لاس فيغاس ساندز تتخلى عن مشروع كازينو اليابان بميزانية 10 مليار دولار
صالة (باتشينكو في اليابان)
طوكيو- الخميس 14 مايو 2020 / بان اورينت نيوز
بقلم أحمد علي (محرر في بان اورينت نيوز)
قررت شركة لاس فيغاس ساندز، أكبر شركة كازينو في العالم، الانسحاب من مشروع بميزانية 10 مليار دولار كان مقرراً أن تحصل بموجبه على ترخيص في اليابان لإقامة كازينوهات ضمن خطة الحكومة اليابانية لبناء منتجعات قمار وسياحة على المدى الطويل.
وجاء القرار الذي سربته وكالة بلومبيرغ نتيجة اعتراض إدارة الشركة على بعض شروط تشريعات الكازينو في اليابان التي اعتبرتها عقبات تحد من الأرباح وأهمه حق السلطات اليابانية في تغيير شروط العقد.
ورغم أن انسحاب ساندز يعد بنظر محللين انتكاسة لرئيس الوزراء شينزو آبي، الذي تبنى مشروع بناء الكازينوهات لماوصفه بتعزيز الاقتصاد الياباني من خلال التركيز على السياحة، فإن يوشيهيدي سوغا، وزير شؤون الحكومة الياباني، رفض التعليق على قرار ساندز في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، وقال لاتغيير في الموعد المحدد لبناء منتجعات الكازينو.
وقد صادق البرلمان الياباني على تشريعات ذات صلة في عام 2016 لافتتاح ثلاثة منتجعات، وتوقع المحللون أن السوق قد تتجاوز 20 مليار دولار سنوياً، ممّا يجعلها ثاني أكبر سوق في آسيا بعد ماكاو. لكن أصبحت الشركات المستثمرة أقل اهتماماً وسط الظروف السلبية المتعلقة بالمشروع ومنها عدم شعبية الكازينوهات لدى الشعب الياباني، حيث عارضتها غالبية السكان. كما تضررت سمعة القطاع بشدة بعد اعتقال واتهام نائب من الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في ديسمبر الماضي للاشتباه في تلقيه رشاوى ضخمة من شركة صينية تسعى للاستثمار في قطاع الكازينو.
بالإضافة، أشارت تسريبات صحفية إلى أن بناء المنتجع قد يستغرق خمس سنوات، وهذا يعني فإن امتيازاً مدته 10 سنوات ليس كافياً لكسب عائد جيد على هذا الحجم من الاستثمار ولاسيما مع ارتفاع أسعار الأراضي ونفقات العمالة في اليابان وعدم رغبة المصارف في إقراض أكثر من نصف تكلفة البناء.
وزاد الطين بلةً على المستثمرين منظومة ضرائب يابانية شديدة بنسبة 30% على إيرادات القمار ومعدل ضريبة على الشركات المستثمرة بنسبة 31%.
ولايقتصر الأمر على هذا حيث تعهدت الحكومة بأن تقيد زيارة المواطنين اليابانيين للمنتجعات والكازينوهات وعدم تكرارها، وفرض رسوم دخول تبلغ حوالي 55 دولار في اليوم. كما تتضمن الشروط اليابانية الشديدة فرض ضرائب على أرباح المقامرين الأجانب.
وكانت بعض احزاب المعارضة ومنظمات شعبية نددت بمشروع آبي لتأسيس كازينوهات في اليابان واعتبرته خطراً على تناغم المجتمع الياباني وتهديداً لتماسك العائلات والطبقة الوسطى بشكل خاص. لكن بعض المؤيدين قالوا بأن صالات مايسمى "باتشينكو" المنتشرة في اليابان، هي قمار من حيث المبدأ ومرخص لها ويرتادها عدد كبير من اليابانيين في جميع أنحاء البلاد.
وحاولت شركة ساندز، التي سوف تغلق مكتبها في اليابان حسب بلومبيرغ، تغيير هذه الشروط على المستويين المحلي والوطني من خلال سعي مستمر لعدة سنوات لكنها خلصت في النهاية إلى أن ذلك لن يحدث وقررت الإنسحاب فيما يثير الغيوم فوق خطة رئيس الوزراء شينزو آبي لبناء كازينوهات.
وتضاف هذه النكسة إلى أخبار سيئة تواجه رئيس الوزراء آبي في تحقيق أهم طموحاته وهي استضافة اولمبياد طوكيو التي تزداد الشكوك بعقدها في العام المقبل، وتعديل الدستور الياباني الذي لم يعد ممكنا على الأقل حالياً في ظل الأزمة الخطيرة التي تواجه اليابان والعالم بسبب فيروس كورونا بحيث وضعت الحكومات معظم المشاريع التي لاتتعلق بمسألة الحياة والموت على الرف.
أحمد علي محرر في بان اورينت نيوز