الخلط بين المنجمين والفلكيين مستمر لمعرفة المستقبل العربي
نيودلهي- الإثنين 6 يناير 2014 – ندى الأزهري
خاص إلى بان اورينت نيوز
باتت تنبؤات العام الجديد مصدر رزق لعديدين في العالم العربي من هؤلاء الذين يفضّلون الآن أن يطلق عليهم لقب " فلكيون" بدلا من "منجمين" بغية اقناع المتتبعين لهم "بعلميّة" تنبؤاتهم.
ويصف الخبراء المُنَجِم بأنه شخص يتميز بخيال واسع وقدرة مدهشة على التصور والإستنتاج من خلال اسقاط حقائق فلكية على أمور قد لايكون لها علاقة لها بعلم الفلك. بينما يعمل الفلكي حصرياً في مجال الفلك وعلم النجوم ودراستها وتحديد توضعاتها وغير ذلك.
ورغم تأكيدات هؤلاء "الفلكيين" أنهم ليسوا "منجمين" يدعون الغيب، بل أن تكهناتهم نابعة من قواعد حسابية وخرائط فلكية، يصف البعض علاقة التنجيم بالفلك أنها "تطفل على علم وليست تفاعلاً بين علمين".
وهكذا ما أن يقترب العام حتى تتسابق وسائل الإعلام العربية لاستقبال هؤلاء رغبة منها بجذب أكبر عدد من القراء والمشاهدين، مستغلة الفضول الإنساني الأبدي لمعرفة ما سيجري سواء على الصعيد الشخصي أو العام.
وبعد أن يقدّم "الفلكي" توقعاته لكل برج مُطمْئِناً هذا ومُحَذِراً ذاك، ينتقل للمجال العام الذي بات يستقطب أكثر فأكثر "تنبؤات" هؤلاء نظرا للواقع المشتعل الذي يهيمن على معظم دول العالم العربي (ليبيا ومصر والسودان واليمن والعراق ولبنان وسورية)... ولرغبة المواطن العربي بمعرفة أي نوع من البلاء سيصيب حياته في السنة الجديدة، الموت أم الاعتقال؟ وسائل تدمير جديدة؟ أم تلك التي اعتادها من سيارات مفخخة وبراميل متفجرة؟ أسيحصل انقلاب جديد أم ثورة مضادة؟ حكومة مؤقتة أم فراغ حكومي؟ احتلال مصادر النفط أم تفجيرها؟...
ويبدو أن الإنسان العربي العادي يعرف ما سيحصل ولكنه يتعلق بقشة من أمل قد تأتي على لسان منجم، فهل ستأتي؟ لنسمع ما يقولون:
بثت قناة “أم تي في” اللبنانية أبرز توقعات ميشال حايك لعام 2013 لتثبت أن "أغلبها" قد تحقق، و"أغلبها" هذا لا يتجاوز الثلاثة من بين عشرات. وهي: عملية انتحارية في لبنان وعملية أمنية في الضاحية وتقصير ولاية مرسي. وهنا التساؤل عن أهمية الفلكي حقاً فمن هو اللبناني الذي لم يكن يتوقع، نظرا لما يحدث في سورية، أن يجري ما يجري في لبنان؟
أما في قناة إل بي سي 1 فقد تنبأت ليلى عبد اللطيف أن الأعياد ستمر على خير في لبنان. لكن لسوء حظها انفجرت سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية في اليوم التالي لرأس السنة!. وبأي حال لاجديد في أحداث 2014 الذي سيشهد المزيد من مآسي إنهيار المباني في عدة مناطق، تقول الفلكية عبد اللطيف قبل أن تطمئن اللبنانيين بالقول،“الذهاب إلى المراكز التجارية آمن وما من شيء يدعو للخوف، وما من خوف على السفارات في لبنان وحزب الله سيحمي السفارات وبخاصةٍ السعودية والمطار”.
ولكن يبدو أن العام لن يخلو من يد الارهاب التي ستطال بعض المناطق في لبنان، "وهنا فإن الجيش اللبناني سيقوم بكشف الكثير من السيارات المفخخة". وسياسياً سيظل هناك " فراغ رئاسي وحكومي"
حسب الفلكية عبد اللطيف التي ترى أن شخصية سياسية ستتعرض للاغتيال. ولكنها تبقي على فسحة للأمل إذ تطمئن لبنان البلد الذي كان سياحياً بأن "السياحة بخير في لبنان".
أما في سورية فمعارك وهجوم انتحاري ومقتل قادة ميدانيين (كالعادة) ولكن ثمة جديد، فالقطيعة "بين المعارضين السوريين وتركيا قادمة، والرئيس الأسد سيعيد الوحدة بين سوريا ومصر وثمة زيارات دبلوماسية لسوريا تمهد للانفتاح.
وتتابع عبد اللطيف توقعاتها فيأتي دور مصر حيث ستشهد القاهرة "تظاهرة تحمل صور الرئيس الاسد"، فيما سينجح عمرو موسى على الصعيد التشريعي وسينتشر الجيش المصري في سيناء ويظهر نائب مرشد من الإخوان في غزة بينما ستعم الفوضى مصر والاشتباكات بين المسلمين والأقباط
وهذا رغم أن شوارع القاهرة “تحلف” بالسيسي.. أما السوريون الموجودون في مصر فسيعودون إلى بلدهم فيما الهجرة غير الشرعية الى اوروبا ستودي بحياة الكثير من الاشخاص.
