المجتمع الدولي يخلط بين الضحية فلسطين والجلاد إسرائيل: سفير إيران لدى اليابان

السفير مرتضى رحماني موحد

بقلم أحمد علي
طوكيو- الجمعة 17 مايو 2019 / بان أورينت نيوز/ اتهم مرتضى رحماني السفير الإيراني في طوكيو، المجتمع الدولي بالخلط بين الضحية والجلاد في التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وقال في مؤتمر صحفي يوم الجمعة بأن "قضية فلسطين هي القضية المركزية في الشرق الأوسط ومازالت عالقة في أروقة ودهاليز المحافل الدولية منذ أكثر من 70 سنة. ويبدو، في بعض الأحيان، أنه يتم تفسيرها بشكل سيئ، والمجتمع الدولي يخلط بين الضحايا والإرهابيين".

وكان السفير مرتضى رحماني يتحدث باللغة الفارسية في المؤتمر الصحفي الذي عقد في السفارة وحضره نحو 15 مراسلاً لأهم الصحف والأقنية والوكالات اليابانية والأجنبية العاملة في طوكيو. وقال "فكروا في الأمر!- لماذا لم تُحل قضية فلسطين منذ أكثر من 70 عام؟ السبب هو الهيمنة الأمريكية- المشكلة في المجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. لا يفهمون حقيقة ما يجري ولا يفهمون جوهر وبنية هذه القضية. هناك ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على مغادرة وطنهم". وقال إن "إيران تعتقد أن القضية سوف ترى بعض الأمل عندما تعترف إسرائيل بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم وإجراء استفتاء بسؤال هؤلاء الناس في الأرض عن نوع الحكومة التي يريدونها. ولن تُحل القضية أبداً طالما تم النظر إلى القضية من منظور الصهيونية". وأشار أن الفرق في كيفية تعامل إيران والولايات المتحدة مع قضية فلسطين هو أحد أسباب الصراع.

وتساءل السفير رحماني "كيف يمكن لهؤلاء الفلسطينين المحاصرين والفقراء بدون قوة اقتصادية" أن يوصفوا بالجناة، ومن ناحية أخرى، لماذا يُطلق على هؤلاء (الإسرائيلين) الذين لديهم الكثير من القوة والمعدات العسكرية بما في ذلك الأسلحة النووية بأنهم "الضحايا"؟ لقد أكدنا دائماً أن مسؤولية الشعب الفلسطيني المضطهد تقع على عاتق جميع المسلمين والمجتمع الدولي بأسره. ولهذا السبب قرر المرشد الأعلى السابق للثورة الاسلامية الإمام الراحل آية الله الخميني أن يكون يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان يوم تضامن مع فلسطين باسم "يوم القدس" للتذكير بقضية فلسطين ودعوة المعنيين إلى اتخاذ إجراءات لحلها".

وعن اتهام إيران بالتورط في حرب اليمن وتزويد الحوثيين بأسلحة، قال السفير رحماني "رغم الوضع الحرج في اليمن، إلا أنه من الخطأ ربط كل ما يفعله الحوثيون في اليمن بإيران. فالأسلحة والقنابل ليست شيئاً يمكنك وضعه بسهولة في حقيبتك وتحملها". وقال بأن "المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هما الدولتان اللتان اشترتا أكبر كمية من الأسلحة في منطقة الشرق الأوسط. لقد اشتروا الكثير من الأسلحة وشنّوا العديد من الغارات الجوية (على اليمن). يبدو أنهم ظنوا أنهم يستطيعون وقف الانتفاضة وهزيمة القوات المناهضة للحكومة في غضون أسبوع في اليمن، لكن ها هي الحرب مستمرة في الواقع منذ أكثر من 5 سنوات".

وعن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، قال السفير "يزداد الوضع خطورة، ويزداد التوتر في المنطقة. وبالإضافة إلى إرسال حاملات الطائرات الأمريكية، يدبرون حوادث لاتهام إيران وتوريطها في حرب. ومن الأمثلة على ذلك تلك الهجمات على ناقلات نفط في ميناء الفجيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة. تحاول الولايات المتحدة جر إيران إلى ارتكاب أعمال استفزازية. إيران لن تنجر، وبكرامة وذكاء لن تستجيب لهذه المحاولات".

ورداً على سؤال عن الوضع المعيشي للشعب الإيراني بعد أن استأنفت الولايات المتحدة تطبيق العقوبات الاقتصادية، قال السفير الإيراني "ذكرت الإدارة الأمريكية أن هدفها ليس المدنيين الإيرانيين بل الحكومة. لكنهم يستهدفون المدنيين العاديين لأن قلة السلع والمواد تجعلهم يعانون". وأضاف "تسعى الولايات المتحدة إلى خلق عقبات أمام شراكات إيران الاقتصادية وصفقاتها التجارية مع البلدان الأخرى. ولاشك أن هذه العقوبات الاقتصادية تؤثر على المدنيين الإيرانيين، وتدرك حكومة الولايات المتحدة ذلك. ولكن الشعب الإيراني لن يركع للولايات المتحدة. وهذا ليس مجرد شعار، بل يمكنكم رؤية ذلك من خلال النظر إلى تاريخ إيران".

