جبريل الرجوب : دور اليابان هام في دعم فلسطين

سونورا يستقبل الرجوب

طوكيو- الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 / بان أورينت نيوز/

أكد جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية الذي يزور اليابان بدعوة من الاتحاد الرياضي الياباني لحضور نهائي كأس العالم للأندية، على أهمية دور اليابان في دعم القضية الفلسطينة والشعب الفلسطيني في جميع المجالات بما في ذلك الرياضة.

وفي لقاء مساء الثلاثاء في مقر وزارة الخارجية بطوكيو، ناقش الرجوب مع سونورا نائب وزير الخارجية الياباني سبل التعاون الياباني الفلسطيني في مجالات الرياضة والشباب، معرباً عن تقديره للدعم الياباني لفلسطين. وبينما شرح الرجوب في اللقاء الوضع الفلسطيني وعملية السلام، أكد سونورا على أهمية اللقاء ومشاركته في الاجتماعات المتعلقة بقوس السلام والازدهار الذي تدعمه اليابان في المنطقة.

وفي مقابلة مع (بان أورينت نيوز) في طوكيو، قال الرجوب، وهو أيضاً عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية اضافة الى رئاسته للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، إن زيارته تأتي انطلاقاً من دور اليابان في تطوير كرة القدم في آسيا لاسيما وأنها أول مرة يشارك فيها نادي آسيوي في نهائي كأس الأندية العالمية.

وقال خلال الزيارة التي انتهت مساء اليوم ناقشنا مع رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية ورئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020. إمكانية إيجاد آلية ثنائية مشتركة تساعد في تأهيل اللاعبين الفلسطينيين المشاركين في أولمبياد طوكيو 2020، حيث أعرب الجانب الياباني عن استعداده للتعاون وتطوير العلاقات الرياضية بالتنسيق مع السفارة الفلسطينية لضمان مشاركة عدد من اللاعبين في اليابان وتأمين خبراء وفنيين إلى فلسطين لمساعدتنا في تطوير الرياضة وبناء ألعاب وأجهزة فنية للألعاب الرياضية، إضافة إلى التعاون في الكثير من القضايا الرياضية ذات الصلة أيضاً باتحاد كرة القدم الآسيوي الذي نعيش معه نفس الهموم والتحديات.

ومعروف أن الرجوب شخصية سياسية لها دور كبير في القضايا الفلسطينية وقال ردا على سؤال عن الجانب السياسي لهذه الزيارة بأن "اليابان من الدول المحورية في دعم القضية الفلسطينية وتمويل العديد من المشاريع بما في ذلك بناء مدن صناعية في فلسطين" مضيفاً أنه التقى في طوكيو أيضاً مسؤولين في الحكومة اليابانية لهم علاقة بقضية الشرق الأوسط". وقال كفلسطينين، نحن بحاجة إلى إحاطة اليابانيين بآخر التطورات في الساحة الفلسطينية".

نسعى لتحقيق وحدة فلسطينية لمواجهة التحديات

ومتحدثاً عن الشؤون الداخلية الفلسطينية قال الرجوب "نمر الأن في مرحلة تجديد شرعية النظام السياسي الفلسطيني وإعادة صياغته لضمان خلق بيئة تؤسس لتحقيق وحدة وطنية فلسطيمنية وتهيئة الظروف لمواجهة التحديات لشكل وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي وتحديدا الفلسطني الإسرائيلي، ودور اليابان محوري سواء كان على المستوى القاري في آسيا أو على المستوى الدولي".

