النص الكامل لمرافعة كارلوس غصن دفاعاً عن نفسه أمام محكمة طوكيو
رسم تصويري لغصن في المحاكمة
طوكيو- الثلاثاء 8 يناير 2019 / بان اورينت نيوز/
فيما يلي النص الكامل للمرافعة التي القاها كارلوس غصن الرئيس السابق لشركة نيسان اليابانية في معرض دفاعه عن نفسه في أول ظهور له أمام محكمة طوكيو يوم الثلاثاء (8 يناير). وقد أوقفت النيابة العامة في طوكيو غصن في 19 نوفمبر ومددت توقيفه لغاية 11 يناير الجاري بتهمة مخالفات مالية وخيانة ثقة شركة نيسان. وحصلت بان اورينت نيوز على نص المرافعة من فريق الدفاع الخاص بغصن بقيادة المحامي موتوناري أوتسورو الذي قال بأن جلسة المحكمة كانت بناء على طلب الدفاع لتوضيح أسباب اعتقاله لعدم وجود سبب للاعتقال برأيهم.
حضرة القاضي
أنا ممتن لإتاحة الفرصة لي أخيراً للتحدث علانية. أتطلع إلى البدء في عملية الدفاع عن نفسي ضد الاتهامات الموجهة إليّ. أولاً، اسمح لي بالقول إن حبي وتقديري لشركة نيسان أصيلين. وأؤمن بشدة أنني في جميع الجهود التي بذلتها نيابة عن الشركة، تصرّفت بشكل مشرّف وقانوني وبمعرفة وموافقة المسؤولين التنفيذيين المناسبين داخل الشركة- بهدف وحيد ألا وهو دعم وتعزيز شركة نيسان، والمساعدة في استعادة مكانتها كواحدة من أرقى وأشهر الشركات في اليابان. والآن أود أن أتناول هذه الادعاءات.
1. عقود العملات الأجنبية الآجلة
عندما بدأت العمل مع شركة نيسان للمرة الأولى وانتقلت إلى اليابان قبل 20 سنة تقريباً، رغبت أن أتقاضى راتبي بالدولار الأمريكي، ولكن قيل لي أن ذلك لم يكن ممكناً وحصلت على عقد عمل يشترط أن أحصل على رواتبي بالين الياباني. وكان لدي شعور بالقلق إزاء تقلب الين بالنسبة إلى الدولار الأمريكي. أنا أتعامل بالدولار- يعيش أولادي في الولايات المتحدة، ولديّ روابط قوية مع لبنان، الذي سعر صرف عملته ثابت مقابل الدولار الأمريكي. وأردت أن يكون لدي القدرة على التنبؤ في حجم دخلي من أجل مساعدتي في رعاية عائلتي.
ولمعالجة هذه القضية، دخلت في عقود شراء عملات أجنبية آجلة طوال فترة خدمتي في شركة نيسان، ابتداء من عام 2002. واثنان من هذه العقود قيد النظر في هذه الدعوى القضائية. تم توقيع واحد في عام 2006، عندما كان سعر سهم شركة نيسان حوالي 1500 ين، وكان سعر الين مقابل الدولار حوالي 118. وتم توقيع العقد الآخر في عام 2007، عندما كان سعر سهم شركة نيسان حوالي 1400 ين وكان سعر صرف الين مقابل الدولار حول 114.
لقد تسببت الأزمة المالية بين عامي 2008 و2009 في انخفاض سعر سهم شركة نيسان إلى 400 ين في أكتوبر 2008 وإلى 250 ين في فبراير 2009 (بانخفاض بأكثر من 80% عن ذروته) وانخفض سعر صرف الين مقابل الدولار إلى أقل من 80. وكانت عاصفة مثالية لم يتوقعها أحد. وتم تجميد النظام المصرفي بأكمله، وطلب المصرف زيادة فورية في قيمة ضماناتي للعقود، التي لم أستطع الوفاء بها بمفردي. فكنت أمام خيارين قاسيين:
1. أن أستقيل من شركة نيسان، بحيث أتمكن من الحصول على تعويضاتي التقاعدية، التي يمكنني استخدامها بعد ذلك لتوفير الضمانات اللازمة للعقود. ولكن التزاماتي الأخلاقية بشركة نيسان لم تسمح لي بالتنحي خلال تلك الفترة الحاسمة، القبطان لا يقفز من السفينة في خضم العاصفة.
2. أن أطلب من شركة نيسان أن تتولى الضمانات مؤقتاً، طالما أنه لا يترتب على ذلك أي تكلفة للشركة، بينما أكون قد جمعت ضمانات من مصادري الأخرى.
فاخترت الخيار الثاني. حولت العقود الآجلة لشراء العملات الأجنبية مرة أخرى إليّ دون تحميل نيسان أي خسارة.
2. (E) (الشخص السعودي خالد الجفالي)
كان (الشخص) E (خالد الجفالي) داعماً وشريكاً لشركة نيسان لوقت طويل. وخلال فترة صعبة للغاية، ساعدت الشركة دي (D) (شركة الجفالي) شركة نيسان في الحصول على التمويل وساعدت نيسان على حل مشكلة معقدة تتعلق بموزع محلي- في الواقع، ساعد E (الجفالي) شركة نيسان في إعادة هيكلة الموزعين المتعثرين في جميع أنحاء منطقة الخليج، ما مكّن نيسان من التنافس بشكل أفضل مع منافسيها مثل شركة تويوتا، التي كانت تتفوق في الأداء على شركة نيسان. كما ساعد الجفالي شركة نيسان في التفاوض على تطوير مصنع للشركة في المملكة العربية السعودية، وتنظيم اجتماعات عالية المستوى مع مسؤولين سعوديين.
