر في المرتبة الثالثة من بين أكبر الدول الموردة للغاز الطبيعي المسال إلى اليابان، حيث وفرت قطر نحو 11.9% من إجمالي الواردات اليابانية، وبالنسبة لاحتياجات اليابان النفطية، احتلت قطر المرتبة الثالثة بتوفير نسبة 7.8% من إجمالي واردات اليابان النفطية، كما احتلت قطر في عام 2018م، المرتبة الرابعة كأكبر الدول الموردة لغاز البترول المسال (LPG) بتوفير 6.2% من إجمالي الواردات اليابانية.
ولدينا عدد من المشروعات المشتركة، وتشارك العديد من كبرى الشركات اليابانية في مشروعات حيوية مثل الطاقة، الصناعات الكيميائية، البنية التحتية، الكهرباء والمياه، وغيرها.. وشاركت الكثير من الشركات اليابانية العملاقة في مشاريع البنية التحتية المهمة في دولة قطر والمشاريع المتعلقة باستضافة قطر لمنافسات كأس العالم عام 2022م.
وتم إنشاء لجنة اقتصادية وزارية مشتركة بين البلدين في عام 2006م، لمناقشة المسائل الاقتصادية وقضايا الطاقة، وتعقد هذه اللجنة اجتماعات وزارية سنوية، حيث عقدت حتى الآن اثنتي عشرة جولة، بمشاركة وزراء الخارجية، الطاقة والصناعة، والاقتصاد والتجارة، وكبار المسؤولين والخبراء والمتخصصين من الوزارات والمؤسسات والوكالات والشركات المعنية في البلدين. وتناقش هذه الاجتماعات قضايا الطاقة، التكنولوجيا، التجارة والاستثمار، البيئة، والطيران المدني ومجالات التعاون الأخرى. وعقدت الجولة الأخيرة لاجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة في طوكيو بتاريخ 24 أكتوبر 2018م.
س/ هل قطر مستعدة لزيادة صادراتها النفطية لليابان بحيث ترتفع عن نسبة 10% سيما مع قلق القطاع البترولي في اليابان حيال أمن الإمدادات في أعقاب هجمات أرامكو ؟
ج/ اليابان هي شريكنا التجاري الأول، حيث كانت الشركات اليابانية هي أول زبائننا في تصدير الغاز الطبيعي المسال، ولا زالت اليابان تتصدر قائمة أهم وأكبر شركائنا في مجال الطاقة. وتوفر دولة قطر حالياً حوالي 12% من إجمالي واردات اليابان من الغاز الطبيعي المسال، و8% من إجمالي وارداتها النفطية. وقطر كانت دائما ولازالت مستعدة لسد كل احتياجات اليابان من موارد الطاقة وتحت أي ظرف.. وتثمن اليابان عاليا دولة قطر كمصدر موثوق يعتمد عليه للإمدادات المستقرة والكافية من الطاقة، وكان لدولة قطر موقفا مشرفا إبان كارثة الزلزال عام 2011م، ووقوع حادثة محطة فوكوشيما النووية، حيث لبت قطر مطلب اليابان بسد العجز في احتياجاتها من الطاقة بتقديم إمدادات إضافة وفورية ولذلك نحن دائما مستعدون لسد كل احتياجات اليابان من موارد الطاقة سواء من الغاز الطبيعي المسال أو النفط وذلك إذا طلبوا منا ذلك.
س/ اليابان بقيت على مسافة واحدة من مجلس التعاون منذ بداية الحصار على قطر ولغاية الآن ودعت إلى التوافق ومازالت. .كيف تنظر القيادة القطرية لهذا الموقف؟
ج/ اتخذت اليابان موقفا محايدا منذ نشوب الأزمة الخليجية، وعبرت عن القلق إزاء تطور الأوضاع في المنطقة وأعربت عن الأمل في أن يتم حل القضية من خلال الحوار. وعبرت اليابان أيضا عن تأييدها لجهود الوساطة الكويتية، وشددت على أهمية تسوية القضية بطريقة سلمية. وظل المسؤولون اليابانيون يؤكدون على "إن علاقات اليابان مع دولة قطر ومع الدول الست الأخرى ستظل كما هي ولن تتأثر بالأزمة". ودولة قطر تقدر عاليا وتشيد بهذا الموقف الياباني، لأنه ينسجم مع الموقف القطري الداعي للحوار مع دول الحصار.
وعلى الرغم من محاولات التضليل من قبل دول الحصار، حافظت اليابان على موقفها المحايد، وتبين لها وللعالم أن الأزمة كانت مفتعلة استهدفت فقط محاصرة دولة قطر وفرض الوصاية عليها، وتأكد أيضا أن كل التهم الموجهة لقطر بشأن الإرهاب كانت باطلة.
وفي ظل الحصار شهدت العلاقات القطرية- اليابانية خلال العامين الماضيين نقلة نوعية، حيث قام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى (حفظه الله) بزيارة رسمية مهمة إلى اليابان في شهر يناير الماضي تم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم في مجالات مهمة، وتم تدشين آلية ثنائية للحوار الاستراتيجي على مستوى وزراء الخارجية في البلدين. وقام وزير الخارجية الياباني السابق سعادة تارو كونو، بزيارتين إلى الدوحة خلال العامين الماضيين، كان أخرها مشاركته في منتدى الدوحة الثامن عشر الذي عقد في ديسمبر 2018م. كما شارك سعادته في حفل استقبال اليوم الوطني لدولة قطر الذي أقيم بفندق إمبريال في طوكيو بتاريخ 18 ديسمبر 2018م.
س/ اليابان دعت إلى تخفيف التوتر الناجم عن المواجهة الأمريكية مع ايران حيث التقى رئيس الوزراء آبي الرئيس روحاني في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية. كيف ترى قطر الموقف الياباني؟
ج/ تولي اليابان أهمية كبيرة لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الحيوية، والتي توفر لها نحو 90% من إمدادات الطاقة. وتتبنى حكومة معالي رئيس الوزراء الياباني السيد/شينزو آبي، استراتيجية جديدة للمساهمة الفاعلة في السلام العالمي، وحافظت اليابان على علاقات متوازنة مع كافة الأطراف والدول في الشرق الأوسط، وهي تقوم حاليا بدور سياسي مهم "كوسيط محايد"، لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. ومن هنا جاءت مبادرة معالي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بالوساطة لتخفيف التوتر بين الولايات المتحدة وإيران وتحقيق الاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط.. ونحن في دولة قطر نشيد بهذه المبادرة وندعم بقوة جهود اليابان الرامية لترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط ككل.. ونشارك اليابان في الرأي على ضرورة حل كافة المشكلات في المنطقة بالطرق الدبلوماسية وعدم اللجوء إلى الحل العسكري.. ونحن نعتقد أن اليابان، كدولة محايدة وتتمتع بعلاقات ممتازة مع الجميع، فضلا عن تاريخها ومساهماتها ومساعداتها الإنسانية والفنية الضخمة للعديد من دول المنطقة على مدى عقود، مؤهلة للقيام بدور دبلوماسي للمساهمة في حلحلة المشكلات المعقدة بالمنطقة. (بان أورينت نيوز)