القوميون اليابانيون يرفضون الإعتراف بتصنيف ``مجرم حرب`` في ياساوكني
طوكيو- الثلاثاء 3 ديسمبر 2014 / بان أورينت نيوز/
رفض القوميون اليابانيون مبادرة جمعية ثكلى الحرب في اليابان، فرع مدينة فوكوكا، الاعتراف بتصنيف "مجرم حرب من الدرجة الأولى" لهؤلاء الذين دفنوا في ضريح ياسوكوني بطوكيو، معتبرين أنه وصف وضعته قوات الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة، وقالوا بأن مبادرة الجمعية لنقل رفات 14 من هؤلاء من ضريح ياسوكوني في طوكيو "لأن تصنيف مجرمي الحرب بدرجة أولى أو ثانية يجب أن لا يُطبق عليهم بعد ان لقوا حتفهم".
وقال هيديتوشي تسوروكا زعيم منظمة يمينية يابانية تدعى كينسي سيكيشين جوكو لوكالة بان أورينت نيوز "أعتقد أنه من مسؤولية الشعب الياباني الصلاة لأجل الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بلدنا. وعلى الرغم من وصولي لسن الواحد والثمانين، فمازلت أتي للضريح لإظهار تقديري الحقيقي واحترامي لهذه الأرواح. لذلك لا يمكن أن أقبل باقتراح فصل أولئك الذين يسمون مجرمي حرب من الدرجة الأولى ".
ويتابع تروسكا، "ان ضريح ياسوكوني هو المكان الذي يحفظ أولئك الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل بلدهم، اليابان، وأعتقد ان تصنيفهم بصفة مجرمي حرب من الدرجة الأولى على هذا النحو حصل بناء على أوامر من قوات التحالف (خلال الحرب العالمية الثانية) بقيادة الولايات المتحدة". وأضاف، " لا اعتقد ان تصنيف الجنود بعد موتهم بالدرجة (آ) أو(ب) يجب أن يتم أصلاً، فجميعهم قد ضحوا بحياتهم من أجل وطنهم. وحتى عندما يموت المجرمون العاديون فما فعلوه في هذا العالم لا يهم بعد موتهم. ولذلك من غير المعقول أن يتم تصنيف بعض الذين ماتوا من أجل بلادهم كمجرمي حرب من الدرجة الأولى (أ)، وهي تسمية وتصنيف أطلق عليهم ذلك من قبل جهة الادعاء. هذا ليس عدلاً وشيء لا يمكن قبوله ".
ويوجد رفات 14 من "مجرمي الحرب من الدرجة الأولى" بما في ذلك هيديكي توجو رئيس وزراء اليابان خلال الحرب العالمية الثانية- في ضريح ياسوكوني جنبا إلى جنب مع ما يقرب من 2.5 مليون جندي. وتنقسم الآراء داخل اليابان وخارجها حول وجود هؤلاء في الضريح. ففي حين يزور البعض ضريح ياسوكوني فقط للصلاة من أجل أولئك الذين ماتوا في الحرب يعتبر البعض الآخر- ولا سيما في البلدان المجاورة مثل الصين وكوريا- ذلك بمثابة تقدير إلى الماضي العسكري الياباني.
"الكثير من زملائي كانوا جنود فقدوا حياتهم، ولهذا السبب أزور هذا المكان كل يوم أحد، وأعزف على الهارمونيكا - لأصلي من أجل أبطال الحرب"، حسب قول هيديكو فوجيموري وهي سيدة تبلغ من العمر 86 عاما كانت مع مجموعة من القوميين تجمعوا في مطعم يقع في الحديقة داخل مجمع الضريح. وقبل مغادرتهم توقفوا عند الضريح وأنشدوا أغنية وطنية، ثم انحنوا إجلالا للضريح بما يعكس ارتباطهم العميق بهذا الموقع.
لكن كيجي كاكوتا عضو مجلس النواب من الحزب الشيوعي الياباني يعتقد أن دفن "مجرمي الحرب من الدرجة الأولى" في ضريح ياسوكوني عام 1978 جنبا إلى جنب مع من مات في الحروب "كان فكرة خاطئة في المقام الأول".
وقال كاكوتا في مقابلة مع بان أورينت نيوز أن، "ياسوكوني هو ضريح يبرر ما فعلته اليابان خلال الحرب العالمية الثانية. ولهذا نحن نفهم عاطفيا لماذا اعتمد أعضاء رابطة ثكلى الحرب في مدينة فوكوكا مثل هذا القرار حيث أنهم يعتقدون أن مثل هذه الحرب يجب ألا تتكرر".
وأضاف، مع ذلك ان مسالة نقل رفات "مجرمي الحرب من الدرجة (أ)" أم لا ليست بالقضية الأكثر أهمية "فضريح ياسوكوني هو المكان الذي يعزز ويبرر مشاركة اليابان في الحرب العالمية الثانية. وطالما ان الضريح لا يغير مثل هذا الموقف فإن مسألة حفظ أو إزالة مجرمي الحرب من الدرجة الأولى هي مجرد غيض من فيض من القضية برمتها ".
بان أورينت نيوز