نبيل أبو ردينة: نرفض مؤتمر المنامة، والمنطقة على وشك انفجار شامل

نبيل ابو ردينة يتحدث إلى بان اورينت نيوز

أجرى المقابلة خلدون الأزهري
طوكيو- الخميس 30 مايو 2019 / بان اورينت نيوز/ قال وزير الاعلام الفلسطيني نبيل أبو ردينة أن زيارته اليابان تندرج ضمن زيارات الوفود الفلسطينية إلى عواصم عالمية هامة بينها ايضاً بكين وجوهانسبورغ لشرح الوضع الخطير الذي تمر به القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها.

وفي مقابلة مع بان اورينت نيوز قبل مغادرته طوكيو يوم الخميس (30 مايو) حذر أبو ردينة، وهو أيضاً نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، بأن المنطقة على وشك الانفجار الشامل نتيجة سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأيضاً نتيجة السياسات الاسرائيلية واستفزازاتها اليومية ضد الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية والتسبب بوضع خطير فيها. وأضاف نحن قررنا مقاطعة الولايات المتحدة سياسياً لأنها قالت بأن القدس عاصمة لاسرائيل الابدية، وبأنه يجب تصفية قضية اللاجئين من خلال حلول غير مقبولة فلسطينياً وعربياً، وبأننا نعتبر ذلك مساساً بهوية وسيادة بعض دول الجوار أيضاً.

ونوه أبو ردينة بأن الرئيس الفلسطيني ابو مازن كرر مرات عديدة أنه "لاعلاقة مع الجانب الامريكي على الاطلاق وهذا ماحصل". واضاف الوزير الفلسطيني بأن الانتخابات الاسرائيلية الجديدة "تُدخل المنطقة في دوامة جديدة".

وشدد ابو ردينة بأن الموقف الفلسطيني واضح وهو أن السلام يجب أن يقوم على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الامن الدولي بعودة الارض المحتلة عام 1967 وعلى رأسها القدس الشريف "وبدون ذلك وبدون حل سياسي لن نقبل لابمؤتمر في المنامة ولامؤتمر للمانحين في أي مكان لايؤدي إلى نتائج سياسية أي إقامة دولة فلسطينية". وقال لايجوز أن تتحول القضية الفلسطينية إلى قضية انسانية وقضية تحسين أوضاع اجتماعية، بل تتم هذه الخطوات مترافقة مع الحل السياسي وبالتالي فإن العلاقات مع الجانب الامريكي "مقطوعة سياسياً".

ووصف أبو ردينة العلاقة مع اسرائيل بأنها "في منتهى الخطورة" وبأن المجلس الوطني المركزي الفلسطيني سيجتمع قريباً لاتخاذ قرارات يحدد علاقته فيها مع اسرائيل "التي خرقت كل المواثيق والاتفاقات الموقعة وقامت بفرض قيود على الشعب الفلسطيني خارج الاتفاقيات، وبالتالي قلنا للجانب الاسرائيلي والامريكي سواء بشكل واضح أو بشكل غير مباشر اذا لم تلتزم اسرائيل يالاتفاقيات فنحن الفلسطينيون لن نلتزم بالاتفاقيات الموقعة، الامر الذي سوف يحول الساحة الفلسطينية إلى ساحة خطرة ليس للجانب الفلسطيني والاسرائيلي فقط بل على مستوى المنطقة".

وقال الوزير ٍأبو ردينة في المقابلة مع بان اورينت نيوز بطوكيو، نريد أن نطلع الدول الكبرى على خطورة هذه الأوضاع، وهذه كانت رسالة الرئيس ابو مازن الى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والتي سلمتها إلى وزير الخارجية تارو كونو "واضحة بأننا نلتزم بالسلام العادل الذي وافقت عليه اليابان والصين وروسيا والامم المتحدة وبدون ذلك لن تسير القضية الفلسطينية في الطريق الصحيح... قلنا لهم بوضوح شديد نريد ضغطكم، نريد إجراءً شبيها باتفاق الولايات المتحدة (قبل أن تنسحب منه) مع ايران، أي خمسة زائد واحد، لأن (استفراد) امريكا واسرائيل بالفلسطينييين لوحدهم لم يعد مقبولاً". وشدد أبو ردينة، "لن نقبل بأمريكا وسيطاً وحيداً" في المفاوضات وشرحنا لكل هذه الدول هذا الموقف.