"هذا ربيع اسرائيلي وليس عربي"
وعن رأيه بما يسمى الربيع العربي الذي أدى إلى تدهور الأوضاع في دول عريقة في المنطقة، قال الرجوب "هذا ربيع إسرائيلي. لا علاقة له بالعروبة ولا بالمصالح العربية. وهدفه من الألف الى الياء ضرب المناعة العربية وتدمير مكونات الكيان العربي على المستوى الإقليمي والدولي بما يصب في مصلحة اسرائيل وتوفير ظرف لمواصلة عدوانها الأحادي الجانب على الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية والإقليم (الشرق الأوسط) بما في ذلك أراض عربية أخرى، ناهيك عن الاستخفاف بقرارات الشرعية الدولية... ومن هنا هذا لم يكن إلا ربيعاً إسرائيلياً يخدم أعداء العرب والعروبة والإسلام وبالتالي أعداء فلسطين ويصب في خانة العنصرية والفاشية الإسرائيلية".

استراتيجية عربية بقيادة مصر والسعودية

وأضاف الرجوب "لكن أملنا كبير في أن ما قامت به مصر وحققته حتى الآن بالترافق مع تطور فكر عربي بقيادة مصر والمملكة العربية السعودية لبناء استراتيجية عربية تركز على الأمن القومي وتوظف الإمكانات العربية لحماية المنطقة ومصالحها وطموحاتها"، منوهاً، "نحن في فلسطين نرى في هذا التوجه ركيزة في اتجاه استعادة الاعتبار للدور العربي لمصلحة فلسطين وأيضاً للأمن القومي العربي".

خصوصية العلاقات الفلسطينية مع الأردن

الرجوب يتحدث إلى بان اورينت نيوز

وعن العلاقات مع الآردن، قال رجوب "نحن نرى في أنفسنا – الفلسطينيون والأردنيون - شعب واحد ولكن نعيش في دولتين. الأدرن للأردنيين ويجب أن يكون للفلسطينيين دولتهم في فلسطين لأن الوجه الأخر للصراع هو المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى نفي فلسطين أرضاً وشعباً وتاريخاً ومقدسات من الخارطة السياسية. ومن هنا تأتي علاقتنا مع الأردن سواء كانت بحكم الجعرافية والتاريخ وبحكم الترابط الاجتماعي... إن همنا مشترك وطموحنا مشترك. وتطوير العمل الثنائي في هذه المرحلة تحديدا يشكل مصلحة مشتركة".

وأضاف "ما حصل أمس في الأردن (حادثة احتجاز الرهائن في الكرك) هو رسالة من الإرهاب تقتضي من الجميع أن يرفع درجة التنسيق والتعاون لمواجته. ونحن مع الأردن في نفس الخندق لمحاربة الإرهاب، ومتضامنون مع الأردن ملكاً وحكومة وشعباً ومع أسر الضحايا. ونتمني دوما للأردن الاستقرار والازدهار، وهذا في مصلحة فلسطين والقصية الفلسطنية... علاقتنا في هذا المفهوم تنطوي على خصوصية للعلاقة مع الأردن".

فلسطين تبقى خارج التجاذبات العربية

وتحدث الرجوب في المقابلة عن العلاقات الفلسطينية العربية قائلاً، مصلحتنا وموقع القضية في الوجدان العربي تحتم أن تكون علاقتنا متوازنة مع كل الدول العربية وأن لا تكون فلسطين جزءاً من التجاذبات العربية أو من أجندات لأقطار عربية فيها محاور أو تمحور. إن فلسطين تبقى مع الجميع وعلى علاقة على نفس المسافة مع كل الدول العربية مع خصوصية لدول الطوق – الأردن، سورية، لبنان ومصر- وكل دولة حسب دورها وتأثيرها في القضية. وأضاف "نتطلع إلى علاقات متوازنة مع كافة الدول العربية، ولم ولن نكون جزءً لا من التجاذبات ولا من أجندات ولا من محاور... هذه ثقافتنا ومصلحتنا وسلوكنا الوطني".