وتم تعويض الشركة D (شركة الجفالي) بشكل مناسب - تم الكشف عن المبلغ والموافقة عليه من قبل المسؤولين المعنيين في نيسان مقابل هذه الخدمات الهامة التي استفادت منها شركة نيسان بشكل كبير.
3. مزاعم انتهاك قانون الأدوات المالية والعملات الأجنبية (The FIEL Allegations )
سعت أربع شركات كبرى إلى إقناعي بالعمل معها بينما كنت الرئيس التنفيذي لشركة نيسان، بما في ذلك شركة فورد (من قبل بيل فورد) وشركة جنرال موتورز (من قبل ستيف راتنر، قيصر قطاع تالسيارات في ذلك الوقت في عهد الرئيس باراك أوباما). ورغم أن عروضهم كانت جذابة للغاية، إلا أن ضميري لم يسمح لي بالتخلي عن شركة نيسان بينما كنا في منتصف مرحلة التحسن. نيسان شركة يابانية متميزة أهتم بها بعمق. ورغم أنني اخترت عدم قبول الفرص الأخرى، احتفظت بسجل عن تعويض السوق عن دوري، الذي عرضته علي تلك الشركات إذا قبلت عروض العمل لديها. وكان هذا معياراً داخلياً احتفظت به كمرجع مستقبلي، ولم يكن له أي تأثير قانوني، ولم أتشارك به مع المدراء، ولم يمثل أبداً أي نوع من التعهد الملزم. وفي الواقع، المقترحات المختلفة للخدمات غير التنافسية والاستشارية بعد التقاعد التي قدمها بعض أعضاء مجلس الإدارة لم تعكس أو تشر إلى حساباتي الداخلية، ما يظهر طبيعتها الافتراضية وغير الملزمة.
وعلى عكس الاتهامات التي وجهها الادعاء العام، لم أتلق أي تعويض من شركة نيسان إلا وتم الإفصاح عنه، كما أنني لم أدخل في أي عقد ملزم مع شركة نيسان لدفع مبلغ ثابت إلا وتم الإفصاح عنه. وعلاوة على ذلك، فهمت أن أي مقترحات أولية لتعويضات ما بعد التقاعد قد تمت مراجعتها من قبل المحامين في الشركة وخارجها، ما يدل على أنه ليس لدي أي نية لانتهاك القانون. وبالنسبة لي، الاختبار هو "اختبار الموت": إذا مت اليوم، هل يمكن لورثتي أن يطلبوا من شركة نيسان دفع أي شيء آخر غير بدل التقاعد؟ الجواب هو "لا" بشكل لا لبس فيه.
4. المساهمة في نيسان
كرّستُ عقدين من حياتي لإحياء شركة نيسان وبناء التحالف. وعملت على تحقيق هذه الأهداف ليلاً ونهاراً، على الأرض وفي الجو، واقفاً جنباً إلى جنب مع موظفي شركة نيسان الدؤوبين في جميع أنحاء العالم، لخلق قيمة. وكانت ثمار عملنا استثنائية.
· حوّلنا نيسان، بنقلها من شركة مثقلة بديون تبلغ نحو تريليوني ين في عام 1999 إلى شركة تملك سيولة تبلغ 1.8 تريليون ين في نهاية عام 2006، ومن 2.5 مليون سيارة بيعت في عام 1999 بخسائر كبيرة إلى بيع 5.8 مليون سيارة بشكل مربح في عام 2016. وتضاعفت قاعدة أصول شركة نيسان ثلاث مرات خلال هذه الفترة.
· وشاهدنا:
- إحياء السيارات المميزة مثل فيرليدي زد (Fairlady Z) ونيسان جي- تي آر Nissan G-TR.
- دخول شركة نيسان على المستوى الصناعي إلى ووهون في الصين، سان بطرسبورغ في روسيا، تشيناي في الهند وريزندي في البرازيل
- الريادة في سوق شاملة للسيارات الكهربائية مع طرح سيارة ليف Leaf
- إطلاق السيارات الذاتية القيادة
- إدخال شركة ميتسوبيشي موتورز في التحالف،
- وأصبح التحالف مجموعة السيارات رقم واحد في العالم في عام 2017، بإنتاج أكثر من 10 ملايين سيارة سنوياً.
· وفرنا، بشكل مباشر وغير مباشر، فرص عمل لا تعد ولا تحصى في اليابان، وأعدنا تأسيس شركة نيسان كركيزة للاقتصاد الياباني.
إن هذه الإنجازات- التي تحققت بالتكاتف مع موظفي شركة نيسان في جميع أنحاء العالم - هي أعظم فرحة في حياتي، إلى جانب عائلتي.
5. الخلاصة
سيدي القاضي، أنا بريء من الاتهامات الموجهة ضدّي. لطالما تصرفت بنزاهة ولم أتهم أبداً بارتكاب أي خطأ خلال مسيرتي المهنية الممتدة لعدة عقود من الزمن. لقد اتُهمت خطأً واعتقلت ظلماً استناداً إلى اتهامات لا سند لها ولا أساس لها من الصحة.
شكراً حضرة القاضي لاستماعكم لي.
ترجمة أحمد علي- محرر في بان اورينت نيوز
حقوق النشر محفوظة ولايسمح بالنسخ واللصق