سنة كبيسة في الحب.. الروائي السوداني أمير تاج السر يتحدث إلى الفاتح ميرغني

الأربعاء 23 يوليو 2015 / بان اورينت نيوز

طبيب بالمهنة وروائي بالفطرة .. رَفدَ المكتبة العربية بأكثر من عشرين عملاً روائياً، تُرْجِِم العديد منها إلى لغات عالمية، وشاركَ في العديد من الفعاليات، كما ترأس فعالية "اقرأ" في الكويت، قرَضَ الشعر ولكن الرواية أسَرَتْهُ وسكنتْ وجدانه .. حاز على العديد من الجوائز، ومن بينها جائزة كتارا للرواية العربية عن رواية "366".

بان اورينت نيوز/ في البداية نتقدم لك بخالص التهاني والتبريكات على الفوز بجائزة كتارا للرواية العربية، وهي جائزة كبيرة من حيث مردودها المادي والاعلامي، لكن بعض النقاد يرى بأن الجوائز قد تشكل ضغطاً على المنتوج الابداعي للكاتب، بينما يرى آخرون بأنها تحفّز الكاتب على المزيد من العطاء والابداع. كيف تنظر لهذه الجائزة؟

الروائي أمير تاج السر/ الجوائز في حد ذاتها لا ينبغي أن تكون غاية أو هدفاً يسعى إليه الكاتب في حياته الكتابية، فالهم الأساسي هو الإبداع، وإبداء وجهات النظر في الحياة والمجتمع والسياسة والاقتصاد وكل شيء عبر النصوص الروائية، لكن إن حدث وجاءت جائزة لنص ما، فهي بلا شك تزيد من حجم الرضا لدى الكاتب عن نصه، وعن وقته الذي تم تقديره، بمعنى أن الجوائز حوافز للإبداع، ومكافآت له، ذلك إن تم منحها لمن يستحق بعيدا عن العلاقات والمجاملات، وطوال تاريخي الكتابي لم أحصل على جائزة، في الحقيقة أنا لم أكن أتقدم لأي جائزة باستثناء جائزة البوكر العربية، وكنت وصلت فيها من قبل للقائمة القصيرة، ومرة أخرى للقصيرة، وساعدت كثيرا في انتشار أعمالي. مشكلة التعاطي مع الجوائز، ليس عربياً فقط وإنما حتى عالمياً، على أنها صك المرور للكتاب الذي تمنح له، وأول ما يأتي في تعريف الكاتب: إنه حاصل على جوائز، الناس تقرأ بكثافة تلك الكتب الحاصلة على جوائز وتهمل كتباً عظيمة لأنها لم تحصل على جوائز وربما لم يتقدم أصحابها أصلا لنيل جوائز.

بان اورينت نيوز/ كتبت الشعر ولكنك انتهيت بكتابة الرواية. لماذا؟

الروائي أمير تاج السر/ هذا السؤال أجبتُ عليه كثيرا، ودائما إجابتي أنني كنت أحس بأنني عازف وسط فرقة كبيرة، أثناء كتابتي الشعر، بمعنى أنني وصلت في الشعر إلى درجة بعيدة من التجويد لكن كان من الصعوبة أن أتميز بصوتي فيه، بعكس الرواية التي ومن أول عمل لي وهو رواية: كرمكول، كنت أملك طريقتي، إضافة إلى أنني حكاء بطبعي، وأختزن الحكايات لأرويها بعد إضافة شيء من الخيال أثناء طفولتي ومراهقتي وحتى قصيدتي كانت مليئة بالحكي، وبالتالي كانت الرواية تناسبني جداً. بالتأكيد وجدت تشجيعا من بعض الكتاب العظماء في مصر، وكانت المحصلة أنني الآن مدرج من ضمن الروائيين ولي أعمال كثيرة تحمل أفكاراً مختلفة، كتبها على مدى سنوات، وترجم منها الكثير للغات أخرى، وأشارك في مؤتمرات الكتابة والقراءة بهذه الصفة.