الإمارات ملتزمة بعدالة القضية الفلسطينية

وردا على سؤال عن دور دولة الإمارت العربية المتحدة في المنطقة والتعاون مع فلسطين، قال رجوب "الإمارات تتبع استراتيجية سياسية واضحة تستند إلى مبادئ الزعيم الراحل الشيخ زايد. وعلى المستوى الاستراتيجي نعتقد أن الإمارات كانت وما تزال ملتزمة بعدالة القضية الفلسطينية كما لو أنها قضيتهم الوطنية ونثمن عالياً ما قدمته". وأضاف "ليس سراً أنه ربما يوجد بعض سوء الفهم، ولكن لا نعتقد أن هذا يؤثر على "التزامها التاريخي والتزام قيادتها بمبادئ الزعيم الراحل الشيخ زايد، هذا ما نعتقده وما نزال نؤمن به". وأعرب عن أمله في التنسيق والتعاون بين الجانبين قائلاً "في الوضع الحالي بينما نعيش في جو مضطرب سياسيا في الشرق الأوسط، فمن الضروري أن يتعاون الجميع وينسقوا مع السلطة الفلسطينية وقادة الإمارات. لدينا مصالح مشتركة وطموح دولي وأعتقد أن لدينا أيضاً عدو مشترك وهو إسرائيل الفاشية والتوسعية والعنصرية التي تقوم باعتداءات أحادية الجانب ضد الأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية في القدس وبيت لحم. ولهذه الأسباب لدى كل منا الحافز لسد هذه الفجوات، إن وجدت، وإزالة سوء الفهم البسيط. وأنا متفائل وآمل أننا قريباً سنعزز العلاقات الثنائية والتنسيق ولكن نقدر ونعترف بما قدمته الإمارات من مساهمة لقضيتنا التي هي أيضاً قضيهم.

توظيف القوى العربية لضبط ايقاع السياسة الامريكية لمصلحة العرب

وعن توقعاته من الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس المنتخب ترامب ودورها في الشرق الأوسط، قال جبريل الرجوب في المقابلة مع (بان اورينت نيوز)، "التاريخ يقول أن أمريكا أو أي إدارة أمريكية ترى الشرق الأوسط بنظارات اسرائيلية. ولكن المنطقة تمر بحالة فوضى واسرائيل فشلت في أن تكون عامل استقرار. بالعكس هي تشكل عامل خطر على الاستقرار والأمن الاقليمي. بالتأكيد فإن أولوية أي رئيس وإدارة امريكية هي مصالح أمريكا وأمنها القومي. ولكن ضبط ايقاع أي إدارة أمريكية بمصالحنا مرهون بقدرتنا على الوحدة العربية، على أجندة قومية فيها مصالح وفيها كرامة وفيها كبرياء. ونحن عندنا أوراق قوة يمكن أن نوظفها كعناصر ضاغطة. لدينا موقعنا الجغرافي وإمكانياتنا الإقتصادية الهائلة، وبلادنا تطل على ممرات مائية استراتيجية ولدينا سوق شرائية واستهلاكية ضخمة، وأعتقد أنه بقدر ما نوحد موقفنا على خارطة المصالح بقدر مانخلق عناصر ضاغطة قادرة على احتواء هذا الإستخفاف من جانب ترامب بالعنصر العربي ودوره في استقرار الاقليم وسلم العالم.

وفيما إذا كان يقصد بأن قوله يعني أن الكرة في الملعب العربي لحث الولايات المتحدة على تعديل سياساتها تجاه القضايا العربية والفلسطينية، أجاب الرجوب، "علينا أن نقوم بمراجعة وبناء استراتيجية فيها توظيف لامكانياتنا وقدراتنا. والعالم اليوم يحكي في المصالح. في السياسة لاتوجد علاقات مجانية ولاتوجد وجبات مجانية. توجد مصالح. واذا كانت هناك خارطة مصالح فعندنا قوة سياسية وقوة اقتصادية وقوة عسكرية تعطينا القدرة على أن نلعب في أمن واستقرار العالم. ومن هنا أعتقد أن أي إدارة أمريكية لاتستطيع أن تتجاهل العنصر العربي وقدرته في التأثير سلباً أو إيجاباً في الإستقرار الاقليمي وعلى السلم العالمي".

بان اورينت نيوز



سياسة