وعن دور اليابان، تساءل السفير "لماذا لاتُصَدر اليابان أدوية ومعدات طبية إلى إيران؟" وقال "حتى لو فعلت اليابان ذلك، فلن تتعرض للعقوبات. وفي الواقع، لا يتم تطبيق العقوبات الأمريكية على الأدوية والمساعدات الإنسانية. ومع ذلك، لا تزال اليابان تمتنع عن تصديرها. ويمكن لإيران أن تشتريها من تلقاء نفسها، ولكن الوضع صعب. وفيما يتعلق بالأدوية، فإن 93% من الأدوية المستهلكة محلياً يتم إنتاجها في إيران. والقطاع الزراعي مزدهر". وقال "أما بالنسبة للمجتمع الدولي، فمن غير المقبول تماماً الاستقواء على بلد معين. نحن نقاوم هذا الاضطهاد المفرط- وسوف نبقي على هذا النحو".

وفي معرض رده على سؤال فيما إذا كانت إيران تنوي امتلاك أسلحة نووية من أجل أمنها أم امتلاك التكنولوجيا والقدرة على صنع أسلحة نووية بدون أن تتسلح نووياً بالفعل، قال السفير رحماني "إيران عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وطرف في خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPO) (الاتفاق النووي). وأصدر المرشد الأعلى للثورة أمراً، نلتزم به، بأنه ليس لدينا نوايا ولن يكون لدينا أسلحة نووية وأسلحة كيميائية أبداً". وقال "تدرك حكومة الولايات المتحدة أن إيران لا تنوي صنع أسلحة نووية. وتدرك وكالة المخابرات المركزية ذلك أيضاً. ولكن بعض الدول التي ترى إيران عدواً لها هي التي تثير الشكوك حول إيران. لقد تم إجراء تفتيش وثبت للعالم أنه لا توجد أسلحة نووية". وأضاف "الشكوك مجرد ذريعة للولايات المتحدة لاستئناف العقوبات الاقتصادية. ومن أجل التلاعب بذهن الرأي العام، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مؤخراً مرة أخرى إن إيران تمتلك أسلحة نووية".

وتحدث السفير الايراني لدى طوكيو أيضاً عما يصفه بعض المحللين بالنفاق النووي العالمي باستهداف البرامج النووية لدول معنية والتغاضي عن دول غيرها. وقال هناك مبادرة في الأمم المتحدة لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية. وإسرائيل هي الدولة الوحيدة المسلحة نووياً في المنطقة، وهي ضد المبادرة وليس لديها أي نية للالتحاق بها. واليابان هي الدولة الوحيدة التي وقعت ضحية القنابل الذرية- والجميع يعرف ماذا يعني استخدام القنابل الذرية". وقال السفير "كان الرئيس ترامب بحاجة إلى إظهار أنه مختلف عن إدارة أوباما السابقة، ولهذا تخلى عن الاتفاق النووي مع إيران.

وأكد أن "إيران تسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين أكثر من أي دولة في المنطقة. وما نريد تحقيقه هو علاقة ندية مع الدول بحيث تستطيع كل دولة تحقيق تنميتها الاقتصادية. ولكن الولايات المتحدة تحاول حرماننا من تحقيق هذا الهدف. لقد أرسلت الولايات المتحدة حاملات طائرات وقاذفات قنابل عدة مرات. وإيران لن تبدأ حرباً أبداً. ولم تلاحظ الولايات المتحدة أنها تتعامل مع بلد لديه تاريخ موغل في القدم". وأكد السفير أن "شعار إيران هو الازدهار والسلام والاستقرار لجميع الشعوب. والولايات المتحدة لا تفهم إنه ما إذا اندلعت حرب في المنطقة، سيكون لها تأثير كبير على منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وسوف تلحق أضراراً جسيمة بحياة الناس وبنيتهم التحتية. ونأمل ألا يأتي هذا اليوم.

وعن توقعاته بشأن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، قال السفير رحماني إن الوضع في إيران يختلف عما كان عليه في السبعينيات، والمحادثات مع الاتحاد الأوربي سوف تستمر لمدة 60 يوماً، والتعليق المؤقت لبعض التزامات ايران بالاتفاق النووي ليس خرقاً للاتفاق. ومع ذلك، نوه السفير، بأن موقف الشعب الإيراني بشأن الاتفاق النووي قد تغير وأصبح البعض يشكك فيه، "وبما أن إيران دولة ديمقراطية، فإنها سوف تحترم إرادة الشعب". (بان اورينت نيوز)



سياسة