بان اورينت نيوز/ احدَثتْ قصيدة النثر هزة وسجالاً في المشهد الابداعي الشعري في العالم العربي. أنت كشاعر ما هو رأيك في ذلك؟


الروائي أمير تاج السر/ طبعا لستُ شاعرا الآن بمعنى ممارسة كتابة الشعر بانتظام، لكن أعتقد شخصيا أن المسألة السجالية قد انتهت، أو لم تعد تحظى بأي أهمية، فالذين يؤيدون القصيدة العامودية موجودون، والذين يويدون شعر التفعيلة موجودون، وتأتي قصيدة النثر كصفة تميز شعراء هذا العصر ولها جمالياتها بكل تأكيد وفيها شعراء كبار أقدرهم جداً، وأستمتع بما يكتبون، ولي شخصياً مقاطع في روايات يمكن أن تكون قصائد منثورة.

بان اورينت نيوز/ من هو أكثر الشعراء قربى إلى وجدانك؟

الروائي أمير تاج السر/ من القدامى ما زلتُ مولعاً بأبي الطيب المتنبي، وأعود لشعره من حين لآخر، وبالنسبة للمحدثين، أحب شعراء كثيرين كتبوا شعر التفعيلة، وقصيدة النثر، لكن علاقتي الشعرية والإنسانية بالشاعر المصري العظيم محمد سليمان وأنني كنت متأثرا به في بداياتي الشعرية تجعله موجودا بكتبه دائما معي، أنا مغرم بقصيدة سليمان، وتدهشني التفاصيل التي يستطيع أن يكتبها فيها، أيضا يوجد عبد المنعم رمضان، كشاعر مدهش ومتفرد، ويوجد عبد المقصود عبد الكريم، ومحمد عيد إبراهيم، ومحمد حربي، وصلاح فائق، ويوجد في السودان النور عثمان، ومصطفى سند، وآخرون لا يمكن ذكرهم جميعا. يمكنني أ ن أقول أنني أحب كل شعر جميل أعثر عليه.

بان اورينت نيوز/ على العكس من مجال الشعر،هناك من يقول أن المنتوج الابداعي السوداني في مجال الرواية لا يزال شحيحاً. ما هو تفسير الدكتور امير تاج السر لذلك؟

الروائي أمير تاج السر/ من قال ذلك؟ أنا برغم بعدي عن الوطن وعدم متابعتي الدقيقة، إلا أنني أعرف يقينا أن هناك كتاباً وكاتبات ظهروا في السنوات الأخيرة، ونشروا بإمكانيات محدودة، الناس في السودان مبدعون ويحتاجون فقط للدعم حتى تنتشر أعمالهم، ولحسن الحظ هناك دور نشر عديدة، بدأت تلتفت للسودان، هذه الأيام، وقريبا ستجد أسماء عديدة، متوفرة في مجال الكتابة العربية.

بان اورينت نيوز/ اثير جدل كثيف حول رواية "شوق الدرويش" للكاتب حمور زيادة، حيث رأى البعض أنه تحامل على الثورة المهدية، فيما رأى البعض الآخر أن الرواية كانت حيادية وينبغي ألا ينظر لها خارج سياقها السردي أو بعيون ايدلوجية. ما هو رأيك في ذلك؟

الروائي أمير تاج السر/ الرواية كعمل فني لا تتبع التاريخ المكتوب عادة، هناك فقرات قد تكون تاريخية وفقرات تأتي من الخيال، والرواية التي تتبع التاريخ بلا أي خيال، لا تعتبر رواية وإنما صياغة للتاريخ، وتأتي كتب المذكرات أيضا لتأتي فكرة عن فترة تاريخية ما، مثل كتاب: مذكرات كاتب الشونة الذي يتحدث عن فترة تاريخية. رأيي أن شوق الدرويش رواية جيدة، وينبغي أن تقرأ بعيدا عن أي فهم واقعي أو إديولوجي، عموماً نحتاج لسنوات من التدريب لنستطيع تذوق الأعمال الابداعية بعيدا عن الأهواء الشخصية.

