التحديق الطويل في الهواتف الذكية يسبب الحَوَل في عيون الاطفال: دراسة يابانية

عيون مصابة بالحول الأنسي

بقلم فدوى عيون السود
طوكيو- الخميس 21 نوفمبر 2019 / بان اورينت نيوز/ حذّر أطباء يابانيون أن إستخدام الهواتف الذكية لفتراتٍ طويلة يمكن أن يتسبب في حالة مرضية حادة في العين يتجه فيها أحد البؤبؤين إلى الداخل مما يؤدي إلى إزدواجية في الرؤية وجعل الشخص يبدو متصالب العينين، أو مايسمى "الحَوَلْ الإنسي الحاد acute esotropia" وهي حالة لاحظ أطباء انتشارها مؤخراً لدى اطفال.

ويستطيع الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة رؤية الأشياء بشكل عادي بعين واحدة إلا أنه يحصل لديهم إزدواجية في الرؤية عندما ينظرون بكلتا العينين.

ونقلت صحيفة الماينيتشي حالة فتاة عمرها ستة عشر عاماً من محافظة سايتاما شعرت منذ سنتين بوجود خطبٌ ما في عينيها، وعندما رأتها والدتها أخبرتها أن عينها اليمنى متجهة للداخل. وكانت الفتاة قد عانت من إزدواجية في الرؤية في السابق لكنها لم تُعر الموضوع أهمية كبيرة، لكن عندما فحصها أستاذ في مشفى جونتيندو الجامعيبفحصها أشار إلى إحتمال وجود حَوَلٍ إنسي لديها. ثم تبين له أن الفتاة حصلت على هاتف ذكي عندما كانت في الصف السادس من المرحلة الإبتدائية، وكانت تمضي ثلاث إلى أربع ساعات يومياً تشاهد مقاطع فيديو عليه. وجاء في تشخيص الطبيب أن تحديقها في الهاتف الذكي أكثر من اللازم قد تسبب في إصابتها بهذا الحول.

وكان الحول الإنسي يحدث في الماضي بسبب تشوهات في الدماغ والتوتر، وعلى الرغم من عدم وجود دليل قاطع على علاقة سببية مع المعدات الرقمية، إلا أن الطبيب هيروهيتو إيموري من مشفى هاماماتسو الجامعي في محافظة شيزوكا يقول أنه عندما ينظر الإنسان إلى شيء ما عن قرب تتجه عيناه إلى الداخل للتركيز على هذا الشيء. وبما أن شاشات الأجهزة الرقمية صغيرة يقربها الإنسان إلى وجهه، وإذا ما حدّق فيها لفترة طويلة فيمكن أن تجد العينين صعوبةً في العودة إلى وضعهما الأصلي.

وإصابة طفلٍ في السنوات الأولى من المرحلة الإبتدائية يمكن أن تؤثر سلباً على تطور الرؤية عنده بحيث يستخدم الفروقات في الرؤية لكل عين لتمييز المسافات والأشياء ثلاثية الأبعاد. لكن المشكلة تكمن في أن الأطفال الصغار لا يشتكون في الغالب حتى لو ظهرت هذه الأعراض عندهم.


عيون مصابة بحَوَلْ إِنسي حاد حيث تبدو العين على الجانب الأيمن من الصورة وقد إتجهت إلى الداخل

ويُعتقد أن الهواتف الذكية تلعب دوراً في الإنتشار المتزايد للحوَلِ الإنسي بين الشباب أيضاَ حيث تفيد وزارة الداخلية ومعهد الإتصالات أن إستخدام الهواتف الذكية بين الشباب في تزايدٍ مستمر. وفي عام 2018 بلغ معدل إستخدامه اليومي بين المراهقين ساعتين و25 دقيقة بينما وصل إلى أربع ساعات في اليوم في عطلات نهاية الأسبوع.

وتوجد بعض البيانات التي تدعم مخاوف الأطباء. فعندما أجرى فريق باحثين من مشفى جامعة هاماماتسو مسحاً إستقصائياً على أطباء العيون، قال 158 طبيباً من أصل 371 إستجابوا للمسح أنهم رأوا العام الفائت مرضى تتراوح أعمارهم بين 5 و 35 عاماً يعانون من الحوَلِ الإنسي الحاد. كما إعتقد 122 طبيب عيون أن إستخدام مرضاهم للهواتف الذكية وأجهزة رقمية أخرى لها علاقة بمرضهم.
وعبّر إيموري عن دهشته من العدد المتزايد للمصابين حيث إرتفع من عدة حالاتٍ في العام إلى عشرة في الأسبوع.

ولعلاج الحوَل الإنسي الحاد، يلجأ الأطباء إلى عدة طرق منها إستخدام نظارات بعدسات ذات منشور تكسر الضوء لتصحيح الصورة، أو الجراحة لتغيير وضع وطول العضلات التي تحرك العينين. كما توجد طريقة أخرى للعلاج تتمثل في حقن البوتوكس في العضلات التي تحرك العين لشلِّهم مؤقتاً وإبقاء العين في الوضع الصحيح. ومع ذلك توجد إختلافات في إستجابة الأفراد للعلاج حيث لا يشفى البعض بالرغم من الحقن والجراحة.

وقد أطلقت الجمعية اليابانية للحوَل والغمَشْ دراسة في خريف هذا العام حول العلاقة بين الحوَل الإنسي وإستخدام الأجهزة الرقمية. وتشمل الدراسة مئتي شخص تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات وخمسة وثلاثين عاماً وسيتم تقييد إستخدامهم للأجهزة الرقمية، و فحصهم بعد ذلك لمعرفة فيما إذا كان التقييد سيخفف من أعراضهم. (بان اورينت نيوز)

فدوى عيون السود: محررة الشؤون الطبية والعلمية والطبيعية في بان اورينت نيوز



صحة