مسيرة مليونية في المغرب تندد ``بانحياز`` بان كي مون وتؤكد ``مغربية`` الصحراء

خبير ياباني في القانون الدولي: بان كي مون نسف جهود منظمته ويشجع على الحروب

الرباط – الاثنين 14 مارس 2016
خاص إلى بان اورينت نيوز- الكاتبة نبيلة سي علي

تدفق ملايين المواطنين المغاربة أمس الأحد إلى العاصمة المغربية الرباط للتنديد بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون بعد زيارته الأخيرة للجزائر ومخيمات تندوف، والتي وصف خلالها المغرب بأنه ”البلد المحتل”، ورددوا بصوت واحد “الصحراء مغربية وستبقى مغربية”.

وحسب تقديرات وكالة الانباء المغربية فإن عدد المشاركين في هذه المسيرة بلغ حوالي ثلاثة ملايين مشارك قدموا من مختلف جهات المغرب، بما يشمل الأقاليم الصحراوية نفسها. هذا وقد اعتبر عدد من المشاركين بأن هذه المسيرة الاحتجاجية مسيرة خضراء ثانية على نمط المسيرة الخضراء الأولى التي نظمها المغرب عام 1975 على إثر انسحاب اسبانيا من الإقليم الصحراوي.

وحسب مراقبين فإن بالرغم من أن الدعوات التي وجّهت للمشاركة في المسيرة من الأحزاب السياسية والنقابات وهيئات المجتمع المدني للتنديد بالانزلاقات اللفظية للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول الصحراء ، حُدّدت لها الساعة العاشرة صباحا، إلا أن آلاف المغاربة التحقوا بعاصمة المملكة قبل هذا الموعد بساعات؛ الأمر الذي جعل بدايتها الفعلية حوالي الثامنة صباحا.

وفي تعليق خاص إلى بان اورينت نيوز، صرح السيد ماتسموتو شوجي، الخبير القانوني وأستاذ القانون الدولي في جامعة سابورو غاكوين- بأن رحلة بان كيمون لمخيمات تندوف رافقته عدة أخطاء تتضارب مع موقف مجلس الأمن، وتنسف كل الجهود الأممية التي راكمتها المنظمة الأممية في تدبير ملف الصحراء منذ 2006.

وأضاف الخبير الياباني ماتسموتو شوجي بأن قبول الأمين العام للأمم المتحدة استقبال أعضاء البوليساريو بوجود راية الدولة الصحراوية غير المعترف بها من طرف الأمم المتحدة، يعتبر خطأً فادحاً، هذا على علاوة على أن توصيفه لوجود المغرب على الإقليم الصحراوي "بالاحتلال"، يتناقض مع أهداف زيارته التي تدخل ضمن توجيهات مجلس الامن بتسهيل عملية التفاوض بين المغرب و جبهة البوليساريو الانفصالية.

ونوه الخبير الياباني ماتسموتو بأن اللغة التي استخدمها أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون تجاه المغرب تعتبر "عدوانا" في القانون الدولي على دولة ذات سيادة. يضاف إلى هذا فإن قيام بان كي مون بزيارة منطقة "بير الحلو" المتنازع عليها والمشمولة بقرار وقف إطلاق نار برفقة قيادات البوليساريو، يعد بمثابة تشجيع على الحرب من قبل الأمين العام للأمم المتحدة" يضيف الخبير الياباني.

وكانت الحكومة المغربية قد أصدرت بيانا استغربت فيه "بذهول أن الأمين العام استعمل عبارة (احتلال) لوصف استرجاع المغرب لوحدته الترابية"، معتبرة أن ذلك "يتناقض بشدة مع القاموس الذي دأبت الأمم المتحدة على استخدامه فيما يتعلق بالصحراء المغربية"، وأن "استعمال هذا التوصيف ليس له سند سياسي أو قانوني ويشكل إهانة بالنسبة للحكومة وللشعب المغربيين".
وسجلت الحكومة المغربية في بلاغ لها اندهاشها الكبير من "الانزلاقات اللفظية وفرض الأمر الواقع والمحاباة غير المبررة للأمين العام الأممي السيد بان كي مون خلال زيارته الأخيرة للمنطقة".
وأكدت أن هذه التصريحات غير ملائمة سياسيا، وغير مسبوقة في تاريخ أسلافه ومخالفة لقرارات مجلس الأمن، كما أنها مسيئة وتمس بمشاعر الشعب المغربي قاطبة.

واتهمت الحكومة المغربية الأمين العام بالتخلي عن حياده وموضوعيته وعن عدم انحيازه، وأنه عبر بشكل صريح عن تساهل مدان مع دولة وهمية تفتقد لكل المقومات، بدون تراب ولا سكان ولا علم معترف به.
وأفادت أن الأمين العام الأممي "استسلم لابتزاز الأطراف الأخرى من خلال فرض أمر واقع في خرق للالتزامات والضمانات المقدمة للمغرب من قبل أقرب مساعديه بالوقوف في وجه أي استغلال لتنقلاته".

نبيلة سي علي: صحفية مغربية مقيمة في الرباط

بان اورينت نيوز



سياسة