ارتفاع قياسي للين في أسواق طوكيو أمام الدولار واليورو

طوكيو- الثلاثاء 7 سبتمبر 2010 /بان أورينت نيوز/

ارتفعت قيمة العملة اليابانية في أسواق طوكيو اليوم إلى مجال 83 ين أمام الدولار الأمريكي وهو أدنى مستوى منذ خمسة عشر عاماً متأثراً بموجة شراء الين من المصدرين اليابانيين باعتباره مجال أمان نتيجة قلق حيال آفاق الإقتصاد الأمريكي بشكل خاص والعالمي بشكل عام.

وأغلقت قيمة الين في أسواق طوكيو عند 83,9 للدولار حيث لوحظ إقبال من سماسرة الصرف على بيع العملات ذات الفائدة العالية مثل الدولار الإسترالي وشراء ذات الفائدة المنخفضة مثل الين الياباني.

والإنطباع السائد في أسواق اليابان وشرقي آسيا هو عدم رغبة المتعاملين في سوق العملات بالقيام بأي عمليات مالية قد تنطوي على مخاطرة وسط غموض المؤشرات عن إمكانية توقف الين عن الارتفاع، رغم أن التشاؤم من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي تراجع نوعاً ما.

وفي هذا السياق جاءت بيانات التوظيف الأمريكية أفضل من المتوقع يوم الجمعة الماضي حيث ساهمت في إضعاف الين إلى مستوى 85 مقابل الدولار، لكن العملة اليابانية عادت وارتفعت يوم أمس الإثنين إلى مجال 84 للدولار.

ومع ذلك، يبدو أن المخاوف من تباطؤ في أكبر اقتصاد في العالم قد هدأت. وقال خبير اقتصادي في شركة توكاي طوكيو سيكيوريتيز "أعتقد أن مشاركي السوق يعتقدون الآن أن المصرف الاحتياطي الفدرالي الأمريكي سيطبق تسهيلات نقدية إضافية أكثر من المتوقع"، مشيراً أن المستثمرين يعتقدون أن المصرف الاحتياطي الفدرالي سيخفف أكثر قبضته النقدية في وقت ما.

وقال مستشار تبادل العملات في شركة طوكيو تومين "أعتقد أن المتعاملين لا يرغبون بشراء الدولار بقوة حالياً قبل تقييم جدوى المحفزات الاقتصادية الجديدة" التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وأضاف خبراء ماليون في طوكيو بأن شراء الدولار من قبل مصارف مركزية آسيوية قد ساهم في كبح ارتفاع الين الحاد في أسواق تبادل العملات الأجنبية مؤخراً، وأعطى دعماً غير متوقع للحكومة اليابانية التي تعاني من ارتفاع قيمة الين.

وتنتشر وجهة نظر بين تجار العملة بأن السلطات النقدية الآسيوية تدخلت ببيع عملاتها وشراء الدولار الأمريكي للدفاع عن تنافسية صادراتهم التي تضررت من ضعف الدولار. ويريد الرئيس الأمريكي مضاعفة صادرات الولايات المتحدة وهو هدف من الصعب تحقيقه مع دولار قوي.

ويقول التجار إن المخاوف المتجددة بشأن مشاكل الديون السيادية الأوروبية دفعت أيضاً بعض الحكومات لنقل إيداعاتهم من العملات الأجنبية من اليورو إلى الدولار. وقالوا إن هذه العوامل اجتمعت لتساعد على الحد من سرعة ارتفاع الين في الشهور القليلة الماضية.

ويشير الكثيرون من سماسرة السوق في طوكيو أن الين يرتفع بشكل أبطأ قليلاً مما كان خلال أزمة ديون دبي العام الماضي. وفي ذلك الوقت، ارتفعت العملة اليابانية 4 ين في ثلاثة أيام فقط، مسجلة 84.82 ين مقابل الدولار في 27 نوفمبر. وفي هذا الوقت، استغرق شهراً لتحقيق نفس القفزة ليصل إلى المستوى المرتفع يوم الثلاثاء.

وبين القوى التي تقاوم ارتفاع الين "شراء الدولار من قبل المصارف المركزية، خصوصاً في آسيا"، طبقاً لمسؤول في مصرف أمريكي.

وطبقاً لبيانات مجلس المصرف الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، احتفظ مصرف نيويورك الاحتياطي الفدرالي بحوالي 2.36 تريليون دولار على شكل سندات الخزينة الأمريكية بالنيابة عن المؤسسات العامة الأجنبية بدءاً من 18 أغسطس، أعلى بنسبة 4% من نهاية يونيو. ويرتفع الرقم منذ ديسمبر 2002، لكن معدل الزيادة تسارع خلال الشهرين الماضيين.

والارتفاع الأخير في قيمة الين هو إلى حد كبير انعكاس للمخاوف بشأن ركود اقتصادي أمريكي، أكثر منه ثقة في الاقتصاد الياباني. وفي الحقيقة، ارتفعت أيضاً قمة الوون الكوري الجنوبي والدولار التايواني مقابل الدولار الأمريكي. ودفعت هذه التطورات السلطات الاقتصادية الآسيوية للتدخل لبيع عملاتهم وشراء الدولار الأمريكي.

وتشير بيانات المصرف الاحتياطي الفدرالي الأمريكي أن كميات كبيرة من الدولار التي اشترتها هذه المصارف المركزية الآسيوية صبت في النهاية في سندات الخزينة الأمريكية.

- بان أورينت نيوز



أعمال واقتصاد