بان اورينت نيوز/ ما هو تشخيصك لحال الرواية في العالم العربي حاليا؟

الروائي أمير تاج السر/ الرواية أصبحت مشكلة فعلاً لكثرة كتابها، وكثرة دور النشر التي تتقاضى مبالغ مالية لتنشر أي شيء بوصفه رواية، وتمنح الكاتب غير الموهوب يوماً مميزاً في معرض للكتاب ليأتي ويوقع كتابه لأصدقاء لا خبرة لهم بقراءة الروايات. هذا هو الواقع مع الأسف، وفي نفس الوقت يظهر كتاب موهوبون ولا يعرفهم أحد بسبب صعوبة العثور عليهم وسط هذا الضجيج. أقترح أن تكثف الدورات والورش الإبداعية لمن أراد أن يكتب حتى نكسب كاتباً بدلا من هذه الخسارات المتوالية.

بان اورينت نيوز/ هناك من يقول أن العالم العربي يعيد انتاج ابداعه بمثلما يعيد انتاج ازماته. هل تتفق مع هذه المقولة؟

الروائي أمير تاج السر/ لم أسمع بها حقيقة، ولا أظنني سأتفق معها، فما معنى إعادة إنتاج الإبداع؟، بالنسبة لي لا تعني شيئا.

بان اورينت نيوز/ كتبت العديد من الروايات ولكنك في بعض الاحيان عدّلت عناوين بعضها، وفي ذهني على سبيل المثال رواية "366" الفائزة بجائزة كتارا، وقد كان اسمها في البداية "رسائل المرحوم إلى حبيبته أسماء". لماذا غيرت ذلك العنوان؟

الروائي أمير تاج السر/ في الحقيقة معظم أعمالي تأتي بعناوينها معها أثناء الكتابة، وبعض الأعمال تأتي بعناوين مبدئية، قابلة للتغيير بينما أخرى تأتي بعناوين ثابتة. ٣٦٦ كان اسمها رسائل المرحوم، بناء على الواقع الذي استوحيتُ منه القصة، لكن حين انتهيت من الكتابة الأولى، أضفت السنة الكبيسة إلى النص، خطر لي أنه اسم جاذب ومميز وأكثر وقعاً من رسائل المرحوم فاستخدمته، ونجحت الرواية الحمد لله.

بان اورينت نيوز/ ما هي معايير الرواية الجيدة بالنسبة للروائي امير تاج السر؟

الروائي أمير تاج السر/ طبعاً المعايير تختلف من كاتب لآخر، شخصياً أعتبر الرواية جيدة حين يبهرني خيال الكاتب، وتبهرني لغته، وأجد كمية كبيرة من البذور السحرية، وطبعا الفكرة والموضوع مهمين لكن ليس بأهمية ما ذكرته، ولذلك حافظت على عشقي لكتاب أمريكا اللاتينية، والكتاب الإسبان، ودائما ما أعتبر نفسي قريبا من الأدب الإسباني.

بان اورينت نيوز/ يقول الروائي الايطالي أمبرتو ايكو:" حينما نبتكر شخصية روائية، فنحن بشكل ما نسبغ عليها بعض جوانب حياتنا الخاصة. إلى أي مدى تتفق أو تختلف مع هذه المقولة ؟


الروائي أمير تاج السر/ ليس أي شخصية بالطبع ولكن تلك التي يريد لها الكاتب موقعاً ريادياً داخل النص الذي كتبه، هذا الكلام ينطبق على روايات بعينها، تلك التي تلامس السيرة الذاتية للمؤلف، ولكن ليس كل الروايات كذلك، لديك مثلا رواية: "قصة عن الحب والظلام" لعاموس عوز، الكاتب اليهودي، فهي بلا شك قصة حياته وإن جاءت في قالب روائي مذهل بفنياته.

