المخرج الأمريكي أوليفر ستون يصف أوباما بالثعبان وسنودن بالبطل
"على اليابان أن تنأى بنفسها عن الولايات المتحدة وتعتذر للصين"
بقلم أنجيلا كوبو
طوكيو- الإثنين 12 أغسطس 2013 - بان أورينت نيوز
دعا المخرج السينمائي الأمريكي أوليفر ستون اليابان أن "تتبرأ من ’اتفاقية وضع القوات‘ مع الولايات المتحدة" (SOFA) و"وقف الإعتماد على المظلة النووية الأمريكية".
وفي مؤتمر صحفي في نادي المراسلين الأجانب في طوكيو يوم الاثنين قال ستون بشأن القنابل الذرية التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية "كل ماروجته الولايات المتحدة عن ضرورة إلقاء القنابل الذرية نجده اليوم مجرد خرافات".
وقال، "كانت الأسطورة السائدة أن الولايات المتحدة اضطرت إلى رمي تلك القنابل لكسب الحرب العالمية الثانية. بناء على فرضية أن اليابانيين سوف يقاومون، وأنهم كانوا متعصبين، وأن سكان أوكيناوا وإيوجيما سيقاومون حتى النهاية، وبأن القنبلة أنقذت، وفقا لتقديرات مختلفة، مئات الآلاف من أرواح الأميركيين. والآن ثبت أن كل هذا أكاذيب".
بدوره، أكد بيتر كوزنيك، أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية ويعمل بشكل وثيق مع أوليفر ستون على سلسلة وثائقية من 10 أجزاء، حجة ستون بينما كان يتحدث في المؤتمر الصحفي نفسه. ووصف العلاقة بين الولايات المتحدة واليابان بأنها "إشكالية"، وقال "الأميركيون تعاملوا مع اليابان إلى حد كبير كصبيان مأمورين لدينا منذ ذلك الحين، وكشريكنا الأصغر في انتشار الإمبراطورية الأمريكية في العالم".
وقال كوزنيك إن "اليابان تجثم مثل طفل مرتعد من الخوف تحت المظلة النووية الأميركية. اليابانيون يجب أن يدافعوا عن الاستقلالية، من أجل الحقيقة، ولحل هذه النزاعات بطريقة سلمية، بدلاً الإعتماد على تهديد الأسلحة النووية الأميركية الذي يدعمكم".
وأشار كل من أوليفر ستون وبيتر كوزنيك أنهما يودان رؤية اليابان تلعب دورا أكثر "سلمية" في المنطقة. وكانت نصائحهم لليابان أن تصلح العلاقات الدبلوماسية مع الصين.
وقال كوزنيك "نود أن نرى اليابان تتواصل أكثر مع الصين بطريقة إيجابية، وتتعامل مع الممارسات التي ارتكبها اليابانيون بحق الصينيين بطريقة من شأنها أن تبدأ في بناء بعض الثقة وتتجاوز القومية المجنونة التي نراها في كلا البلدين".
ومع ذلك، أظهر قلقه إزاء أداء الحكومة الصينية الذي تسبب في التوتر والحشد العسكري في جميع أنحاء المنطقة.
وقال كوزنيك "نرى أن السياسات الصينية عدوانية نسبياً ويرجع ذلك جزئياً لأنها لا تحل الأمور سلمياً كما ينبغي، ولأنها تقدم ذريعة لقادة الجناح اليميني في اليابان وأماكن أخرى كي يزدادوا تشدداً، وتخيف دولاً في مكان آخر لدعم رؤية الهيمنة العالمية الأمريكية في آسيا".
وقال ستون "لا تنظروا إلى الصين باعتبارها عدواً لكم. ولتبدؤوا في النظر إليها بطريقة مختلفة. وابدؤوا من خلال الاعتذار. ابدؤوا من خلال الاعتذار للصين على ما فعلتم في الصين، وجميع الناس الذين قتلتموهم هناك. ابدؤوا من خلال الاعتذار عن ذلك، وهذا من شأنه أن يقطع شوطاً طويلاً".
ومعروف عن أوليفر ستون، المشهور كمخرج أفلام تركز على قضايا سياسية وثقافية مثيرة للجدل، أنه ينتقد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ووصفه في المؤتمر الصحفي بأنه "ثعبان" لكونه سمح بمواصلة برنامج التجسس المثير للجدل الذي تمارسه وكالة الأمن القومي. وقال بأن "أوباما الذي وعدنا بالشفافية واحترام الحكومة للحريات المدنية، انتهك التعديلات (الدستورية) الرابعة والخامسة".
وبدوره كوزنيك انتقد أيضاً باراك أوباما، الذي يعتقد أنه استمر في السياسات التي بدأها الرئيس السابق جورج دبليو بوش.
وقال كوزنيك "يمكن وصف إدارة أوباما الحالية وكأنها الولاية الرابعة لإدارة جورج بوش"، مقتبساً عن السكرتير الصحفي السابق في عهد جورج دبليو بوش، آري فليشر.
وأشاد ستون أيضاً بالعميل السري السابق لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن، الذي سرب تفاصيل برنامج مراقبة الولايات المتحدة للصحافة. وقال "سنودن بطل بالنسبة لي. إدوارد سنودن بطل، لأنه فعل هذا ليس من أجل الربح، وليس لتسريب أسرار قد تضر ببقاء بلدنا. لم أر دليلا واحداً على ذلك. إنه يفعل ذلك بدافع من ضمير. قانون ضميره الأعلى".
ويتواجد أوليفر ستون في اليابان حالياً لترويج "تاريخ الولايات المتحدة الهائل"، وهو سلسلة وثائقية من 10 أجزاء تقدم وجهة نظر بديلة للتاريخ السائد. ويغطي الفيلم الوثائقي قرار الولايات المتحدة إسقاط القنابل الذرية على اليابان. وزار ستون أيضاً مواقع رمي القنابل الذرية، هيروشيما وناغازاكي، في وقت سابق لحضور مراسم التأبين (في ذكرى القصف الذري للمدينتين).
* أنجيلا كوبو محررة في بان أورينت نيوز
الصورة: ستون على اليمين وكوزنيك على اليسار يتحدثان في المؤتمر الصحفي.
بان أورينت نيوز