سوميتومو تدعم المغرب بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بجذب الشركات الصناعية

طوكيو – الاثنين 18 نوفمبر 2019 / بان اورينت نيوز/ تعمل شركة سوميتومو اليابانية على تطوير مجمّعات صناعية بالحكومة المغربية بهدف جذب الشركات الصناعية اليابانية التي تُصدّر إلى أوروبا بما يعزز مركز المملكة المغربية الصناعي لتكون بديلاً عن بريطانيا التي تنفصل عن الاتحاد الأوروبي.

وذكر تقرير في مؤسسة نيكاي أن وكالة طنجة ميد الخاصة (Tangier Med Special Agency) طلبت من شركة سوميتومو الترويج لتطوير خمسة مجّمعات صناعية، تمتد على مساحة 13 كيلومتراً مربعاً، بالقرب من مدينة طنجة الساحلية الشمالية، عبر مضيق جبل طارق قبالة إسبانيا.

وتدرس الشركتان اليابانية والمغربية مشروعاً مشتركاً لإنشاء المزيد من هذه المجمّعات الصناعية في المغرب حيث تعزز وتوسّع شركات صناعة السيارات والطائرات وجودها بسرعة بمايتوافق مع خطط استراتيجة وضعتها المملكة لتصبح قاعدة تصدير إلى أوروبا، على غرار المكسيك بالنسبة إلى الولايات المتحدة، حسب نيكاي.

وبموجب اتفاق دخل حيز التنفيذ في عام 2000، يتمتع المغرب والاتحاد الأوروبي بتجارة معفاة من الرسوم الجمركية إلى حد كبير، إلى جانب بعض المنتجات الزراعية. وتهدف وكالة طنجة ميد وشركة سوميتومو إلى جذب الشركات الصانعة العاملة في بريطانيا التي تبحث عن قاعدة تصدير جديدة إلى الاتحاد الأوروبي حيث يهدد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بتعطيل التجارة ويؤدي لخسارة بريطانيا الإعفاءات من الرسوم الجمركية وتكبد ضريبة بنسة 10% على السيارات المصدرة إلى القارة.

وحتى إذا سارت عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بسلاسة، سوف تحتاج بريطانيا إلى صياغة اتفاقية تجارية جديدة مع القارة بعد فترة انتقالية حتى نهاية عام 2020. ويمكن أن تصل البضائع التي يتم شحنها عن طريق البحر من طنجة إلى وجهات في الاتحاد الأوروبي في غضون أسبوع.

ومن المتوقع أن يصل ميناء طنجة الرئيسي إلى سعة حاويات شحن سنوية تبلغ حوالي 9 ملايين وحدة مكافئة لعشرين 20 قدماً في عام 2020- وهو أكبر من أي ميناء أفريقي أو ميناء على البحر المتوسط، وبتكاليف عمل أقل من أوروبا الشرقية. وتمثل صفقة طنجة ميد دخول سوميتومو إلى المجمعات الصناعية الأفريقية. وتدير الشركة اليابانية مثل هذه المجمّعات في ستة بلدان آسيوية بما في ذلك فيتنام وميانمار والهند، وتتولى المبيعات في أربعة، بما في ذلك تايلاند وكمبوديا. كما تساعد شركة سوميتومو الشركات التي تنشئ مجمعات على شراء المواد الخام والتعامل مع الخدمات اللوجستية.

ودخلت شركات يابانية مثل سوميتومو وايرنغ سيستمز المغرب (Sumitomo Wiring Systems) في أوائل العقد الماضي لتسويق التوصيلات الكهربائية وقطع غيار السيارات الأخرى، لكن قلة من الشركات الجديدة حققت نجاحاً كبيراً منذ ذلك الحين. ومع ذلك، بدأت أعمال البناء في سلسلة من المصانع الجديدة، حيث زاد عدد الشركات اليابانية في المغرب ثلاث مرات عما كانت عليه قبل عقد إلى حوالي 60 شركة.

وتهدف شركة ميتسوي للتعدين والصهر (Mitsui Mining & Smelting) إنتاج أجزاء أقفال الأبواب في مصنع مغربي تم بناؤه حديثاً، فيما تخطط شركة كاساي كوغيو (Kasai Kogyo) لصناعة قطع غيار السيارات الداخلية إلى فتح مصنع للإنتاج بالجملة بعد ثلاثة أشهر. وتخطط شركة جي تيكت (Jtekt) المنتجة لقطع غيار السيارات لبدء إنتاج أنظمة توجيه الطاقة الكهربائية هناك في شهر أكتوبر.

وأصبح المغرب مركزاً لصناعة السيارات الأوروبية، حيث تنتج شركة رينو الفرنسية 400 ألف سيارة سنوياً في منشآت طنجة والدار البيضاء. وبدأت مجموعة بي إس أي (Groupe PSA) الإنتاج في يونيو في مصنع في مدينة القنيطرة بطاقة إنتاج سنوية تبلغ 100 ألف سيارة، مع خطط لمضاعفة هذا الرقم بحلول عام 2023. كما تخطط شركة السيارات الكهربائية الصينية بي واي دي (BYD) لإنتاج مثل هذه السيارات في المغرب.

وفي السنوات الأخيرة، بدأت شركات مثل شركة بوينغ الأمريكية العملاقة لصناعة الطائرات إنتاج قطع غيار الطائرات في المغرب أيضاً.

وفي العام الماضي، توسعت صادرات الصناعة التحويلية في المغرب بنحو 50% عن عام 2015 إلى 100.5 مليار درهم مغربي (10.3 مليار دولار). والاستثمار الأجنبي المباشر في المغرب في ارتفاع، حيث ارتفعت استثمارات اليابان في المغرب إلى 17.8 مليار ين (163 مليون دولار) في عام 2018 من أقل من مليار ين في العام السابق.

ويجذب المغرب الانتباه أيضاً كقاعدة تصدير إلى بلدان أفريقية أخرى وأسواق أمريكا الشمالية عبر المحيط الأطلسي. ومع بعض الموارد الطبيعية إلى جانب الفوسفات، تحركت المغرب بسرعة لتأمين صفقات تجارة حرة. ودخلت اتفاقية مع الولايات المتحدة حيز التنفيذ في عام 2006، ولدى المغرب اتفاقيات مع أكثر من 50 سوقاً. (بان اورينت نيوز)



أعمال واقتصاد