بان اورينت نيوز/ تعتبر كل من رواية "مهر الصياح" و"رعشات الجنوب" من أكثر الروايات قربى إلى نفسك. ما الذي ميزهما عن سائر رواياتك الاخرى، بما فيها رواية 366 الفائزة بالجائزة؟

الروائي أمير تاج السر/ مهر الصياح ملحمة كتبتُ فيها سيرة القهر على مدى الأزمنة كما أراها، إنها تحتوي على تجربة في السرد، اجتمع فيها الماضي والحاضر، المثيولوجي والأسطوري، وفيها مجتمع ناضج ومتماسك، هكذا أعتبرها الأهم والأكمل من ناحية الجهد المبذول، ثم تأتي توترات القبطي التي كتبت فيها عن التطرف، والثورات التي تؤدي للخراب، واستوحيتها من مذكرات يوسف ميخائيل، ورعشات الجنوب عمل يلامس تاريخ الجنوب وما فيه من توتر بخصوص الشمال، هكذا، لكن كل عمل لي فيه فكرة ما وصياغة مختلفة، وبالتالي كل أعمالي جزء من تجربتي الكتابية، وأقدرها جدا.

بان اورينت نيوز/ يا ترى ما هو سر تعلق الروائي أمير تاج السر بالارقام في عناوين بعض الرويات مثل 366 وايبولا 76؟

الروائي أمير تاج السر/ ليس تعلقاً ولكن هكذا تأتي العناوين أحيانا. إيبولا٧٦، كانت عن انتشار مرض إيبولا في الكونغو وجنوب السودان في هبته الأولى عام ١٩٧٦، والعنوان مستوحى من ذلك، و٣٦٦ ذكرت لك أنه عنوان راقني لأصف به سنة كبيسة في الحب.

بان اورينت نيوز/ الممثل السينمائي عندما ينتهي من الفيلم يسعى للخروج من الشخصية التي تقمصها ونفس الامر ينطبق على الكاتب. كيف تخرج في العادة من شخصيات الرواية ؟

الروائي أمير تاج السر/ بمجرد أن أرسل كتابي لدار النشر، أخرج منه بالقراءة واكتساب معرفة جديدة، أو التفرغ لامور حياتي التي كانت مؤجلة أثناء الكتابة. حين أرسل الكتاب، هذا يعني أنني انتهيت منه نهائياً ولن أراجعه مرة أخرى.

بان اورينت نيوز/ يرى البعض ومن بينهم أمبرتو ايكو ضرورة وجود تغبيش أو "عمى روائي" Blurring في متن الرواية لأشراك القارئ وشحذ خياله. هل يصطنع الكاتب هذه المنطقة في المساحات السردية أم انها تأتي بصورة تلقائية في بنية النص؟

الروائي أمير تاج السر/ أعتقد أن معظم الكتاب يصنعون الإثارة والتشويق ويصنعون المعضلات أيضاً، وهذا شيء لا غبار عليه، الكتابة التلقائية تحتمل كثيرا من الأشياء، لكن تحتاج أحيانا لتدخل الكاتب من أجل حسم بعض الأمور.

الروائي أمير تاج السر/ هناك العديد من الروايات التي تعرضت للحظر مثل: "عشيق الليدي شاترلي" للكاتب البريطاني ديفيد هربرت لورانس، ورواية "الجنغو مسامير الارض" للروائي السوداني عبد العزيز بركة ساكن. ما رأيك ككاتب في مسألة الرقابة القبلية أو "سنسرة" العمل الابداعي من حيث المبدأ، وهل تؤمن بضرورة وجود جهات رقابية أم أن ضمير الكاتب وحده يكفي للقيام بدور الرقيب؟