ووصف الوزير أبو ردينة اليابان بأنها "داعمة سياسياً ومالياً" للفلسطينيين، وموقفها "لن يتغير، ونحن نثق ومرتاحون جداً لعلاقتنا باليابان. اليابان من أهم الدول المانحة للشعب الفلسطيني... اليابان تصوت (لمصلحتنا) دائماً في الامم المتحدة، كما أنها صوتت على اقامة دولة فلسطينية وفق القرار 2334 الذي اعترف بأن حدود دولة فلسطين المحتلة حسب عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. وهذا حصل في شهر نوفمبر 2012 عندما فاجأت اليابان و138 دولة اعترفوا بفلسطين دولة بصفة مراقب في الجمعية العامة للامم المتحدة. هذا اهم هدف من هذه الزيارات. نحن مرتاحون جداً للموقف اليابان واليابان دولة صديقة وداعمة ولها مشاريع في الاراضي الفلسطينية وابلغونا ان الموقف الياباني لم يتغير هم مع حل الدولتين وإقامة حل عادل وشامل.

وحذر أبو ردينة "كافة الاطراف" أن الامور وصلت الى مرحلة "لايمكن السكوت عليها وعلى الجانب الاسرائيلي والامريكي ان يفهموا تماماً ان استمرار الاستهتار والاستخفاف بالفلسطينيين والعالم العربي لم يستمر".

وعما يسمى "صفقة القرن"، قال الوزير الفلسطيني نبيل أبو ردينة بأنها "صفقة العار" التي "تمس بأمن وسيادة وهوية الدول العربية. هناك تآمر على الدول العربية بأسرها، ومؤامرة على العرب أن يدفعوا أموالا بلافائدة... أن يتحملوا لجوء الشعب الفلسطيني وهنالك سيكون مساس بهوية وامن وسيادة العربي".

وقال ابو ردينة "المؤامرة كانت على الشعب الفلسطيني واصبحت الان على الدول العربية بأسرها، والمطلوب موقف عربي اسلامي ضد الاعتداء الاشامل على الشعب الفلسطيني والامة العربية من خلال دعم قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية الملتزمة بها فلسطين والامة العربية. وعلى هذه القاعدة نسير ولدينا كل الثقة بأن نجد الدعم السياسي والمالي من الامة العربية لأن الموامرة اكبر بكثير من حدود الساحة الفلسطينية. لقد تحولت المؤامرة الى تغيير هوية المنطقة وطبيعتها وتغيير هوية بعض البلدان العربية.

وعن الوضع في غزة قال الوزير الفلسطيني أبو ردينة، "نحن لم نكلف احداً بالتدخل في الشؤون الداخلية ولن نقبل احداً أن يتفاوض باسمنا. أي تدخل من اي جانب ... غير مقبول ولهذا السبب رفضنا مؤتمر المنامة ولهذا السبب لن نسمح بتمرير أي موامرة تحت عناوين انسانية. هناك قرارات بالمسامحة وعلى حماس أن تعود للشرعية وأن تعطي للدور المصري والاتفاق الذي وقع في القاهرة كل الامكانية والفرصة لتنفيذه بالكامل، الامر الذي يؤدي لوحدة الشعب ووالارض الفلسطينية وتقوية الموقف الفلسطيني والعربي ومن خلاله يتم بعض تسهيل الامور الحياتية في غزة من خلال العودة الى الشرعية والالتزام بالقوانين الدولية.

وكان الوزير نبيل أبو ردينة زار طوكيو لعدة أيام واجتمع مع وزير الخارجية الياباني تارو كونو وسلمه رسالة من الرئيس محمود عباس إلى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. (بان اورينت نيوز)



سياسة