وفي تونس ستسقط الحكومة التونسية وسيتخطى الاقتصاد التونسي الخط الأحمر ويتم اغتيال معارض وسيكون الرئيس التونسي محرجاً لاول مرة، حسب تنبؤاتها.
وفي العراق ستكون هذه السنة الولاية الاخيرة للمالكي، وتغيرات على الصعيد الدبلوماسي. وفضح مخطط ارهابي كبير وغضب شعبي .
أما المملكة العربية السعودية فسترد على اطلاق القذائف على أراضيها دبلوماسياً، وسيكون لها موقف ملفت من الأزمة السورية وستنجح في قراراتها في لبنان ومصر وسوريا فيما سيحصل توتر بينها وبين اليمن والعراق لأسباب أمنية. ويبدو أن السيول والامطار ستغمر مناطق في المملكة من جديد.
وتقول توقعات عبد اللطيف بخصوص ليبيا أن الفوضى ستكبر اكثر فاكثر حتى تصبح خارج السيطرة بشكل كامل. وتحصل معارك بين الجيش الليبي وانصار الشريعة في كافة المحافظات.
فيما ستغادر البعثات الدبلوماسية الاراضي الليبية من جديد ويحصل تلوث بيئي جراء دفن نفايات في صحراء ليبيا وسيمنع تصدير النفط وسيخرج الشعب في الشوارع يطالب بسيف الاسلام رئيسا للبلاد. لكن مع كل هذا يبدو بحسب الفلكية أن ليبيا لن تقسم.
ونظرا لأهمية إيران في المنطقة وتدخلها فيها فقد أدخلت ضمن التوقعات. فها هو فيديو مصور يظهر الحرس الثوري الايراني في سوريا لاول مرة. وستقوم إيران بإنقاذ تركيا من المستنقع السوري.
وسيتم اغتيال علماء نوويين بعد ابرام الاتفاق بين ايران والغرب.
وننتقل إلى عالم الفلك المصري محمد فرعون حيث يعلن في جريدة الرواد أن هناك الكثير من الحوادث البشرية التي ستشهدها البلاد خلال العام ما بين تفجيرات وانهيارات وغيرها.
ويقول فرعون أن العام الجديد لن يكون جيّدًا على البشرية، مشيرًا إلى أن الكوكب الأحمر يسيطر على العام الذي يُعتبر عام برج الحمل، وهو ما يعني أنه عام الفتن والحروب. ويشير إلى أن النحس لا يتوقف على وجود الكوكب الأحمر فقط في العام 2014، ولكن يدعمه كوكب زحل الذي يمثل النحس الأكبر، موضحًا أن العام الجديد هو من أسوأ الأعوام.
أما في لبنان فيتوقّع فرعون نهاية حسن نصر الله بالإغتيال في حادث ضخم. ويؤكد أن موجة الإغتيالات والأعمال الإرهابيّة مستمرّة في لبنان، جنباً إلى جنب مع محاولات إشعال الفتن والتناحر.
ومن المغرب لايمكن تجاهل "نوستراداموس العرب" أو عبد العزيز الخطابي الذي يتوقع في مقابلة مع فرانس 24 وفاة ثلاثة زعماء في العالم خلال سنة 2014، بينهم عرب.
ويرى أن "رؤساء إيران، الولايات المتحدة وفرنسا، في دائرة الخطر"، كما يتنبأ بأن "الربيع العربي لن يستمر في البلدان العربية حتى 2015 فحسب، بل سوف ينتقل إلى بعض الدول الأوروبية".
ويتوقع الخطابي بداية انفراج العلاقات المغربية اللجزائرية في 2015، لكن الطامة الكبرى ستكون في الولايات المتحدة. وتحديداً "سوف تبدأ أمريكا بالتراجع الاقتصادي ثم الانهيار. والنكسة ستلاحق الأسواق"، وذلك سيؤدي إلى ما سماه "ربيع أمريكي". ورأى الخطابي في "حساباته" الفلكية أن "أمريكا سوف تشتعل نارا من الداخل والخارج"، وستعرف "أعمال شغب" بسبب الانتفاضة التي ستطالها حيث سيطالب الشعب بـ"إسقاط البيت الأبيض". وسيعبر الأمريكيون عن سخطهم على السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل و"سينهار الدولار إلى حدود 90 بالمئة من قيمته في المستقبل القريب".
"
والنار والدخان ستشمل ايران والهند" أيضاً حسب رؤيا الخطابي إضافة إلى "معارك دموية" في سوريا. ويحذر الخطابي اللبنانيين من انفجار بلدهم بسبب "بركان مليء بدخان أسود ثم ينقسم إلى جزئين".
أما اسرائيل، التي يبدو أنها تشهد وضعاً آمناً لامثيل له في تاريخ المنطقة، فإنها ستتعرض إلى "هجوم من الساحل الغربي والمشرق العربي".
لكن المفاجأة الكبرى التي لاعلاقة لها بالسياسة أو الدول فهي، حسب الخطابي "ظهور سرب عظيم من النحل لا يعرف مصدره".
بان اورينت نيوز
حقوق النشر محفوظة