الروائي أمير تاج السر/ أنا شخصياً ضد مصادرة الكتب في أي مكان، وضد أن يفرض علي الرقيب ماذا أقرأ وماذا لا أقرأ، "السنسرة" نوع من الوصاية، وفي هذا الزمن بالذات مهما كثفت الرقابة فالناس يحصلون على ما يريدون، عن طريق وسائل الاتصال الحديثة. وبلا شك أن الكاتب حين ينشر كتابه يكون مسؤولاً عما بداخله. لي تحفظ واحد فقط، وهو الأعمال التي تمس المقدسات، هذه ينبغي على الكاتب مراجعة نفسه قبل أن يخوض في أمر كهذا.

بان اورينت نيوز/ كتبتَ رواية "ايبولا 76". ومن العنوان بدى لي أن مهنة الطب حاضرة، حتى وإن توارت خلف النصوص الإبداعية. وهذا يقودنا للحديث عن بعض المسائل. فهناك من يقول إن فيروس "ايبولا" وفيروس "إتش آي في" عبارة عن فيروسات مخلّقة هندسيا، أي نتاج تجارب هندسة وراثية في سياق الحرب البيولوجية. ما هو تعليقك على ذلك؟

الروائي أمير تاج السر/ ربما لكن لا دليل على ذلك، فيروس إيبولا ليس جديداً وقد غزا أفريقيا عام ١٩٧٦ كما ذكرت في روايتي، ثم عاد واختفى ليعود في العام الماضي، ويختفي أيضاً، هناك فيروسات تظهر من حين لآخر وتختفي، وهذا من طبع الفيروسات.

بان اورينت نيوز/ في كل عام أو عقد من الزمان تستشري في الغرب قضية تشغل الرأى العام ردحا من الزمان. تشغلني منذ فترة مسألة "القتل الرحيم" من منطلقات انسانية، حسب رأى البعض. أنت كطبيب، ما هو رأيك في هذه القضية؟

الروائي أمير تاج السر/ أعتقد أن القضية حُسِمَتْ في كثير من البلدان، وهي عدم إطالة عذاب من لن يعيش طويلا، لا أعرف لكني أتابع دراستي للطب، فعادة لا يتم إنعاش بعض الناس بناء على معطيات معينة يعرفها الطبيب.

بان اورينت نيوز/ كتب الناقد عبده وازن في صحيفة الحياة مقالاً نقدياً حول روايتك الأخيرة "طقس" حيث وصفك فيها بالوقوع في فخ " التسرع" على حد تعبيره. ما ردك على ذلك؟

الروائي أمير تاج السر/ لا أهتم بمثل هذا الكلام، ومن العيب أن يقال عن كاتب في تاريخي بأنه تسرع، هذه الكتابات كثيرة ولا ألتفت أو أعلق عليها عادة.

بان اورينت نيوز/ يقال إن اختيار العنوان هو نصف الرواية بمثلما أن الخطاب هو نصف المشاهدة. كيف تختار عناوين رواياتك؟

الروائي أمير تاج السر/ معظم العناوين تأتي مع النص أثناء كتابته الأولى أو الأخيرة، وشخصياً لا أعاني في اختيار العناوين، ودائما ما أجدها مناسبة لجو العمل، ومن النادر أن أغير عنوان نص بعد انتهائه، كما حدث في ٣٦٦.

الروائي أمير تاج السر/ هل تطمح للفوز بجائزة نوبل في الأدب؟

الروائي أمير تاج السر/ لم لا؟، لقد قدمت أعمالا كثيرة ومتنوعة، وبعضها ترجم لعدة لغات، لن أكذب عليك وأقول بأني لا أريدها.

بان اورينت نيوز/ الدكتور الروائي امير تاج السر. شكرا جزيلا على اتاحة الفرصة للحوار.


الصورة: الروائي أمير تاج السر

بان اورينت نيوز
جميع الحقوق محفوظة



لقاء خاص